اخبار الإمارات
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٤ أب ٢٠٢٤
كامل جميل - الخليج أونلاين
تعاني المرأة السودانية من الصراع المستمرمنذ أبريل 2023، بشكل كبير على عدة مستويات، أبرزها العنف الجنسي والجسدي، والنزوح والتهجير القسري، والفقر.
دفعت المعاناة الكبيرة التي تواجهها المرأة السودانية، من جراء الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، الدول الوسيطة في مباحثات جنيف إلى إشراكها في جهود السلام والأعمال الإنسانية.
وتعاني المرأة السودانية من الصراع المستمرمنذ أبريل 2023، بشكل كبير على عدة مستويات، أبرزها العنف الجنسي والجسدي، والنزوح والتهجير القسري، والفقر وانهيار الواقع الاقتصادي، وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية.
لكن رغم ذلك تجد النساء أنفسهن مضطرات لتحمل مزيد من المسؤوليات في مجتمعاتهن، حيث ترك الصراع أثراً عميقاً على النساء السودانيات.
مباحثات الشركاء
وانطلقت محادثات جنيف للسلام في السودان (الأربعاء 14 أغسطس الجاري)، بين شركاء إقليميين ودوليين، ضمتوفود السعودية والإمارات ومصر والولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
كما تهدف المحادثات إلى التوصل إلى اتفاق لوقف العنف في السودان، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين.
وتمسكت الحكومة السودانية بعدم المشاركة في المفاوضات قبل تنفيذ 'إعلان جدة' الموقّع بين الجيش وقوات الدعم السريع، في مايو 2023، بينما قبل قائد قوات الدعم السريعمحمد حمدان دقلوالدعوة وبعث وفده إلى سويسرا.
ويوم الجمعة 23 أغسطس الجاري، خرج الشركاء الإقليميون والدوليون من المباحثات في جنيف ببيان دعا إلى إشراك المرأة السودانية في جهود السلام والأعمال الإنسانية في البلاد.
ومن الإيجابيات التي خرجت بها أطراف المباحثات كانت موافقة الجيش وقوات الدعم السريع على توفير ممرين آمنين للمساعدات الإنسانية للتخفيف من تداعيات الحرب.
وقالت الوفود في بيان مشترك:
ندرك الدور المحوري الذي تؤديه النساء في السودان كناشطات للسلام، وعاملات في المجال الإنساني، وخبيرات، وركائز لمجتمعاتهن.
إدماج النساء أمر أساسي ولا غنى عنه لتحقيق السلام واستدامته في السودان.
يجبالإنصات إلى وجهات نظر النساء السودانيات وتوصياتهن.
ضرورة العمل على تلك التوصيات في حال كانت هناك رغبة في تحقيق نتائج مجدية.
أشاد البيان بالمبادرات الناجحة الآنفة التي نُفذت مع النساء السودانيات تحت رعاية الاتحاد الأفريقي.
أنشأت الوفود مجموعة متخصصة تمنح الأولوية لدمج أفكار وتوصيات النساء في السودان.
نحن ملتزمون بتعزيز هدف مشترك وهو معالجة الأزمة التي تعاني منها النساء والأطفال في السودان، فضلاً عن تعزيز أهدافهن وتلبية احتياجاتهن عبر المسارات المختلفة لهذه المحادثات.
ملتزمون بتكثيف جهودنا الدبلوماسية لحماية كافة المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، من جميع أشكال العنف، بما يشمل العنف الجنسي أثناء النزاع.
تواصل المعارك
المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تتواصل في عدة مدن، وتواصل حصد أرواح المدنيين وتشريدهم.
ومنذ نحو شهر تكثف قوات الدعم السريع استهدافها للمناطق التي يسيطر عليهاالجيش السودانيفي شمالي أم درمان، الأمر الذي تسبب بتدمير بنى تحتية ومنازل وسقوط قتلى وإصابات.
من جانب آخر فإن المأساة الإنسانية تتفاقم باستمرار مع تصاعد القتال، وهو ما أدى إلى تسجيل وفيات بسبب سوء التغذية في 4 مقاطعات في مناطقجبال النوبةوجنوب كردفان، وفق بيانات محلية.
كما أفادت تقارير السلطة المدنية بحصول مجاعة في مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق، التي تؤوي نحو 3 ملايين شخص.
وبحسب وزير الصحة السوداني المٌكلف، هيثم محمد إبراهيم، فإن 540 مستشفى موجودة في مناطق سيطرة الجيش، 65% منها تعمل حالياً، حيث تتحمل مسؤولية تقديم الخدمات العلاجية للمواطنين.
كما أجبر تعرض مستشفيات الفاشر للقصف الكوادر الطبية على تقديم الخدمات للمواطنين من غرف تحت الأرض، بحسب وزير الصحة السوداني.
انتهاكات فظيعة
وبحسب تقرير مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكرتورك، نشر في أبريل الماضي، فإن 'المدفعية الثقيلة المستخدمة في الحرب بالسودان لا تشكل سوى جزء واحد من الأسلحة'.
كما أكد حينها أن 'العنف الجنسي بوصفه سلاحاً من أسلحة الحرب، ومن ذلك الاغتصاب، ظل يشكل سمة مميزة وحقيرة لهذه الأزمة منذ بدايتها'.
وأوضح أن مكتبه منذ بداية الصراع 'وثّق 60 حادثة عنف جنسي مرتبطة بالنزاع، شملت ما لا يقل عن 120 ضحية في جميع أنحاء البلاد، غالبيتهم العظمى من النساء والفتيات'.
كما بين أن 'التقارير أفادت بأن رجالاً يرتدون زي قوات الدعم السريع ورجالاً مسلحين ينتمون إليها، مسؤولون عن 81% من الحوادث الموثقة'.
في هذا الشأن يقول صندوق الأمم المتحدة للسكان إن الحرب في السودان تسببت بواحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم، مبيناً:
يواجه أكثر من 1.2مليون امرأة حامل ومرضع سوء تغذية يهدد صحتهن وحياتهن وحياة أطفالهن.
في إقليم دارفور والخرطوم وكردفانيتهدد الموت بسبب المجاعة أكثر من 7 آلاف أم حديثة الولادة، إذا لم يتمكن من الوصول للمساعدات الطارئة.
المسلحون يشنون حرباً ضد أجساد النساء والفتيات، ويرتكبون بحقهن فظائع العنف الجنسي.
حين تكون النساء بأمس الحاجة لخدمات الصحة والحماية، تكون هذه الخدمات غير موجودة في المناطق المتأثرة من الصراع.
النساء والفتيات في السودان يعانين نقصاً حاداً في الغذاء بسبب الحرب الدائرة، ويعشن الرعب من التعرض للعنف الجنسي، فضلاً عن الخوف وعدم اليقين.
الخوف ولد أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، إذ إن أكثر من 6.6 ملايين شخص نزحوا داخل السودان، فيما لجأ أكثر من مليوني شخص إلى دول مجاورة.
دعم المرأة السودانية
المحلل السياسي السوداني علم الدين عمر، الذي تحدث لـ'الخليج أونلاين'، يصف الحرب التي نشبت في السودان جراء تمرد قوات الدعم السريع بأنها 'حرب شاملة'، مضيفاً: