×



klyoum.com
uae
الإمارات  ٢٦ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
uae
الإمارات  ٢٦ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار الإمارات

»سياسة» صحيفة الاتحاد»

في الجناح الهولندي بـ«إكسبو».. رائحة الأرض في القرن الـ 14!

صحيفة الاتحاد
times

نشر بتاريخ:  السبت ١٦ تشرين الأول ٢٠٢١ - ٠٠:٢٩

في الجناح الهولندي بـ إكسبو .. رائحة الأرض في القرن الـ 14!

في الجناح الهولندي بـ«إكسبو».. رائحة الأرض في القرن الـ 14!

اخبار الإمارات

موقع كل يوم -

صحيفة الاتحاد


نشر بتاريخ:  ١٦ تشرين الأول ٢٠٢١ 

نوف الموسى (دبي)

الحاسة البديعة التي لا تحظى دائماً بالتقدير الخاص بها، رغم قدرتها الفائقة على استخلاص طبيعية المكونات الممزوجة، وتكوين حالة مركزة متفردة، تنسج نفسها في الذاكرة أحداثاً ومواقف وأشخاص، وأحياناً كثيرة أماكن وأوطان لا تُنسى، إنها حاسة الشم عبر الأنف، التي شاركتنا عبر التاريخ البشري، في استشفاف الأخطار، مثل رائحة الدخان، وتناول أشهى الأطعمة والمأكولات من خلال عبير البهارات وزيوت الطيب، وتمر السكريات، ولا تزال هي الأكثر مقدرة على إثراء المستوى العاطفي في ذاكرتنا متجاوزةً الفوتوغرافيا والصوت، إنها آلة الزمن الحسية، القادرة على أن تنقلنا إلى عوالم مختلفة بعيدة عنّا لآلاف السنين، وربما هي الأقدر على أن تنقلنا إلى المستقبل.

وهذا ما حدث تحديداً في الجناح الهولندي بـ «إكسبو 2020»، امتلأت فضاءات المكان برائحة تعود إلى القرن الـ 14، هل يمكنك أن تتخيل عزيزي القارئ، كيف قررت الفنانة الهولندية Birthe Leemeijer، أن تمد أنابيب زجاجية من العطر، صممت بين الزوايا الجانبية للجناح، وتحت الأرض، وتصل من الأعلى، مثلما هي أنابيب الماء في البيوت والأبنية، وصولاً إلى نقاط محددة يسقط فيه مزيج العطر، عبر تقنية التقطير في قنينة مختبرية زجاجية، في أكثر من موقع بالجناح، ما يتيح للزائر فرصة الاقتراب إليها، وتجربة العطر عبر ملامسته ووضعه على الأيدي واستنشاقه، ولكن المفاجأة تبدأ عندما نعرف جميعاً أن العطر المكون من تركيبات طبيعية مكونة من «الغيوم» و«الماء»، و«الماشية»، و«العشب»، و«الأرض»، و«تِبْن»، أنه قادم من مصدره في «Mastenbroek Polder»، أحد أقدم قطع الأراضي المستصلحة في هولندا، وقد أنشأت في عام 1363، وهي واقعة بين بلدتين «كامبن» و«زفوله» الهولندية، والتساؤل حول ما أرادته الفنانة Birthe من خلال إنشاء روابط غير اعتيادية، عبر الدخول في علاقات غير متوقعة، تتحدى بها المفاهيم المسبقة لدينا عن الأشياء وتختبر طريقة تفكيرنا في الفضاء.

«L›Essence de Mastenbroek»، هو اسم العطر المستخلص من جوهر المكان، ولاختيار مكوناته استعانت الفنانة Birthe Leemeijer بمجموعة من السُكان المحليين في «Mastenbroek»، من مربي الماشية والعائلات التي عاشت بأجيالها المتتابعة في المنطقة على مدى قرون.وجاء العطر بالتعاون مع أبرز العطارين «أليساندرو جوالتيري»، من عمل في إنتاج العطور مع أهم الشركات العالمية، ويعتبر جوالتيري أن حواسنا هي التي تقف وراء اتخاذنا للقرارات. والقيمة المعرفية لمشاركة هذا العمل الفني في «إكسبو 2020» هو أنه يهدف إلى تغيير تصورنا وخبرتنا عن البيئة الطبيعية، عبر استخدام الرائحة القادرة على استحضار التاريخ والهوية، عبر فيض واسع من المزيج للذكريات بالمناظر الطبيعية، وفتح مجال واسع لإثارة خيال المتلقي نحو ابتكارات استثنائية، مدفوعاً بسمات الحياة المختلفة عبر رائحة الأرض والمكان، وتسرد الفنانة أنها أرادت أن تصيغ عبر العمل الفني ذات الأشياء التي تميز المنطقة، ما جعلها تقرر في البداية البقاء مع مزارعي الماشية، لمدة يومين وتتعرف أكثر على طبيعة الأرض وعلاقتهم بها، إلى أن توصلت إلا نتيجة بأنه عليها أن تذهب إلى عمق المكان، وتستخلص إحساسه بكل ما فيه.

رغم أن بلدة «Mastenbroek» تبعد مسافة ساعتين بالسيارة عن بيت الفنانة Birthe، إلا أنها قالت بأنها شعرت بالغربة في البلدة، وانتهى بها المطاف بحياة مختلفة عن الحياة التي تعرفها وتعيشها، وكان لديها الرغبة لاكتشاف ما كانت عليه هذه الأرض بالضبط، بل تتعرف أكثر على «مكنونها»، حيث توصلت في بداية بحثها بأن هناك شركات تصنع عينات من الروائح الصافية، وأرادت العمل على تلك الروائح الخام، لأن الأنف لديه مقدرة رهيبة على ملاحظة المركبات والجزئيات، وتميز العناصر التي بمقدورها أن تدمج بإحكام المكونات الصغيرة معاً، وظل كل تفكيرها يدور حول رائحة المكان، وتعود بذلك إلى تجربتها عندما زارت متحف العطور في «Grasse»، ـ مدينة فرنسية تعتبر العاصمة العالمية لصناعة العطور، واشتهرت في المخيال الثقافي المعاصر بكونها فضاء مكاني لأحداث رواية «العطر» الشهيرة للروائي الألماني باتريك زوسكيند ـ وتقول الفنانة إنها رأت فرصة لشم الزائر لروائح النباتات المختلفة، وبهذا الحس الفنتازي المستخرج من المواد الخام، أرادت هي أن تدفع كل مكونات المشهد الطبيعي في «Mastenbroek»، عبر عمل فني بمقدوره أن يبتلع جّل المناظر الطبيعية وتفاصيل الحياة وتمازجها في المنطقة، ويخرجها كلها في قطرات قطرات هادئة، أخذت كل الوقت في النمو والتشكل والاندماج الساحر.

بدأت تعمل الفنانة Birthe على الروائح النقية، لذا نرى في العطر أبعاد حسية لرائحة العشب الصافي، والإسطبلات والخنادق، وبعدها تخيلت كيف يمكن إمداد هذا المخزون العطري عبر نظام الأنابيب الوهمية، الشبيه بأنظمة الأنابيب العشبية، على أن يكون المصدر هو من «Mastenbroek»، بدءاً من تحت الأرض، وينتقل إلى مناطق عديدة في العالم، ويحدث ذاك التمازج بالمناظر الطبيعية العالمية ورغبات الأفراد وذكرياتهم في المجتمعات التي لم تطأ أقدامها أبداً «Mastenbroek»، على أن تكون الأنابيب بارزة على الجدار مثلما هي أنابيب الماء، بهذا سينساب العطر من الأعلى ويبحث عن لحظة إحساس المحيط بوجوده، وهنا تحديداً يمكن تصور ما يمكنه أن تفعله الطبيعة عبر العمل الفني، حيث تعد الرؤية التي صممتها الفنانة Birthe، من خلال عملية الإمداد منهجاً لافتاً، في كيفية تخيل أن العطر هو رديف للماء في قوة حضوره وأهميته للحياة وتشكلها، فكذلك الأمزجة اللانهائية من الروائح، تشكل نوعاً من الضرورة الاستثنائية للتجربة الإنسانية، وتضفي حالة من الطمأنينة للذاكرة والتجربة الشعورية للإنسان وعلاقته بالأرض.

«بالنسبة لي هو ليس عبارة عن صنع شيء، بل السماح للأشياء بأن تكون»، توضيح للفنانة Birthe حول علاقتها بالعمل الفني، فهي من الأشخاص الذين يذهبون نحو الأعمال الفنية المرتبطة بدراسة المكان، ومن هذه الطريقة في التفكير، لا يمكن أن تحدث تلك العزلة في الأستوديوهات وفضاءات العمل الخاصة، بل إن مجالها دائماً يعتمد على استمرارية تغير العوامل البيئية أو المحيطة، ما يعنيه بـ «التبادل المستمر للعامل البيئي»، لذلك غالباً ما تعبر أعمالها عن نفسها بطريقة محددة، حيث يستطيع الفرد أن يرى ويجرب، ولا تكتفي بتلك الحاسيتين، بل أيضاً حاسة الشم، وجميعها تختلف بطبيعة الحال بحسب الموقع أيضاً، ما يجعلها تعمل مع مختلف الطبقات الاجتماعية، لتستشف أبعاد تأثير المكان في تشكيل العلاقات، والتي قد تكون غير متوقعة، كما حدث في عملها الذي داهمنا في تأسيس بعد مغاير لمفهوم العلاقات بين الأشياء في اللحظة التي اخترنا فيها مشاركتها التجربة، وعملياً هذا ما حدث في «إكسبو 2020»، من اللحظة التي دخل فيها الزوار إلى الفضاء، وبشكل لا إرادي تداخلت الرائحة وبعفوية ساحرة إلى ذاكرتنا وأجسادنا، حتى قبل أن نلاحظ تلك الأنابيب الزجاجية أو حتى نكتشف وجود قارورة العطر !

طُرح العطر في عام 2005، وتم بيعه في جميع أنحاء العالم، مما يدل على جاذبية من مختلف الثقافات والحضارات للمنتج الإبداعي، متجاوزاً الحساسية المحلية.

في عام 2012 قامت الفنانة Birthe Leemeijer، بتسليم الإنتاج والتوزيع إلى السكان المحليين، من قاموا بتركيب نافورة في مزرعة مهجورة، حيث يمكن لمالكي القارورة الأصلية تعبئة مجانية مرة في كل سنة، كما أن في الجناح الهولندي بـ «إكسبو 2020» تتوفر فرصة شراء القنينة الأساسية، بحجمين مختلفين، ويمكن التأكيد بأن حضور العطر في الحدث العالمي، أثار قضية مناقشة الرائحة بأشكالها وأبعادها الثقافية بمنحى علمي، يستدعي البحث والتداول، وإمكانية استثمار الطبيعة في تعزيز جماليات الهوية الإنسانية ذات التمدد الأصيل المرتبط بالأرض.

أخر اخبار الإمارات:

عدد المسافرين عبر مطارات أبوظبي يرتفع 35.6% بالربع الأول إلى 6.9 ملايين مسافر

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1638 days old | 1,154,558 UAE News Articles | 6,409 Articles in Apr 2024 | 159 Articles Today | from 23 News Sources ~~ last update: 7 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



في الجناح الهولندي بـ إكسبو .. رائحة الأرض في القرن الـ 14! - ae
في الجناح الهولندي بـ إكسبو .. رائحة الأرض في القرن الـ 14!

منذ ٠ ثانية


اخبار الإمارات

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل