اخبار الإمارات
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١٣ حزيران ٢٠٢٥
سلمى حداد - الخليج أونلاين
22.8 مليار دولار وفق آخر أرقام معلنة عام 2021.
لقربها من الدول المصدرة والمستهلكة للألماس على حد سواء، ولعدم فرضها ضرائب عليه.
برزت دولة الإمارات العربية المتحدة كواحدة من أكبر مراكز تجارة الألماس في العالم، حتى باتت إمارة دبي على وجه الخصوص تجتذب السياح من جميع أنحاء المعمورة لزيارتها وشراء هذه الكنوز الصغيرة البراقة.
وبالنسبة للسيدات الثريات اللواتي يعشقن بريق الألماس، تعد دبي اختياراً ممتازاً يمكنهن فيه شراء الألماس عالي الجودة وبسعر أرخص بنسبة تصل إلى 50% من أي مكان آخر بالعالم.
ولا يخضع الألماس والمعادن الثمينة في الإمارات لقانون ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5%، كما أن موقع الدولة الاستراتيجي يسهل نقل هذا الحجر الثمين من دول أفريقيا المصدرة له، مايعني تخفيف تكاليف نقله.
دبي.. العاصمة الثانية للألماس
وفي السنوات الأخيرة تحولت دبي إلى ثاني أكبر مركز لتجارة الألماس حول العالم، فقد كشفت عن تداول أكثر من 1.06 مليار قيراط من الألماس الخام والمصقول عبر المدينة، خلال السنوات الخمس الماضية، بينها نحو 179 مليون قيراط خلال عام 2024 فقط، ما يعزز مكانة الدولة كمركز عالمي لتجارة الألماس، بحسب تصريحات لرئيس 'عملية كيمبرلي' (نظام اعتماد دولي ينظم تجارة الألماس الخام)، أحمد بن سليم، في مايو الماضي.
ونمت تجارة الألماس في المدينة الخليجية من 3.5 مليار دولار في عام 2003 إلى 17.5 مليار دولار في عام 2020 و22.8 مليار دولار في 2021.
وحسب صحيفة 'ذا تايمز' البريطانية، في تقرير لها العام الماضي، فإن إمارة دبي أصبحت منافسة لمدينة 'أنتويرب' البلجيكية، التي ظلت طوال 600 عام أهم مراكز صناعة الألماس في العالم.
وإلى جانب قُرب المسافة من مناجم الألماس في أفريقياكانت تجارة الألماس العالمية بحاجة أيضاً إلى وجهة ذات ضرائب منخفضة وقوانين أكثر مرونة للاستيراد والتصدير، فوجدت ضالتها في دبي، وفق 'ذا تايمز'.
ولفتت إلى أنه رغم تأسيس بورصة دبي منذ فترة قريبة، وهي عام 2004، فإنها باتت الآن ثاني أكبر بورصة على مستوى العالم لتداول الألماس بعد بورصة 'أنتويرب'.
مركز متقدم
تحتل الإمارات المرتبة الثالثة عالمياً في تجارة الماس بعد الهند والولايات المتحدة، بحصة تتجاوز 15% من إجمالي المعاملات الدولية في هذا القطاع، بحسب ما أعلن جمعة الكيت، الوكيل المساعد لشؤون التجارة الدولية في وزارة الاقتصاد الإماراتية، خلال فعاليات النسخة السادسة من مؤتمر دبي للألماس، نوفمبر الماضي.
وتوقع أن تتخطى قيمة تجارة الدولة من الألماس 40 مليار دولار خلال العام الماضي، لافتاً إلى أن الألماس يستحوذ على حصة كبيرة في تجارة الإمارات غير النفطية، تتجاوز 5.5%، حيث بلغت قيمته قرابة 39 مليار دولار في 2023، ووصلت خلال النصف الأول من 2024 إلى نحو 20 مليار دولار.
وفي العام 2021،وخلال كلمته الافتتاحية بالنسخة الخامسةمن مؤتمر دبي للألماس، أشار أحمد بن سليِّم، الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، إلى أن الإماراتتصدرت قائمة مراكز الألماس الخام في العالم، حيث تجاوز حجم التداولات في قطاع الألماس الخام في البلاد 22.8 مليار دولار خلال العام نفسه.
وذكر بن سليم أنه 'منذ عام 2015، شهدت قيمة تجارة الألماس الخام في الإمارات ارتفاعاً بنسبة 76%، متجاوزةً بلجيكا التي تُعد المركز الرائد لتجارة الألماس الخام في العالم'.
وأضاف: 'حققت تجارة الألماس في الإمارات نمواً بنسبة 83% بين عامي 2020 و2021، ما يعكس مرونة القطاع في الدولة ودور دبي الراسخ في القطاع على مستوى العالم'.
وذكر أنه ساهم في وصول الإمارات لهذا المركز الرحلات الجوية المباشرة بينالدولة الخليجية ومراكز الألماس الأخرى حول العالم، ومن ضمنها الدول الأفريقية التي تحتضن مناجم الألماس ومراكز تصنيع الألماس في الهند.
أغلى حجر ألماس
وفي أبريل 2025،شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي، عرضاً لإحدى أندر الألماسات الزرقاء في العالم، والتي تُقدّر قيمتها بنحو 20 مليون دولار، وذلك قبيل طرحها في مزاد يُقام في جنيف لاحقاً.
كما استضاف مركز دبي للسلع المتعددة، في أكتوبر 2021، واحدة من أهم مناقصات الألماس حول العالم، حيث نجح، آنذاك، في بيع أغلى حجر ألماس خام.
ويبلغ وزن الحجر 118.58 قيراطاً، وبيعمقابل 5.22 ملايين دولار، ضمن مناقصة حطمت الأرقام القياسية أقيمت في بورصة دبي للألماس.
وعُرض حجر الألماسعلى كبريات شركات تجارة الألماس من الهند و'إسرائيل' وأوروبا بمناقصة استضافتها دار المزادات والألماس الخام 'ترانس أتلانتيك جيم سايلز'.
ويأتي هذا بعد مناقصة نظمتها شركة 'ستار جيمز' في بورصة دبي للألماس، خلال شهر ديسمبر 2020، والتي حطمت الأرقام القياسية، حيث شهدت مبيعات أحجار الألماس الخام بقيمة 87 مليون دولار.
وتستهدف دبي أن تصبح أكبر مركز لتجارة الألماس في العالم لتحل مكان مدينة أنتويرب.
وكشف الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، بتصريحات لصحيفة 'الاتحاد' الإماراتية، العام 2023، عن خطط طموحة لمركز دبي للسلع المتعددة لاستقطاب شركات عالمية تعمل في قطاع الألماس، مع أولوية التركيز على السوق الأمريكية ومراكز عالمية مثل 'أنتويرب' في بلجيكا.
وأشار إلى أن غالبية واردات دبي من الألماس تأتي من أفريقيا، فضلاً عن كندا والبرازيل، فيما تعتبر الكونغو وأنغولا وبوتسوانا وجنوب أفريقيا أبرز وجهات التصدير من الإمارة.
وتوقع بن سليمأن يصل عدد الشركات في مركز دبي للسلع المتعددة إلى 30 ألف شركة بحلول 2025، بنمو يصل إلى 50% مقارنة بعدد الشركات حالياً، والذي تجاوز الـ 16 ألف شركة، 90% منها شركات جديدة على السوق الإماراتية.
وتابع: 'بورصة دبي للألماس أنجزت خلال السنوات الماضية خطوات مهمة للوصول إلى المكانة العالمية التي تحتلها حالياً، ومنها الانضمام إلى الاتحاد العالمي لبورصات الألماس، ورئاسة مكتب عملية كيمبرلي التابع للأمم المتحدة وافتتاح مقر له في دبي'.
لماذا الإمارات؟
ولكن ما الأسباب التي أهّلت الإمارات، ودبي على وجه الخصوص، لتكون أحد أهم مراكز تجارة الألماس في العالم.
يجيب المختص الاقتصادي، عاصم أحمد، عن ذلك بالقول في حديثه لـ'الخليج أونلاين': 'إن الموقع الجغرافي للإمارات أهم ما جعلها مركزاً لتجارة الألماس، فهو يتوسط الدول المنتجة والمستهلكة'.
وأوضح أن أكبر الدول المصدرة للألماس تقع في أفريقيا، في حين أن أكبر دولة مستهلكة له هي الهند والصين، وبذلك نرى أن الإمارات تقع بين هذه الدول وترتبط بعلاقات جيدة مع الجميع، لذلك أصبحت أهم مراكز الألماس بالعالم.
وأضاف أن دبي تملك مناخاً استثمارياً جاذباً لتجارة الألماس، إضافة إلى أنها لا تفرض ضريبة القيمة المضافة عليه، ما يجعل تجارته تنتعش في الدولة الخليجية؛ لأن أسعاره ستكون أرخص بكثير من بقية دول العالم.
وأشار الخبير الاقتصاديإلى أن الإمارات تتميز بتطور البنية التحتية؛ مثل الموانئ والمطارات، ولديها مستوى أمان عالٍ وسوق تجمع كبريات الشركات العالمية، وبناء على ذلك من السهل أن تصبح أهم مراكز تجارة الألماس بالعالم.
ولفت إلى أن هذه التجارة تساهم بشكل كبير في تنمية الاقتصاد الإماراتي وتحقيق موارد مالية كبيرة له، فهناك مئات الشركات تستثمر بالألماس في دبي.
وبين أن هذه التجارة تحقق أرباحاً اقتصادية للإمارات بطريقة غير مباشرة أيضاً، فهي تجذب مئات آلاف المشترين والمستثمرين سنوياً، وهؤلاء من الأثرياء، وسينفق كل منهم آلاف الدولارات خلال أيام إقامته في البلاد.
وتوقع أن تحقق تجارة الألماس ازدهاراً أكبر في الإمارات ودبي، خاصة في السنوات المقبلة، لتصبح القبلة الأولى للباحثين عن هذه الأحجار الكريمة.