اخبار الإمارات
موقع كل يوم -وطن يغرد خارج السرب
نشر بتاريخ: ٢٧ نيسان ٢٠٢٥
وطن – في تكرار لسيناريوهات الخديعة السياسية، تصدّرت الإمارات العناوين مجددًا بعد أن تحوّل ترحيبها العلني بالقيادة السورية الجديدة إلى احتجاز مفاجئ داخل مطار دبي. القيادي العسكري عصام بويضاني، الذي استُقبل قبل أيام بالأحضان والابتسامات، وجد نفسه فجأة موقوفًا دون تهمة رسمية واضحة.
الإمارات التي زعمت دعمها للتغيير في سوريا، وضعت اسم البويضاني على قوائم الملاحقة بناء على مذكرة قديمة صادرة عن نظام بشار الأسد. ولكن مراقبين يرون أن توقيت تنفيذ الاعتقال لم يكن بريئًا، بل جاء في ظل ضغوط أمريكية مكثفة لإعادة صياغة المشهد السوري، خاصة بعد صعود حكومة 'رجال الشّرع'.
الاحتجاز الذي جرى بعيدا عن الأضواء، كشف الوجه الحقيقي للسياسة الإماراتية: تصافح صباحا وتغدر مساء، ترحب بالقادة ثم تنقلب عليهم في صمت. خطوة أثارت تساؤلات حول مصير بقية رجال القيادة السورية الجدد الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بين الولاءات المتقلبة وأجندات إقليمية خفية.
تحليلات عديدة ربطت احتجاز البويضاني بمحاولة الإمارات كسب ودّ جهات دولية، خصوصا في ظل مفاوضات صعبة مع قوى غربية تشترط تفكيك الجماعات المتشددة. ويبدو أن بويضاني، باعتباره أحد رموز المرحلة السابقة، صار ورقة تفاوض تُستخدم متى شاءت الأطراف الإقليمية.
هذه الحادثة تعزز من الانطباع السائد بأن أبو ظبي تتقن اللعب على الحبال: ترحب بالمقاومين حين تحتاجهم، ثم تسلمهم حين تتغير المصالح. وتطرح تساؤلا خطيرا: من سيكون الضحية القادمة في لعبة الولاءات المؤقتة؟
بين التصفيق الحار في القاعات والقيود الثقيلة في المطارات، يظهر أن المبادئ لا وزن لها أمام الحسابات الإماراتية… وأنه لا أمان لمن يضع مصيره بيد سلطة تتقن فنّ الطعن في الظهر!