اخبار الإمارات
موقع كل يوم -موقع ٢٤
نشر بتاريخ: ٢٩ أيلول ٢٠٢٢
تشكل حاملات الطائرات جزءاً كبيراً من الخطة الكبرى للبحرية الصينية، وذلك حسب بيتر سوسيو، الكاتب الصحافي المتخصص في الشؤون العسكرية، في تحليل نشره موقع '1945' الأمريكي.
لجيش التحرير الشعبي الصيني الموارد اللازمة لمواصلة جهود التحديث على مدار العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين. وفي وقت سابق هذا الصيف، أطلقَ سلاح البحرية لجيش التحرير الشعبي أول حاملة طائرات، من طراز 003 فوجيان، تزن 80 ألف طن، وهي أكبر قطعة حربية بنتها الصين. ومع ذلك، فقد ركّزت بكين في الشهر الجاري على الذكرى العاشرة لتشغيل أولى حاملات طائراتها من نوع 001 لياونينغ.
ورغم أن حاملة الطائرات001 لياونينغ أُعيد بناؤها من هيكل الطراد الحامل للطائرات فارياج، السوفييتي والذي باعته الحكومة الأوكرانية إلى الصين بعد تداعي الاتحاد السوفيتي، فإنها لا تزال تمثل قفزةً كبرى لخطة الصين الكبرى.
لقد كانت تلك الحاملة نقطة انطلاق حاسمة ومُختبراً للطيران القائم على النقل. واحتفالاً بمرور عشر سنوات على خدمتها، شاركت القطعة الحربية في المناورات الأخيرة 'مُحَملة بالكامل' بـ24 طائرة مُقاتلة من طراز J-15 Flying Shark، وطائرتين عموديتين من نوع Z-8، وطائرة عمودية واحدة من طراز Z-9 على متنها.
قدرات قتالية محسنّة
ووفقاً للمراقبين، كان هذا أكبر عدد من المقاتلات على الإطلاق يُحمَل على متن حاملة طائرات، وكان يفترض أن يمثل استعراضاً للقدرات المتنامية للطيران البحري لسلاح البحرية لجيش التحرير الشعبي.
وقال ما تشاو، رئيس قسم الدعم الجوي لحاملة الطائرات فوجيان لشبكة تلفزيون الصين العالمية CGTN إن 'التقدم الذي أحرزناه اليوم ببناء أسطول حاملات الطائرات الصيني ما كان ممكناً لولاً جهود الدولة. ففي غضون 10 سنوات، حققنا هدف إبحار أسطول حاملة الطائرات لياونينغ بقدرات قتالية مُحسَّنَة، واستكشاف مسار تطوير حاملات الطائرات ذات الخصائص الصينية'.
طفرة في التقنيات الليلية
وأحرزَ سلاح البحرية لجيش التحرير الشعبي تقدماً كبيراً في عمليات حاملات الطائرات في السنوات العشر الماضية، بما فيها تسيير ليلي ناجح لطائرة واستعادتها من حاملة الطائرات لياونينغ لأول مرة.
وقال شو ينغ نائب قبطان حاملة الطائرات شاندونغ إن 'الطفرة في التقنيات الليلية وإتقان عمليات الإنزال الليلية تعني أننا قادورن على أداء مهام في جميع الظروف المناخية على اختلافها، خاصة ليلاً وفي الظروف الجوية القاسية. وفي ظل تمتعنا بميزات القتال في جميع الظروف المناخية، سيكون لدينا زمام مبادرة أكبر في الحروب المستقبلية'.
مزيد من حاملات الطائرات؟
وكشف تقرير حديث لمركز التقييم الإستراتجي والميزانية، في الولايات المتحدة الأمريكية، مُستعيناً بأداة الخيارات الاستراتيجية بمساعدة الحاسوب، أن 'لجيش التحرير الشعبي الصيني الموارد اللازمة لمواصلة جهود التحديث على مدار العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين'.
وبناءً على البيانات الواردة في دراسته 'خيارات الصين'، قال المركز إن سلاح البحرية في جيش التحرير الشعبي يملك الموارد اللازمة لنشر 5 حاملات طائرات و10 غواصات بصواريخ باليستية نووية بحدٍ أقصى بحلول 2030.
ومع ذلك، وجِدَ أن الحاملات الثلاث كلها، وربما الرابعة التي تعتزم الصين تشييدها، ستعمل بوقود تقليدي.
وفي المقابل، يملك سلاح البحرية الأمريكي أسطولاً قوامه 11 حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، بما في ذلك حاملات من فئة نيميتز، والسفينة الرائدة من فئة جيرالد آر. فورد الجديدة، التي تجهز حالياً لأول رحلة في نهاية العام الجاري.
والبحرية الأمريكية أيضاً تسير بخطى حثيثة لتغيير فئة حاملات الطائرات نيميتز العتيقة بحاملات الطائرات الأكثر تطوراً واحدة تلو الأخرى على مدار العقود المقبلة.
جدير بالذكر أن الصين ليست الدولة الوحيدة التي تطور حاملات طائرات. إذ أطلقت الهند أخيراً أبرز حاملات طائراتها الحديثة أي إن إس فيكرانت INS Vikrant أول حاملة طائرات تُبنى محلياً وأكبر قطعة حربية أُنتجت في شبه القارة الهندية.
فضلاً عن ذلك، تُعيد اليابان تجديد حاملات طائراتها العمودية لتعمل مع طائرات لوكهيد مارتن إف-35 بي، في حين غيرت كوريا الجنوبية مسارها لخطط حاملات طائراتها، وكان يمكن أن تملك حاملة طائرات متوسطة الحجم بحلول منتصف العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين أيضاً.
