اخبار الإمارات
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١٤ أب ٢٠٢٥
غزة - محمد أبو رزق - الخليج أونلاين
يمتد خط المياه المحلاة على طول 6.7 كيلومترات من الجانب المصري وحتى منطقة النزوح بين خان يونس ورفح.
تقترب دولة الإمارات من تشغيل أكبر مشروع إنساني لإمداد المياه المحلاة من مصر إلى جنوب قطاع غزة، عبر خط ناقل جديد يعد الأكبر من نوعه، في إطار حرصها على معالجة الكارثة المائية التي تعصف بالقطاع المحاصر.
كما ينتظر أن يسهم المشروع في حل مشكلة نقص المياه التي يعاني منها مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين الذين يعانون من العطش بسبب حرب الإبادة الجماعية التي تشنها 'إسرائيل' ضدهم منذ 7 أكتوبر 2023.
وتعاني غزة منذ سنوات من أزمة متواصلة في الموارد المائية، لكن الحرب الإسرائيلية الأخيرة فاقمت الوضع إلى مستويات غير مسبوقة، ودفعت الفلسطينيين في القطاع المحاصر والمدمر إلى حافة كارثة صحية وإنسانية.
المياه كسلاح
واتهمت منظمات حقوقية بينها 'هيومن رايتس ووتش' و'أوكسفام'، دولة الاحتلال باستخدام المياه كسلاح، عبر حرمان الغزيين من الحد الأدنى الذي حددته منظمة الصحة العالمية للبقاء على قيد الحياة، وهو الحصول على كمية تتراوح ما بين 15 إلى 20 لتراً يومياً.
كما أكدت تلك المنظمات أن هذه الممارسات قد ترقى إلى جرائم إبادة جماعية بموجب القانون الدولي، لكن تل أبيب تواصل نفي هذه الاتهامات، رغم إعلانها قطع المياه والكهرباء عن القطاع منذ اليوم الأول للحرب.
وبين تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة المياه الفلسطينية، في أبريل الماضي، انهيار حصة الفرد من المياه بنسبة 97% لتتراجع من 84.6 لتراً يومياً قبل الحرب إلى ما بين 3-15 لتراً فقط حالياً.
كما تشير البيانات إلى أن الكمية المتاحة اليوم لا تتجاوز 10-20% من إجمالي المياه التي كانت تصل إلى القطاع قبل الحرب، وهي كمية غير مستقرة ومرهونة بتوفر الوقود اللازم لتشغيل الآبار المتبقية ومحطات التحلية، وتتأثر بشكل كبير مع أزمة النزوح المتكررة.
وتظهر الأرقام الرسمية أن 39 بئراً مائياً دُمّرت بالكامل، بينما تعرضت 93 بئراً أخرى لأضرار جسيمة، ولم يعد يعمل من أصل 284 بئراً جوفياً سوى 17% منها.
استجابة طارئة
أشرف النيرب المدير الإعلامي لعملية 'الفارس الشهم 3' قال: إن 'مشروع خط المياه يأتي بعرض 315 ملم وطول 6.7 كيلومترات، وسيربط بين محطة التحلية التي أنشأتها الإمارات في الجانب المصري، ومنطقة النزوح الواقعة بين محافظتي خان يونس ورفح'.
وأوضح النيرب في تصريح مكتوب وصل إلى 'الخليج أونلاين' نسخة منه:
- المشروع يهدف إلى خدمة نحو 600 ألف نسمة من السكان المتضررين، بتوفير 15 لتراً من المياه المحلاة لكل فرد يومياً، في ظل تدمير أكثر من 80% من مرافق المياه بفعل الأحداث الصعبة في قطاع غزة.
- مشروع خط المياه الجديد ليس مجرد استجابة طارئة لأزمة العطش في غزة، بل هو امتداد لنهج إماراتي ثابت في دعم الشعب الفلسطيني، وخاصة في ظل الظروف الكارثية التي خلّفتها الحرب.
- الإمارات كانت ولا تزال المساند الأول لغزة في مختلف القطاعات، بدءاً من إنشاء محطات تحلية المياه، مروراً بتزويد المصلحة بصهاريج المياه، وحفر الآبار، وصيانة الشبكات، وانتهاءً بهذا المشروع الحيوي الذي يسعى لتأمين مياه الشرب للمناطق الأكثر تضرراً.
إلى جانب الخط الناقل، سبق أن أطلقت عملية 'الفارس الشهم 3'، في مايو الماضي، المرحلة الرابعة من مشروع توفير المياه لسكان قطاع غزة، من خلال دعم مشروع صيانة الآبار المركزية في نطاق بلديات القطاع، بالتعاون مع مصلحة مياه بلديات الساحل، بهدف تعزيز قدرة البلديات على إيصال المياه للمواطنين في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة، وضمان استمرارية الخدمات الأساسية.
ويشمل هذا المشروع إصلاح نحو 28 بئراً معطلة في مختلف محافظات قطاع غزة، لتتم تغطية نحو 700 ألف نسمة في القطاع، للتخفيف من واقعهم الصعب.
بدوره أكد محمد الربيع، نائب رئيس لجنة الإسناد في عملية 'الفارس الشهم 3'، أن 'مشروع صيانة الآبار هو الرابع، بعد أن سبقتها ثلاثة مشاريع، منها مشروع توزيع صهاريج مياه توصل المياه لآلاف المواطنين يومياً'.
وأوضح الربيع لوكالة الأنباء الإماراتية 'وام' أن مشروع حفر الآبار البدائية 'النزاز' يغطي السواحل الجنوبية، والثالث يتمثل بحفر الآبار الغاطسة لتسهيل حصول المواطنين على المياه في ظل المعاناة اليومية.
تحذيرات أممية
وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' أكدت أن ارتفاع درجات الحرارة في غزة وتفاقم أزمة نقص المياه يجعل الوضع المأساوي في القطاع 'أكثر سوءاً'.
وذكرت الوكالة في بيان لها (الخميس 14 أغسطس الجاري) أن 'أزمة نقص المياه تفاقمت في غزة بسبب موجة الحر الحالية'.
كما أوضحت أن 'درجات الحرارة في غزة تتجاوز 40 درجة مئوية، ما يجعل الوضع المأساوي أصلاً أكثر سوءاً'.
وتابعت: 'مع ندرة المياه المتاحة يزداد خطر الإصابة بالجفاف، فالقصف والنزوح القسري مستمران، ومع محدودية الكهرباء والوقود لا يوجد أي وسيلة للتخفيف من وطأة الحر الشديد'.
كما بيّنت 'الأونروا' أنها نفذت منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، أنشطة طارئة في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة في جميع أنحاء غزة مشيرةإلى 'تقديمها دعماً لنحو 1.7 مليون نازح، شمل مياه معبأة ومياهاً عبر الشاحنات'.