بقيادة محمد بن زايد.. الإمارات واحة للاستثمار ومحرك عالمي للنمو

مصطفى عبد العظيم (دبي)

يقف مشهد الاستثمار الأجنبي المباشر في دولة الإمارات مع تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مقاليد الحكم، على أعتاب مرحلة جديدة من النمو والازدهار، يزداد خلالها موقع الدولة رسوخاً في قلب خريطة الاستثمار العالمية، وتتحوّل معها الإمارات إلى مركز محوري لتدفقات الاستثمار من كافة أنحاء العالم، وصولاً لتحقيق الهدف الذي جاء ضمن «مشاريع الخمسين» والمتمثل في تعزيز مكانة الدولة كوجهة لاستثمارات المستقبل، وجذب 550 مليار درهم حتى عام 2030 وصولاً إلى تريليون درهم في عام 2051.

وينظر مجتمع الاستثمار في دولة الإمارات بعين التفاؤل والثقة بانطلاق الاستثمار الأجنبي من وإلى الدولة إلى آفاق أكثر إشراقاً وازدهاراً، بقيادة صاحب السمو رئيس الدولة، الذي صنع قصة نجاح استثمارات أبرز وأكبر الصناديق الاستثمارية في العالم، والتي انطلقت من أرض الإمارات لتلعب دورياً مؤثراً في خريطة الاستثمارات العالمية، ما يعكس الأهمية التي يوليها سموه منذ عقود طويلة بجانب الاستثمار.

محرك عالمي للنمو

وفيما استطاعت دولة الإمارات بنجاح خلال السنوات الماضية بأن تحظى بثقة المستثمرين العالميين وجهة رئيسة مفضلة للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا، استطاعت كذلك أن تحجز لها موقعاً بين الاقتصادات العالمية الكبرى الأكثر قدرة على تحريك النمو العالمي، من خلال ضخ استثماراتها في العديد من دول العالم، لتسهم في دعم النمو والتنمية في بلدان العالم المختلفة، فأسست لذلك مجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، لإعطاء دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين دولة الإمارات ودول العالم كافة، وفتح قنوات جديدة للشراكة الفاعلة بين الشركات الوطنية ونظرائهم في البلدان الصديقة والشقيقة حول العالم.

وتعكس التدفقات المليارية للاستثمارات ورؤوس الأموال الأجنبية إلى الدولة سنوياً، والتي سجلت أعلى مستوى لها بوصولها في العام 2021 إلى نحو 76 مليار درهم، مدى جاذبية البيئة الاستثمارية في الدولة، ومما تتمتع به الإمارات من مناخ اقتصادي منفتح قادر على توليد الفرص الاستثمارية بصورة مستمرة، وبيئة أعمال مرنة مدعومة ببنية تحتية قوية وبنية تشريعية وتكنولوجية مرنة ومتطورة تواكب التحولات العالمية المتسارعة.

مرحلة النمو

وقال جمال الجروان، الأمين العام لـ«مجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج» إن مشهد الاستثمار الخارجي لدولة الإمارات على أعتاب مرحلة جديدة من النمو والازدهار، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يولي منذ سنوات طويلة أهمية بالغة بالاستثمارات الإماراتية بالخارج من خلال تحفيزه وتشجيعه للشركات الوطنية للتواجد بالأسواق الخارجية، لافتاً إلى أنه لمس ذلك جلياً منذ أول توسع خارجي لشركة اتصالات الإماراتية خارج البلاد، ومدى حرص سموه على متابعة نجاح هذه الاستثمارات ودورها في ترسيخ سمعة الدولة على الصعيد العالمي.

وأكد الجروان أن المرحلة المقبلة من تاريخ دولة الإمارات وتحت قياده سموه، سيكون عنوانها «النمو والازدهار والرخاء»، بعد مرحلتين حافلتين بالإنجازات والتنمية، الأولى وهي مرحلة الرؤية التي وضعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والثانية مرحلة التمكين التي قادها باقتدار وحكمة، المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، واليوم تكمل دولة الإمارات مسيرتها نحو النمو والازدهار بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.

ثقة مجتمع الاستثمار

وأوضح الجروان أن مجتمع الاستثمار في دولة الإمارات تغمره الثقة بانطلاق الاستثمارات الأجنبية إلى آفاق أكثر ازدهاراً، بقيادة صاحب السمو رئيس الدولة، الذي صنع قصة نجاح استثمارات أبرز وأكبر الصناديق الاستثمارية في العالم التي انطلقت من أرض الإمارات لتلعب دوراً مؤثراً في خريطة الاستثمارات العالمية، وتتربع على عرش الصناديق الأفضل أداء في العالم خلال عام 2021، وهي الجائزة التي توجت بها شركة مبادلة للاستثمار «مبادلة»، من قبل منصة صناديق الثروة السيادية العالمية، تقديراً واعترافاً بدور ومساهمات مبادلة الكبيرة في مسيرة تنمية وتطوير أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، ولريادتها في مجال الشراكات العالمية، وأنشطتها الاستثمارية المتنوعة، ومساهماتها بشكل عام في النهوض بقطاع صناديق الثروة السيادية.

وتطرق الجروان إلى نهج وفلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مجال الاستثمار وإيمانه الراسخ بأهمية الدور الذي تلعبه الاستثمارات الأجنبية، سواء القادمة إلى الدولة أو الاستثمارات الصادرة منها، في تعزيز وتوثيق روابط التعاون والتقارب بين دول العالم، وحرص سموه أن تشكل هذه الاستثمارات محورا مهماً في بناء الشراكات الاستراتيجية مع دول العالم المختلفة.

الاستثمارات الإماراتية بالخارج

وفقاً لتقرير وزارة الاقتصاد بلغت تدفقات الاستثمارات الإماراتية الصادرة إلى العالم خلال عام 2021 نحو 82.6 مليار درهم (22.5 مليار دولار) بنمو سنوي وصل إلى 19.1% بينما نمت بنسبة 789% خلال السنوات العشر الماضية، ما أدى إلى ارتفاع الرصيد التراكمي للاستثمارات الإماراتية المباشرة الصادرة إلى العالم لنحو 830.5 مليار درهم (226.3 مليار دولار) بنهاية 2021 وبنمو وصل إلى 11.1% مقارنة بنهاية 2020.

وأثبتت الاستثمارات الإماراتية كفاءة عالية في الأسواق الإقليمية والدولية، وفي مختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية، حيث تعد استثمارات استراتيجية نوعية تتسم بالاستدامة، واستطاعت الشركات الإماراتية تعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني في عدد من الصناعات والخدمات العالمية المتقدمة مثل الطيران والنقل والتعدين، بالإضافة إلى التقدم الكبير الذي حققته في مجال الطاقة التقليدية والمتجددة، فضلاً عن قطاع العقارات والإنشاءات، وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وقطاع النفط والغاز الطبيعي، وقطاع الخدمات اللوجستية والموانئ والبنى التحتية، وقطاع السياحة والفنادق والترفيه، والقطاع المصرفي والقطاع الزراعي.

آفاق أرحب نحو الصدارة

من جهته، أكد فهد القرقاوي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، أن مسيرة الاستثمار الأجنبي المباشر في دولة الإمارات تستعد مع قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لمواصلة الزخم الذي شهدته خلال السنوات القليلة الماضية، والانطلاق نحو آفاق أرحب ترسخ مكانة وموقع الدولة كأحد أبرز مراكز جذب الاستثمارات الأجنبية في العالم.

وأكد القرقاوي أن تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد مقاليد الحكم، خلفاً للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، يعكس رسوخ مشهد الاستقرار السياسي والاقتصادي والمجتمعي الذي تنعم به دولة الإمارات، والذي ينعكس بدوره على تعزيز قوة جاذبية الدولة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، فضلاً عما تتمتع به من مقومات استثنائية وبنية تحتية وتشريعية محفزة للاستثمار والإبداع والابتكار.

وأشار القرقاوي إلى أن مجتمع الاستثمار في دبي، وفي دولة الإمارات سيواصل العمل بتفان وإخلاص لتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة وتحقيق تطلعاتها بترسيخ مكانة الإمارات في قلب خريطة الاستثمارات العالمية من خلال مواصلة جذب المزيد من التدفقات الاستثمارية إلى القطاعات الاقتصادية المختلفة، مستفيدة من الخطوات الاستثنائية والإصلاحات التشريعية والتنظيمية التي اتخذتها حكومة الإمارات خلال السنوات الثلاث الماضية لتطوير بيئة الاستثمار.

الوجهة المفضلة للاستثمار

وتوقع المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، أنه مع اقتراب نهاية الجائحة ودخول العالم مرحلة التعافي أن تعزز دولة الإمارات جاذبيتها واستقطاب المزيد من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، وأن تكون الوجهة المفضلة عالمياً للاستثمار، بفضل ما تتمتع به من بينية تحتية وتشريعية فريدة من نوعها على مستوى العالم، وكذلك في ظل الرغبة القوية لكبار المستثمرين والشركات الاستثمارية حول العالم، التي تتطلع، إما لتوسيع استثماراتها القائمة أو توجيه استثماراتها الجديدة إلى دولة الإمارات التي تشكل نقطة انطلاق رئيسة لها إلى أسواق المنطقة.

وأوضح القرقاوي أن صعود إمارة دبي للمركز الأول على مستوى العالم في جذب مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة للعام 2021، هو إنجاز غير مسبوق، حيث تقدمت دبي لأول مرة على لندن وسنغافورة في التصنيف العالمي كأفضل موقع لمشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة في العالم، وتنفرد دبي بالقمة بفارق أكثر من 50 مشروعاً استثمارياً جديداً.

وأشار إلى أن إمارة دبي حصلت على حصة قياسية من إجمالي مشاريع الاستثمار عالمياً للعام الثاني على التوالي، إذ استقطبت ما نسبته 2.1% من تلك المشاريع في العام الماضي، لتتجاوز بذلك حاجز 2 بالمئة لأول مرة، وواصلت تقدمها لتصل إلى نسبة قياسية جديدة تبلغ 2.8% 2021.

رؤية ملهمة

قال محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر «استثمر في الشارقة»، إن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان رئيس الدولة، حفظه الله، سيكون لها دور واضح وجلي في تعزيز قطاع الاستثمار الأجنبي المباشر في دولة الإمارات، وتمكين جاذبيته الكبيرة التي وضعت الدولة في مراتب متقدمة عالمياً على أبرز المؤشرات ذات الصلة، مشيراً إلى أن سموه يُولي كلّ الاهتمام بالقطاع الخاص وحضوره في مشهد التنمية المستدامة والاعتماد عليه شريكاً فاعلاً في كلّ مراحل العمل الاقتصادي».

وأضاف المشرخ: «نبارك لدولة الإمارات قيادة وشعباً انتخاب المجلس الأعلى للاتحاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، نهنئ سموه بهذه المناسبة العظيمة فهو قائدٌ ملهمٌ أسهمت حكمته وتوجيهاته السديدة في صياغة المرحلة السابقة من مكانة دولتنا ورِفعتها بين الأمم، واليوم يأخذ بزمام القيادة ليكمل مسيرة الإمارات نحو العالميّة، ويعزز من مكانتها الاقتصادية كنموذج عالميّ يحظى بكل الاحترام والتقدير بين اقتصادات العالم الكبرى».

وتابع المشرخ:«إنّ سموّه بكل تأكيد سيكون الداعم الأول كما عهده شعبه لرخاء ورفاهية الوطن والمواطن على حدّ سواء، نهجه في ذلك نهج الآباء المؤسسين». نبايع سموه على السمع والطاعة ونجدد الولاء على أن نسير تحت ظلّ توجيهاته الحكيمة لنرتقي بدولة الإمارات، ونعزز من حضورها في الساحتين الإقليمية والعالمية في الوقت الذي باتت فيه الدولة تتبوأ مكانة متقدمة وبارزة وجهة للاستثمار والمستثمرين من شتى بقاع الأرض».