اخبار الإمارات
موقع كل يوم -سي ان ان عربي
نشر بتاريخ: ١٧ أيلول ٢٠٢٥
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ضجيج يستمر طوال الليل..هذا ما تفعله مئات المركبات الصحراوية وهي تمزّق رمال الصحراء، بزئير محركاتها الذي يتردّد صداه فوق الكثبان الرملية.
تقول جينجر كروك، البالغة من العمر 23 عامًا ومهتمة برياضة السيارات من هولندا: 'لا مجال للنوم في ليوا... الأمر جنوني'.
في كل عام، يجذب مهرجان ليوا الدولي حشودًا من عشاق سباقات السيارات إلى أعماق صحراء الربع الخالي، التي تمتد من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى داخل المملكة العربية السعودية.
يبعد الموقع حوالي ثلاث ساعات بالسيارة من العاصمة أبوظبي، وتظل المنطقة شبه خالية طوال العام، باستثناء شريط أسود جديد من الطريق المعبد وكثبان رملية شاهقة.
لكن في شهر ديسمبر/ كانون الأول، تتحول ليوا إلى حلم لعشاق سباقات السيارات.
وتقول كروك، التي تخطط إلى العودة للمشاركة في المهرجان للمرة الرابعة هذا العام: 'كل ما يمكنك تخيله من أنشطة القيادة على الطرق الوعرة، ستجده هناك'.
وقد أدرك عشاق هذه الممارسة لأول مرة الإمكانات الرياضية في واحة ليوا قبل أكثر من عقدين من الزمن. وبدأوا بالتجمّع بمركباتهم الصحراوية عند 'تل مرعب'، الذي يُعد الأعلى في المنطقة بارتفاع يزيد عن 300 متر. وكان التحدي بسيطًا، ألا وهو بلوغ القمة.
تأسس المهرجان بشكل رسمي في عام 2004، ونما بشكل مستمر منذ ذلك الحين. وفي عام 2024، استقطب أكثر من 600 ألف زائر، وفقًا لمنظّمي الحدث. بالإضافة إلى سباقات السيارات، بدأ برنامج ثقافي يتشكّل، يشمل عروضًا للألعاب النارية كل ليلة.
لكن عامل الجذب الرئيسي للمهرجان لا يزال كما هو، أي التسابق صعودًا إلى قمة تل مرعب.
وتُوضح كروك:'الجميع يراقبون بعضهم البعض وهم يصعدون... إنهم ينتظرون حدوث شيء ما'، لافتة إلى أنه 'إذا لم تكن إطاراتك كبيرة بما يكفي، أو نظام التعليق في سيارتك غير مناسب، فلن تتمكن من الصعود. لا مجال للخوف، إما أن تضغط على دواسة الوقود بالكامل أو لا شيء على الإطلاق'.
أما الكثبان الأصغر والأقل رعبًا، فتُستخدم كعوائق في سباقات 'التطعيس'، حيث تنطلق السيارات والشاحنات بسرعة، لتنجرف وتتلاعب عبر الصحراء، تاركة خلفها سحبًا من العادم وأعمدة من الرمال.
الاندماج مع السكان المحليين
رغم ضخامته، يظل مهرجان ليوا في جوهره تجمعًا محليًا.
ويقول كريستيان لوبلان، 32 عامًا، وهو مؤثّر كندي على وسائل التواصل الاجتماعي شارك في المهرجان العام الماضي: 'لقد كان فعلاً حدثًا إماراتيًا بامتياز. أتاح لي الفرصة للتعرّف إلى السكان المحليين، وشعرت وكأنني أراقب من بعيد شيئًا فريدًا من نوعه'.
ويضيف أن الطاقة العفوية وغير المقيدة التي يتميز بها المهرجان من الصعب تخيّلها في بلاده، موضحًا: 'من المستحيل أن يحدث شيء كهذا في كندا. كانت هناك شاحنات مجنونة تمامًا تزمجر صعودًا وهبوطًا، لم أرَ شيئًا كهذا من قبل. كان الصوت يصمّ الآذان'.
يعتمد الحدث، الذي أقيم آخر مرة بين 13 ديسمبر/ كانون الأول عام 2024 و4 يناير/ كانون الثاني عام 2025، على فعاليات تشمل سباقات الصقور، وسباقات الإبل، ومناطيد الهواء الساخن، واحتفالات رأس السنة، ومئات من أكشاك الطعام. ولم يتم الإعلان بعد عن مواعيد الموسم القادم.
من جانبه، يقول سالم المزروعي، وهو مؤسس منتجع Liwa Nights (ليالي ليوا) الفاخر القريب: 'أعتقد أن 100 أو 200 مطعم شاركوا في الموسم الماضي... والعدد يزداد باستمرار'.
'كلما كان الأمر أكثر جنونًا، كان ذلك أفضل'
بالنسبة لغالبية المشاركين، يكمن عامل الجذب للمهرجان في الحرية المطلقة للقيادة عبر بعض من أكثر التضاريس تحديًا في العالم، وسط أجواء من الحماس والمغامرة.
وتلفت كروك إلى أنه 'في كل عام تكوّن صداقات جديدة. الجميع يجلس معًا لشرب القهوة والشاي، ويقومون بالشواء معًا'.
ويخيّم الزوار في خيام أو داخل سياراتهم، بينما يبقيهم زئير المحركات مستيقظين.
تضيف كروك:'أوقِف سيارتي على قمة التلة، وعندما أستيقظ وأفتح الباب، أرى جميع السيارات، وكل شيء آخر واقفًا على الرمال'.
لكن ليس الجميع من محبّي مهرجان ليوا الدولي، إذ وفقًا لموقعه الرسمي، فقد تم استهلاك أكثر من 11 مليون لتر من الوقود في الموسم الماضي، بالإضافة إلى التلوث والضوضاء.
مع ذلك، فإن صوت محرك 'V8'، لا يضاهيه أي شيء آخر، إذ تؤكد كروك: 'نحن نحب ذلك... كلما كان الأمر أكثر جنونًا، كان ذلك أفضل'.