خبير: شراء الهند النفط من روسيا بالدرهم الاماراتي مقدمة لضمه للعملات العالمية الكبرى

قال خبير السياسات والاستراتيجيات الاقتصادية، البروفسور الدكتور سعد محمد عثمان، إن إعلان شركات تكرير هندية شراء النفط الروسي ودفع ثمنه بالدرهم الإماراتي يضمن دفع تكاليف الشحن والتأمين بالعملة الإماراتية. ولفت د. عثمان في تصريح لـ 24 إلى أن سعر النفط الروسي في موانئ روسيا حُدد بـ60 دولار، دون اعتبار كلفة الشحن والتأمين الذى تتولاه شركات غربية تعتمد الدولار الأمريكي في خدماتها. وقال: 'لابد من إدراك أن الدرهم الإماراتي مرتبط بالدولار بسعر ثابت، وهو عملة محايدة لا تدخل ضمن عملات مجموعة بريكس التي تسعى إلى زحزحة التعامل بالدولار، وإضعاف هيمنته لأن النفط يُسعر بالدولار عالمياً، بموجب اتفاقات دولية منذ السبعينات.'

وأضاف 'العامل الآخر أن الهند تعتبر من أكبر مستوردي النفط لسد احتياجاتها، والتي كانت في 2022 حوالي 1.2 مليون برميل يومياً، ولذلك فإن الهند وجدت في الدرهم فرصة لضمان التزود بالنفط من روسيا، بعد حضر تعاملها بالدولار بسبب غزوها لأوكرانيا منذ أكثر من عام، وفرض عقوبات أمريكية وغربية عليها'.

وأكد د. عثمان أن هذا القرار سيعزز قيمة الدرهم في التبادل التجاري الدولي، في وقت تسعى فيه بعض اللدول إلى التخلي عن الدولار تدريجياً في معاملاتها التجارية، مثل الصين، بما من شأنه أن يفتح آفاقاً جديدة للدرهم الاماراتي، لينضم إلى قائمة العملات الصعبة المعتمدة من البنوك المركزية العالمية ، غطاءً نقدياً لاحتياطاتها وأساساً لتقييم القيمة التبادلية للعملات الاخرى.

وأشار د. عثمان إلى أن العملات الصعبة المعتمدة عالمياً هي الدولار، واليورو، والين، واليوان الصيني، والفرنك السويسري، والجنيه الاسترليني، ويمكن أن ينضم إليها الدرهم الإماراتي بفضل قوة الاقتصاد الإماراتي، واستقرار سعر صرفه، بالإضافة للعلاقات الاقتصادية الواسعة للإمارات مع كل دول العالم، والتطور الكبير في بنيتها التحتية، وخدماتها اللوجستية، واستقرارها السياسي، والاجتماعي.