«محمد» مسجون منذ 5 سنوات على ذمة قضية ديّة شرعية بـ 600 ألف درهم

تعرض (محمد ـ باكستاني) لحادث سير أثناء قيادة مركبة في رأس الخيمة، وبصحبته ثلاثة أصدقاء (آسيويين)، نتيجة انفجار إطار المركبة، ما أدى إلى تدهور المركبة، وأسفر الحادث عن وفاة الأصدقاء الثلاثة ونجاة (محمد)، وترتب عليه قضية ديّة شرعية بقيمة 600 ألف درهم، وصدر بحقه حكم قضائي بالحبس لحين السداد، ويقبع (محمد) خلف قضبان المؤسسة العقابية والإصلاحية في رأس الخيمة، منذ خمس سنوات، على ذمة الدية الشرعية، والمشكلة أن ظروفه المالية لا تسمح له بتدبير هذا المبلغ الكبير، مناشداً أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدته على سداد قيمة الدية الشرعية، حتى يستطيع الخروج إلى الحياة مرة أخرى.

وتفصيلاً روى (محمد) قصة معاناته لـ«الإمارات اليوم»، قائلاً إنه يعمل في إحدى شركات المقاولات العامة في رأس الخيمة براتب 1500 درهم، وفي بداية عام 2018 كان يقود مركبته على أحد الطرق في رأس الخيمة، وبصحبته ثلاثة أشخاص من أصدقائه، وفوجئ بانفجار إطار المركبة، ما أدى إلى اختلال عجلة القيادة في يده، وانحرفت المركبة وتدهورت على جانب الطريق.

وأضاف أنه خرج من المركبة في حالة ذهول رغم ما به من إصابات، وفي غضون دقائق جاءت سيارات الشرطة والإسعاف، وتبيّن أن الشخص الأول والثاني فارقا الحياة في موقع الحادث، والثالث تعرّض لإصابات بليغة، وتوفي بعد ذلك متأثراً بإصابته، لافتاً إلى أنه تم نقله إلى المستشفى، ولم يعرف مصير أصدقائه، وبعدما تماثل للشفاء سمع بخبر وفاة أصدقائه الثلاثة، وكان الخبر بمثابة طامة كبرى، وتحولت حياته بعدها إلى مشكلات لا تطاق، حتى إنه حزن لنجاته من هذا الحادث.

وتابع (محمد) أنه فور تماثله للشفاء تم التحقيق معه من قبل الشرطة حول ملابسات الحادث، والمشكلة أن تأمين المركبة كان منتهياً، وتحول الحادث إلى قضية دية شرعية في المحكمة، وصدر الحكم ضده بالحبس لحين سداد 600 ألف درهم قيمة الديّة الشرعية لورثة المتوفين الثلاثة، ولم يستطع تدبير ولو جزء بسيط من المبلغ، خصوصاً أن راتبه 1500 درهم وإمكانات أسرته في باكستان محدودة جداً، وأنه جاء إلى الدولة لمساعدة أسرته.

وأكد أنه حالياً لا يعرف كيفية تدبير المبلغ في ظل الظروف القاسية التي يمر بها، والمشكلة قائمة منذ خمس سنوات، لأن الحكم ينص على الحبس لحين السداد، ومنذ تحويله إلى المؤسسة العقابية والإصلاحية في رأس الخيمة، وهو قابع خلف القضبان يفكر في كيفية الخروج من هذا المأزق، حتى إنه أصيب بحالة نفسية صعبة، لافتاً إلى أنه المعيل الوحيد لأفراد أسرته، وكان يرسل نصف راتبه للأسرة في بلدته، ومنذ دخوله السجن تعيش أسرته دون معيل.

وتابع أنه أكمل حالياً خمس سنوات خلف القضبان، ولا يملك سوى الدعاء إلى الله أن يسخّر له أصحاب القلوب الرحيمة، وأهل الخير، لمساعدته في سداد قيمة الدية المطلوبة، حتى يستطيع الخروج للحياة، وإعالة أسرته التي تعيش ظروفاً قاسية منذ دخوله السجن.

«محمد» يعمل براتب 1500 درهم، ويرسل نصفه إلى أسرته في باكستان.