الحماس يزيد الأدرينالين والكورتيزول ويرفع ضغط الدم والسكري

المصدر: دبي - عماد عبد الحميد

حذر أطباء من مختلف التخصصات الطبية من أن التوتر والقلق اللذين ينتابان المتابعين لمباريات كأس العالم قد يسببان مضاعفات خطيرة، خاصة على مرضى الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري ومحاولة التحلي بالاتزان الانفعالي، لأن الانفعال يتسبب في إفراز المخ هرمون الأدرينالين، ما يؤدي إلى ضيق الشرايين وارتفاع ضغط الدم.

وأكد الدكتور عادل السجواني، استشاري طب الأسرة، أن مشاهدة المباريات أو الأشياء الحماسية تؤثر بشكل كبير على الضغط والسكر، وأكثر على الضغط، لأنه في فترة الحماس ترتفع معدلات الأدرينالين والكورتيزول، وهذا يسبب ارتفاعاً في ضغط الدم، وارتفاعاً كبيراً في نبضات ودقات القلب، ولا شك أن هذا يؤثر على جهد القلب ويسبب ارتفاعاً في ضغط الدم، خاصة إذا كان الشخص من الفئات التي تتحمس وتغضب وتنفعل بشكل كبير، ولكن الأمر الجيد هو ما أثبتته الدراسات العلمية من أنه بعد انتهاء المباراة يرجع الضغط ودقات القلب إلى الوضع الطبيعي.

وأضاف: المشكلة تكمن فيما إذا كان الشخص مدمناً على مشاهدة ومتابعة المباريات، كما هو حاصل هذه الأيام مع مباريات كأس العالم، يتحمس بشكل كبير، خاصة وأن المباريات تستمر لأكثر من خمس ساعات يومياً، وهذا قد يؤثر على دقات القلب، ويتسبب في إجهاد عضلات القلب، خاصة البطين الأيسر، وكذلك قد يسبب أيضاً مشاكل للكلى بسب ارتفاع ضغط الدم.

النصائح

وتابع: دائماً نقول للشخص إن الحماس في أثناء مشاهدة المباراة شيء جميل وطبيعي، ولكن دون مبالغة، كما ينبغي شرب الكثير من السوائل وعدم الاستمرار في الجلوس لساعات طويلة، بل ينبغي الوقوف والحركة لدقائق، مع ضرورة تناول الكثير من السلطات، وكذلك الامتناع عن التدخين والابتعاد قدر الإمكان عن الانفعال، والاتسام بالروح الرياضية، ومتابعة المباراة بهدف الاستمتاع بالوقت وطريقة اللعب، والتحلي بالأخلاق الحميدة، وألا نترك الغضب يتحكم بنا.

تحذير

وقال الدكتور محمد حكيم سماحة، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي: عادة ما يتعرض متابعو مباريات كأس العالم إلى الانفعال والشد العصبي، في حالة الحزن لخسارة فريقهم، ما يعرض البعض منهم إلى ارتفاع ضغط الدم، الذي قد يصل إلى حد تصلب الشرايين.

وأضاف: مباراة كرة القدم هي وسيلة للاستمتاع، والتجمع مع الأهل والأصدقاء، متابعاً: فلا داعي للتعصب أو الانفعالات المبالغ فيها، التي قد تتسبب في ارتفاع ضغط الدم بصورة مفاجئة، وقد يصل إلى حد الأزمات القلبية.

وأضاف: القلق والتوتر عادة ما يرفعان نسبة السكر، وزيادة معدلات نسبة هرمون الأدرينالين، وهذا الهرمون يعاكس عمل الأنسولين، أي أنه يسبب زيادة في نسبة السكر، أما في الأشخاص الأصحاء فيقوم الجسم بخطة دفاعية لمحاربة ارتفاع نسبة السكري في الدم، وبالتالي يتم الحفاظ على معدلات السكر ثابتة، لذا تكون النصيحة دائماً لمرضى السكري مشاهدة المباريات باطمئنان دون التعرض لأي توتر وقلق.

انفعال مؤقت

وقال الدكتور بسام محبوب، استشاري أمراض الرئة والحساسية والمناعة في جمعية الإمارات الطبية: إن مشاهدة المباريات في الصالات المغلقة التي يسمح فيها بتدخين الشيشة أو أي نوع آخر من التدخين تؤثر بشكل كبير على الجهاز التنفسي على الأشخاص غير المدخنين، ما يسبب احمرار العينين أو تهيج القصبة الهوائية، لذلك ينبغي على الأشخاص غير المدخنين تجنب مثل هذه الأماكن ومشاهدة المباريات مع الأهل في المنزل، وقال: طبيعي جداً أن يحدث هناك انفعال وتوتر أثناء مشاهدة المباريات، خاصة أثناء مشاهدة الفرق العربية المشاركة في المونديال، ولكن تأثير ذلك قد يكون مؤقتاً، ولكن ينبغي على مرضى السكري والضغط عدم الانفعال والتوتر وضبط النفس سواء في المنزل تلفزيونياً أو حضورياً في الملعب أو المراكز الترفيهية.

ولا يرى الدكتور سهيل الركن، استشاري ورئيس جمعية الإمارات لطب الأعصاب، وجود علاقة بين مشاهدة المباريات وارتفاع الضغط أو السكري ولا حتى الأعصاب، وإن حدث ذلك فإنما يكون مؤقتاً ينتهي بانتهاء المباراة.