اليوم.. مسبار "الأمل" الإماراتي يصل المريخ

أبوظبي - مباشر: من المقرر أن يصل مسبار الأمل الإماراتي اليوم الثلاثاء، إلى مدار الالتقاط حول المريخ عند الساعة 7:42 مساء بتوقيت الإمارات، وسط ترقب عالمي ضخم لهذا الحدث الفريد في الوطن العربي داخل دولى الإمارات.

انطلقت رحلة مسبار 'الأمل' من مركز تانيغاشيما الياباني في 20 من يوليو 2020. ويبلغ وزن مسبار 'الأمل' الآلي 1350 كيلوغراما، وهو بحجم سيارة رباعيّة الدفع تقريبا.

وقد استخدم منصة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة للاطلاق من مركز تانيغاشيما الفضائي الياباني. وأكد مسؤولون إماراتيون أن مناورة الثلاثاء لدخول مدار المريخ هي 'الأكثر أهمية وتعقيدا'. وسيكون إبطاء سرعة المركبة الفضائية إلى الحد الذي يسمح بإدخالها في مدار الجاذبية أمرا دقيقا للغاية.

وستبدأ العملية مساء الثلاثاء في الساعة 19,30 بالتوقيت المحلي (15,30 بتوقيت غرينتيش).

وسيدور المسبار إلى الحد الذي يسمح بإدخاله في مدار الالتقاط، وتستمر عملية حرق الوقود باستخدام ستة محركات للدفع العكسي (دلتا في) لمدة 27 دقيقة ليقوم ذاتيا بخفض سرعته من 121 ألف كيلومتر إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة.

وستستهلك العملية المعقدة نصف الوقود في المسبار، مع 11 دقيقة لتصل إشارة من مسبار 'الأمل' إلى الأرض.

وفي حال نجاح ذلك، فإن دورة واحدة حول الكوكب الأحمر ستستغرق 40 ساعة.

وسيبقى مسبار 'الأمل' في هذه المرحلة لمدة شهرين تقريبا، وسيتم خلالها إجراء مزيد من الاختبارات حتى يصبح جاهزًا لدخول مدار 'العلوم' مع بدء عملية جمع البيانات.

وسيظل المسبار في المدار لمدة سنة مريخية كاملة أي 687 يوما.

وعشية وصوله إلى المدار، قال نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عبر مقطع فيديو نشره في حسابه بتويتر، إن هذه النقطة هي أبعد نقطة في الكون يصلها العرب عبر تاريخهم، مضيفا: 'حتى إن لم ندخل المدار، فقد دخلنا التاريخ (...) أكثر من 5 ملايين ساعة عمل لأكثر من 200 مهندس ومهندسة إماراتيين، هدفنا هو إعطاء أمل لجميع العرب، بأننا قادرون على منافسة بقية الأمم والشعوب'.

دراسة وإلهام

خلال المرحلة العلمية، سيدور المسبار حول الكوكب الأحمر دورة كل 55 ساعة في مدار بيضاوي يراوح ما بين 20 ألف كيلومتر و43 ألف كيلومتر، كما سيكون تواصل فريق العمل مع المسبار عبر محطة التحكم الأرضية مرتين إلى 3 مرات أسبوعيا.

وستنقل 3 وسائل تقنية مثبتة على المسبار صورة كاملة عن أجواء الكوكب الأحمر طوال السنة المريخية.

وسيحلل جهاز لقياس الأطياف الحرارية يعمل بالأشعة تحت الحمراء الغلاف الجوي السفلي وهيكلة الحرارة، بينما يوفّر جهاز تصوير عالي الدقة معلومات حول مستويات الأوزون. وأخيرا، يقيس جهاز بالأشعة فوق البنفسجية مستويات الأوكسيجين والهيدروجين من مسافة تصل إلى 43000 كيلومتر من السطح.

ومسبار الأمل يعد قصة نجاح للإمارات من خلال دوره المتمثل بتحفيز الجامعات والمؤسسات لإنشاء المراكز الفضائية البحثية المتخصصة في علوم الفضاء، كما أن المسبار مصدر إلهام في تحفيز الكوادر الإماراتية للانضمام للتخصصات المرتبطة بعلوم الفضاء.

وتملك الإمارات 12 قمرا اصطناعيا في الفضاء للاتصالات وجمع المعلومات ولديها خطط لإطلاق أقمار أخرى في السنوات القادمة.

وفي سبتمبر الماضي، أصبح هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي يقوم برحلة إلى الفضاء، وكان ضمن فريق مكوّن من 3 أفراد انطلقوا على صاروخ 'سويوز' من كازاخستان نحو محطة الفضاء الدولية. والمنصوري أول عربي يزور محطة الفضاء الدولية.

لكن طموح الإمارات الأكبر يقوم على بناء مستوطنة بشرية على المريخ خلال 100 عام قادم بحلول سنة 2117.

ووظّفت دبي في 2017 مهندسين وتقنيين لتصوّر كيف يمكن أن تُبنى مدينة على الكوكب الأحمر. وفي انتظار ذلك، تخطّط لإقامة 'مدينة المريخ للعلوم' في صحراء الإمارات بتكلفة تبلغ حوالى 500 مليون درهم (135 مليون دولار)، والهدف منها محاكاة ظروف مماثلة لتلك الموجودة على المريخ.

وبموجب استراتيجية الفضاء الوطنية التي تم إطلاقها العام الماضي، تتطلّع الإمارات أيضا إلى تنفيذ مشاريع أخرى بينها سياحة الفضاء، ووقّعت مذكرة تفاهم في هذا الإطار مع شركة 'فيرجين غالاكتيك' التي يملكها الملياردير ريتشارد برانسون.