تحت الماء نحو الاستدامة.. "مشد دبي" يحمي البيئة البحرية للأجيال القادمة

كامل جميل - الخليج أونلاين

يلعب مشروع 'مشد دبي' دوراً محورياً في تعزيز بيئة الشعاب البحرية، وحماية السواحل، وزيادة التنوّع البيولوجي البحري على طول الشواطئ في دبي.

تمثل مبادرة 'مشد دبي' خطوة مهمة نحو التكيف مع تغير المناخ والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ما يضع الإمارات بطليعة الدول التي تستثمر في البيئة البحرية لضمان مستقبل أخضر ومستدام.

'مشد دبي' يهدف إلى إعادة إحياء الشعاب المرجانية وتوسيع نطاقها في مياه الإمارات، ما يدعم النمو الطبيعي للكائنات البحرية ويوفر موائل آمنة للأسماك والأنواع المهددة بالانقراض.

صُمم المشروع ليكون من أكبر المشاريع العالمية للشعاب المرجانية، ويجري تنفيذه باستخدام تقنيات متقدمة تعزز تكاثر المرجان وتساهم في استعادة التوازن البيئي البحري.

يحقق المشروع استدامة البنية التحتية البحرية، ليصبح مركزاً مفعماً بالحياة البحرية، وموطناً لمجموعة متنوعة من الكائنات البحرية، بما فيها الإسفنج، والمحار، وسرطان البحر، ونجم البحر، وقنافذ البحر، وأنواع مختلفة من الأسماك، التي تعيش في بيئة الشعاب المرجانية القريبة، لتسهم بلعب دور محوري في مكافحة آثار تغير المناخ على الخليج.

يسهم هذا المشروع في تعزيز السياحة البيئية وخلق فرص عمل جديدة، مما يدعم الاقتصاد المستدام.

في ديسمبر 2023 أطلقت حكومة دبي مشروع 'مشدّ دبي'.

يمتد المشروع على مساحة 600 كيلومتر مربع في المياه الإقليمية لإمارة دبي.

يتضمن المشروع عدة أنواع من وحدات الشعاب البحرية التي سيتم تثبيتها على أعماق متنوعة ضمن أربعة مواقع.

تختلف الوحدات في أبعادها لتوفر موائل متنوعة لمختلف الكائنات البحرية، حيث يتراوح ارتفاعها بين 1.65 متر و6.5 متر، وسيتم تثبيتها على أعماق تتراوح بين 15 متراً و25 متراً.

يبلغ حجم هذه الشعاب حوالي 400 ألف متر مكعب، مع القدرة على امتصاص أكثر من 7 ملايين طن من الكربون سنوياً.

تتوقع حكومة دبي أن يلعب المشروع دوراً محورياً في تعزيز بيئة الشعاب البحرية، وحماية السواحل، وزيادة التنوّع البيولوجي البحري على طول الشواطئ في دبي.

تنقسم آلية تنفيذ المشروع إلى أربع مراحل، ولكل منها دور بيئي يسهم في نجاحه، ومن المقرر الانتهاء من المشروع خلال إطار زمني مدته 4 سنوات.

كانت دائرةالاقتصادوالسياحة بدبي أعلنت في سبتمبر الماضي، توقيع اتفاقية جرى بموجبها تعيين هايجو إكس، كشركة المقاولات الرسمية لعمليات تجهيز وتثبيت وحدات الشعاب البحرية للمشروع.

وبموجب الاتفاقية، ستتولى الشركة تجهيز 20 ألف وحدة من الشعاب البحرية المصمّمة لهذا الغرض، والتي سيتم تثبيتها في مواقع متنوّعة في مياه دبي على امتداد ثلاث سنوات.

وتشارك الشركة التي انطلقت من كوريا وتعد اليوم من أبرز الشركات في مجال تجهيز الشعاب البحرية، في مشروع مشدّ دبي منذ مرحلة الدراسة الأولية عام 2021.

المشروع البيئي يسير وفق ما خطط له، فبحسب بيان أصدرته إمارة دبي الأربعاء 30 أكتوبر 2024، حقّق 'مشدّ دبي'، إنجازاً جديداً مع استكمال تجهيز أول 1000 وحدة من الشعاب البحرية المصممة لهذا الغرض.

وبدأ تجهيز وحدات الشعاب البحرية في أغسطس 2024 مع بناء وحدات 'الهرم المائي العربي'.

ويعتمد موقع تنفيذ وحدات الشعاب البحرية على الوقود الحيوي لتوليد الطاقة، فيما يتم بناء الوحدات باستخدام مواد تضمن المتانة وتعزيز ودعم الحياة البحرية.

وفقاً للبيان، قال الشيخ سعيد بن أحمد بن خليفة آل مكتوم، المدير التنفيذي لسلطة دبي البحرية إن هذا التقدم يساهم في 'تحقيق بيئة بحرية مستدامة ومتوازنة تُعزز من مكانة دبي كمركز عالمي رائد في القطاع البحري'.

من جانبه، قال أحمد محمد بن ثاني، المدير العام لهيئة دبي للبيئة والتغير المناخي، إن استكمال تصنيع أول ألف وحدة من الشعاب البحرية 'إنجازاً كبيراً ويقدم مشدّ دبي نموذجاً ناجحاً لما يمكن تحقيقه من خلال التعاون والابتكار'.

يأتي تنفيذ مشروع 'مشد دبي' في إطار اهتمام حكومة إمارة دبي بالبيئة البحرية والعمل على حمايتها وإكثارها بما يحافظ عليها ويسهم في تنميتها للأجيال المقبلة.

وللمشروع شركات يشمل كل من 'دي بي ورلد'، و'غُرف دبي'، و'نخيل'، و'مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة'، و'طيران الإمارات' شركاء استراتيجيين لـ 'مشدّ دبي' إلى جانب 'دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي'.

يعد 'مشدّ دبي' ثاني المشاريع الرئيسية تحت مظلة مبادرة 'دبي تبادر' للاستدامة، التي نجحت منذ إطلاقها في فبراير 2022، من خلال حملتها لإعادة تعبئة المياه مجاناً بتجنب استخدام ما يعادل 24 مليون قارورة مياه بلاستيكية بسعة 500 مل مخصصة للاستعمال مرة واحدة، وتوزيع 12 مليون ليتر من الماء عن طريق 50 محطة مياه منتشرة في مختلف أنحاء دبي.

ويعكس المشروع الشراكة الحقيقية والتعاون المثمر بين القطاعين العام والخاص؛ بما يخدم أهداف 'أجندة دبي الاقتصادية 'D33' ، والأجندة الوطنية الخضراء 2030، والمبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي 2050.

و'أجندة دبي الاقتصادية D33'، هي مبادرة سابقة لعصرها تشير إلى تطلّعات دبي الريادية نحو المستقبل، أطلقها في 4 يناير 2023، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

وتشمل الأجندة إطلاق مشاريع مُبتكرة تدفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام من خلال اعتماد مقاربات مبتكرة، بالإضافة إلى مضاعفة النّاتج المحلي الإجمالي بحلول العام 2033، ما يجعل من دبي المدينة الأسرع نمواً والأكثر أماناً واتصالاً في العالم.

وتُشكل الأجندة الوطنية الخضراء - 2030 خطة طويلة الأجل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في دولة الإمارات، وجعل اقتصادها أكثر صداقة للبيئة.

وبحلول 2030 ستعمل الأجندة الخضراء 2030 على تنفيذ ومتابعة المبادرات والمشاريع لتحقيق أبرز المنافع المتوقعة عند التحول إلى الاقتصاد الأخضر.

أما المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، فتمثل محركاً وطنياً يهدف إلى خفض الانبعاثات وتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، ما يجعل الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي.