توازن الدفاع والهجوم «كلمة سر» الصدارة في الدوريات العالمية!

عمرو عبيد (القاهرة)

يتواصل الحديث في وسائل الإعلام العالمية عن «الانفجار التهديفي»، الذي يبدو عليه أرسنال الإنجليزي في الآونة الأخيرة، بعدما أصبح بـ«سداسيته الأخيرة» في شباك شيفيلد يونايتد، صاحب أقوى خط هجوم في «البريميرليج» بـ68 هدفاً، ولا يزال إنتر ميلان في إيطاليا يخطف الكثير من الأضواء، بتفوق هجومه على «كبار» أوروبا، بعد بلوغه الهدف «رقم 69» في «الكالشيو»، لكن تبقى «الصلابة الدفاعية»، بوجود متوازن مع القوة الهجومية، صاحبة «كلمة السر» أيضاً، في قبض بعض الفرق على صدارة جداول الترتيب في مختلف الدوريات حول العالم.

ولم يكتفِ بعض أصحاب القمم في تلك الدوريات بالقوة الهجومية البارزة، بل كان للدفاع «المتماسك» فضل كبير في الاحتفاظ بالصدارة، أو التنافس بقوة في «صراع اللقب»، ويشهد «البريميرليج» على ذلك هذا الموسم، وسط «سباق نادر ومثير» بين «ثلاثي القمة»، إذ يملك ليفربول ثاني أقوى للهجوم بـ64 هدفاً وكذلك ثاني أقوى خطوط الدفاع بـ25 هدفاً في مرماه، خلال 27 جولة، ويتصدر «الريدز» بفارق نقطة وحيدة عن مانشستر سيتي، الذي يملك ثالث أقوى خط للهجوم بـ62 هدفاً، واهتزت شباكه 27 مرة، بفوارق ضئيلة جداً عن المتصدر، في حين يحتفظ «الجانرز» بحقه المشروع في المنافسة على اللقب، موجوداً في المركز الثالث بفارق نقطتين عن القمة، ونقطة واحدة خلف «السيتي»، رغم امتلاكه أقوى خطين للهجوم والدفاع، وبسبب تلك الإحصاءات الواضحة، لا توجد أي غرابة في وجود «الثلاثي الذهبي» داخل هذا «الصراع الناري».

وفي «دوري أدنوك للمحترفين»، يملك «الإمبراطور» المتصدر جدول الترتيب أقوى هجوم برصيد 38 هدفاً، وكذلك يأتي دفاعه ثانياً بعد «الفرسان» بفارق هدف، حيث اهتزت شباك الوصل 15 مرة في 15 جولة، مقابل 14 هدفاً في مرمى شباب الأهلي، وإذا كان الهلال يبتعد بصدارة الدوري السعودي بفارق 9 نقاط عن النصر، فإن «الزعيم» هو صاحب الهجوم الأقوى بـ67 هدفاً بفارق 3 أهداف عن «العالمي»، لكن الفوارق تبدو «هائلة» على المستوى الدفاعي، حيث استقبل «الموج الأزرق» 11 هدفاً فقط، خلال 22 جولة، بفارق 13 هدفاً عن ثاني أفضل الدفاعات في السعودية.

أما في إيطاليا، فلا يوجد أحد يستطيع الاقتراب من «قمة الأفاعي»، حيث يواصل إنتر ميلان تحليقه بقوة في سماء «سيري آ»، مغرداً وحده بفارق 15 نقطة عن يوفنتوس، ممتلكاً أقوى هجوم نجح في تسجيل 69 هدفاً في 27 مباراة، مقابل اهتزاز شباكه 13 مرة فقط، بفوارق ضخمة جداً لا تسمح بوجود أي مقارنة مع الآخرين، وهو ما ينطبق كثيراً مع حالة أيندهوفن الهولندي الذي ينفرد بقمة الدوري المحلي بفارق 10 نقاط عن فينورد، لكنه يمتلك أرقاماً كبيرة على الصعيدين الهجومي والدفاعي، حيث أحرز 79 هدفاً في 24 مباراة، بمعدل 3.3 هدف/ مباراة، كما استقبل مرماه 13 هدفاً فقط، بفارق 6 أهداف عن وصيفه.

«صلابة الملكي» و«عقل ألونسو»

وإذا كان بايرن ميونيخ يملك خط الهجوم الأقوى في «البوندسليجا» بـ65 هدفاً، متفوقاً على باير ليفركوزن بـ4 أهداف، فإن صاحب القمة الألمانية الذي زاد الفارق إلى 10 نقاط مؤخراً، يملك الدفاع الأكثر صلابة بفارق واضح عن «البافاري»، حيث استقبلت «كتيبة تشابي ألونسو» 16 هدفاً فقط بفارق 12 هدفاً أقل مقارنة بحصاد البايرن، وهو ما ينطبق أيضاً على الصراع المحتدم في الدوري التركي، حيث يبتعد جلطة سراي بفارق نقطتين عن فناربخشة، صاحب أقوى للهجوم بـ72 هدفاً مقابل 58 للمتصدر، الذي يملك الدفاع الأقوى، بعدما استقبل 15 هدفاً فقط مقابل 22 للوصيف.

وتبدو الأمور محسومة لمصلحة ريال مدريد في «الليجا»، رغم تقارب قوته الهجومية مع منافسيه، حيث سجّل 56 هدفاً بالتساوي مع برشلونة وخلف جيرونا صاحب الـ57 هدفاً، وبفارق ضئيل عن أتلتيكو الذي سجّل 54 هدفاً، وتكمن قوة «الملكي» في دفاعاته التي استقبلت 18 هدفاً فقط، بفارق كبير جداً بينه وبين جيرونا وبرشلونة، بـ15 و16 هدفاً على الترتيب، وفي الدوري الفرنسي، يُعد باريس سان جيرمان الأقوى هجوماً بـ54 هدفاً، في حين أنه الثالث في ترتيب أقوى خطوط الدفاع، لكن بفارق هدف عن الوصيف، وهدفين عن الأكثر صلابة دفاعية، حيث اهتزت شباك «الأمراء» 19 مرة في «ليج ون»، مقابل 18 هدفاً في مرمى بريست و17 في شباك نيس.