اليوم.. بدء تطبيق قرار حظر العمل وقت الظهيرة

سامي عبد الرؤوف (دبي)

تبدأ وزارة الموارد البشرية والتوطين، اعتباراً من اليوم «الثلاثاء»، تطبيق قرار حظر تأدية الأعمال التي تؤدى تحت الشمس وفي الأماكن المكشوفة من الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً وحتى الساعة الثالثة من بعد الظهر، وذلك حتى 15 سبتمبر المقبل.

أكدت الوزارة أهمية «قرار حظر العمل وقت الظهيرة» في الحفاظ على صحة العمال وسلامتهم المهنية، مشيرة إلى ضرورة مواصلة المنشآت خلال فترة الحظر في تطبيق التدابير والإجراءات الاحترازية للحد من تفشي فيروس «كوفيد - 19» ووقاية العاملين من الإصابة به.

ونوهت بالشراكة الاستراتيجية مع القطاع الخاص في تطبيق القرار وتحقيق أهدافه، وكذلك الدور المجتمعي النشط في مراقبة تطبيقه، بما يعكس القيم الإنسانية السائدة في المجتمع الإماراتي.

ودعت الوزارة أفراد المجتمع إلى التواصل مع مركز الاتصال على الرقم المجاني 80060 للإبلاغ عن أي حالة تخالف القرار، حيث يتلقى المركز الاتصالات بأربع لغات وعلى مدار الساعة، مشيرة إلى الدور الكبير الذي يقوم به المقيمون في مراكز «تقييم» في رصد المخالفات، حيث تتلقى الوزارة تلك البلاغات وفقاً للإجراءات والضوابط المتبعة.

إجراءات وضوابط

وأوضحت أن القرار يتضمن تطبيق حزمة من الإجراءات والضوابط الوقائية التي تستهدف حماية العمال من التعرض لأشعة الشمس المباشرة، فضلاً عن تطبيق وتنفيذ مجموعة من مبادرات التوعية والإرشاد، بالمشاركة مع عدد من الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة.

ويلزم القرار أصحاب العمل بأن يعلقوا في مكان بارز من مكان العمل جدولاً بساعات العمل اليومية، على أن يكون باللغة التي يفهمها العامل بالإضافة إلى اللغة العربية.

كما يلزم القرار أصحاب العمل بتوفير الوسائل الوقائية المناسبة لحماية العمال من أخطار الإصابات التي قد تنجم عن استعمال الآلات، وغيرها من أدوات العمل، واتباع جميع أساليب الوقاية الأخرى المقررة في قانون العمل والقرارات الوزارية المنفذة له، وعلى العمال اتباع التعليمات التي تهدف إلى حمايتهم من الأخطار، وأن يمتنعوا عن القيام بأي عمل من شأنه عرقلة التعليمات.

وبحسب القرار، يكون صاحب العمل مسؤولاً عن مخالفة تشغيل العمال خلال فترة الحظر وكذلك كل من يستخدم عاملاً، ليس مسموحاً له قانوناً باستخدامه ويقوم بتشغيله بالمخالفة لأحكام هذا القرار الذي يلزم أصحاب العمل الذين يقومون بتشغيل العمال بأن يوفروا لهم مكاناً مظللاً للراحة خلال فترة توقفهم عن العمل.

وبموجب القرار، فإن ساعات العمل اليومية في فترتيها الصباحية والمسائية أو في أي منهما لا تتجاوز ثماني ساعات عمل، وفي حالة قيام العامل بالعمل لأكثر من ذلك خلال الأربع والعشرين ساعة، فإن الزيادة تعد عملاً إضافياً يتقاضى العامل عنها أجراً إضافياً، حسب أحكام قانون تنظيم علاقات العمل.

ومن المقرر أن تعاقب كل منشأة لا تلتزم بتطبيق أحكام وشروط القرار بغرامة قدرها 5 آلاف درهم عن كل عامل، وبحد أقصى 50 ألف درهم في حالة تعدد العمال الذين يتم تشغيلهم خلال فترة الحظر، بالإضافة إلى إيقاف ملف المنشأة المخالفة أو خفض درجة تصنيفها في نظام تصنيف المنشآت المعتمد لدى الوزارة، وذلك بناءً على مدى جسامة المخالفة المرتكبة.

إصدارات توعية

من جانبه، أعلن عبدالله لشكري، الأمين العام للجنة الدائمة لشؤون العمال في دبي، عن البدء في توزيع ملصقات وإصدارات توعية للعمل والشركات عن قرار حظر العمل وقت الظهيرة في إمارة دبي، مشيراً إلى أن اللجنة عملت بهذا الإجراء في منطقة حتا، فيما ستقوم اليوم «الثلاثاء» بالإجراء ذاته في مدينة دبي ابتداءً بمنطقة محيصنة وحتى جبل علي.

وأشار إلى أن اليوم الأول لتطبيق القرار هذا العام «اليوم»، سيشارك مع فريق اللجنة الدائمة للعمال بدبي، ممثلون للمحكمة العمالية في الإمارة وأيضاً محكمة التنفيذ لتوعية العمال والشركات بأهمية القرار، وضرورة القيام بتطبيق كل مكوناته، موضحاً أن اللجنة في بقية أيام القرار ستتولى بمفردها استكمال عملية التوعية.

وذكر أنه سيتم توزيع مرطبات على العمال من عصائر ومياه باردة ومظلات للوقاية من أشعة الشمس.

وقال لشكري: «نعمل بالتنسيق والتعاون مع وزارة التوطين والموارد البشرية في العديد من الأمور، ومن بينها قرار حظر العمل وقت الظهيرة، وسنقوم بمسح المناطق الموجودة بالإمارة سواء في سكن العمال أو مواقع العمل للتوعية بأهمية الالتزام بالقرار، من خلال التحدث مع العمال بلغاتهم».

ولفت إلى أنه سيتم كذلك التوعية بإجراءات الصحة والسلامة المهنية، مشيراً إلى أنه ستكون هناك 11 دورية على مستوى إمارة دبي، تسيرها اللجنة الدائمة للعمال بالإمارة، مهمتها التوعية بالقرار، وتبدأ من الساعة الثانية عشرة ظهراً وحتى الثالثة والنصف بعد الظهر يومياً خلال فترة تطبيق القرار.

نصائح طبية

من جهته، شدد الدكتور محمود زيكو، استشاري طب العائلة في المستشفى الأميركي دبي، على أهمية حماية العمال من العمل خلال فصل الصيف تحت إشاعة الشمس، مما قد يعرضهم للعديد من المخاطر الصحية، مشيراً إلى أن دولة الإمارات الأولى بين دول المنطقة في تطبيق قرار حظر تأدية الأعمال تحت أشعة الشمس وفي الأماكن المكشوفة في أشهر الصيف لوقاية العمال، وهو ما يعزز قيم التراحم الراسخة لدى مجتمع الإمارات.

وأكد أن هناك العديد من النصائح الطبية والإرشادات التي من المهم اتباع العمال لها لعدم الإصابة بالإنهاك الحراري أو أمراض الصيف وضربات الشمس، وتشمل عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس، وخصوصاً أوقات الذروة، وشرب كميات كبيرة من السوائل، وعدم الاعتماد على الإحساس بالظمأ من أجل الشرب، وعدم تناول المشروبات التي تحتوي الكافيين أو السكر لأنها تؤدي إلى فقدان السوائل من الجسم، وارتداء القبعات والنظارات الشمسية وخصوصاً الأشخاص العاملين في القطاع الإنشائي أو الزراعة، والذين تقتضي طبيعة عملهم البقاء تحت أشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة.

وأشار إلى أن العمال الذين يعملون تحت أشعة الشمس، قد يتعرضون للعديد من الأمراض والإصابات المهنية، من أهمها الإجهاد الحراري، الذي قد يؤدي إلى ضربة الشمس، وإنهاك حراري، وإغماء، وتقلصات، وطفح جلدي، موضحاً أن درجات الحرارة المرتفعة قد تؤدي أيضاً إلى إصابات من خلال تعرق اليدين والدوار.

الإنتاجية مستمرة

أوضح الدكتور محمود زيكو، أن وقف العمل وقت الظهيرة في دولة الإمارات لن يؤثر على إنتاجية العمال بالعكس سيزيد الإنتاجية، خصوصاً أنهم سيعملون في أوقات تعتدل فيها دراجات الحرارة، وبالتالي تزيد الإنتاجية ويرتفع الأداء على عكس العمل تحت إشاعة الشمس والذي قد يؤثر على العامل، وبالتالي يكون ذا تداعيات سلبية على العمل ككل، مؤكداً أن دولة الإمارات تولي اهتماماً كبيراً بفئة العمال في مختلف القطاعات، باعتبارهم يمثلون قطاعاً عريضاً ومهماً في المجتمع، حيث تتم متابعة تطبيق قوانين ومعايير الصحة والسلامة المهنية في جميع المواقع الإنشائية بما يتلاءم مع أفضل الممارسات العالمية لضمان صحة وسلامة العمال، مع ضرورة الالتزام التام بقرار حظر العمل في وقت الظهيرة.

وأكد أهمية قيام أصحاب العمل بتوفير سبل وأدوات التوعية والتدريب اللازم للعاملين لديهم لفهم تأثيرات الإجهاد الحراري وكيفية الوقاية منه، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية العاملين من الإجهاد الحراري، من خلال توفير فترات للراحة والمياه بشكل دائم وأماكن مظللة.