مسؤول أمريكي سابق: تأثير سلبي لتدهور علاقات الرياض وواشنطن

واشنطن - الخليج أونلاين

ما الذي أكده المسؤول الأمريكي السابق؟

أن علاقات واشنطن مع الرياض منذ مجيء بايدن أثرت سلباً على الجانبين.

ماذا عن التقارب السعودي الإيراني؟

قال إن واشنطن كانت مع ذلك، ولكن ليس عبر الصين.

قال مسؤول أمريكي إن تدهور علاقات بلاده مع السعودية منذ تولي إدارة جو بايدن للحكم، أثرت سلباً على الجانبين، مشيراً إلى أن واشنطن كانت مع التقارب السعودي الإيراني، ولكن ليس عبر الصين.

جاء ذلك في تصريحات لديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق لشؤون الشرق الأدنى، خلال مقابلة مع عبد العزيز العنجري، المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز 'ريكونسنس' للبحوث والدراسات.

وأشار شينكر إلى أن علاقات الولايات المتحدة مع الرياض 'تدهورت بشكل كبير منذ تولى بايدن الرئاسة'، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي 'تعمدت انتهاج هذه السياسة بالطبع؛ لكنها لم تكن فعالة'.

ويلفت في حديثه إلى أن الرياض ركزت مؤخراً على الإصلاحات الاجتماعية، والتنويع الاقتصادي، وتعزيز صناعة السياحة ضمن رؤية 2030، مشيراً إلى أن  تنفيذ هذه الخطة 'كان يحتاج من المملكة فرض الاستقرار الإقليمي، وهذا يعني نهاية للحرب في اليمن، ونهاية للأعمال العدائية العلنية مع إيران'.

وعن التقارب مع طهران قال شينكر: 'فهم السعوديون بشكل صحيح أن واشنطن كانت تسعى إلى التقارب مع طهران. وفي الوقت نفسه؛ ربما كانت المملكة قلقة بشأن مصداقية الضمانات الأمنية الأمريكية. لذا من وجهة نظر الرياض كان الوقت مناسباً للتوصل إلى اتفاق'.

وأكد تخوف واشنطن من دور الصين بالاتفاق، موضحاً: 'إدارة بايدن كانت مؤيدة للتقارب لكن المعضلة تكمن في التدخل الصيني؛ وهو ما مثل مفاجأة لواشنطن. في الحقيقة؛ حققت بكين أهدافها بسهولة لأنها تحظى بدعم الكثير من الدول'.

وحول التقارب الخليجي الصيني، قال المسؤول الأمريكي السابق: إن 'تنامي العلاقات، خصوصاً مع الإمارات والسعودية، يثير قلقاً لواشنطن'، مضيفاً: 'إذا قامت الصين ببناء وتشغيل ميناء في الخليج، يمكن أن يتم استخدامه في نهاية المطاف كمنشأة عسكرية صينية أو لتجميع المعلومات'.

وتابع: 'وجود قواعد عسكرية صينية في مجلس التعاون الخليجي - أو استخدام شبكات هواوي للجيل الخامس - يمكن أن يعقد أو يمنع التعاون الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة. ولا تطلب واشنطن من الدول الاختيار بين الولايات المتحدة والصين، لكن بعض مجالات التعاون ستكون محدودة إذا اتخذت الدول قرارات تجارية معينة'.

ولفت إلى أن شركاء واشنطن في المنطقة 'يشعرون بالقلق إزاء مدى وفاء الولايات المتحدة بالتزاماتها الأمنية، لذلك يبحثون عن شركاء إضافيين للتحوط من المخاطر المحدقة بهم'، إلا أنه يعتقد أن الصين 'لا تعتبر شريكاً موثوقاً مثل الولايات المتحدة، ولكن من الواضح أن الدول تتخذ هذا الاختيار'.

وعلى مدار السنوات الطويلة الماضية، كانت دول مجلس التعاون الخليجي تعتمد بشكلٍ كبير على المظلة الأمنية للولايات المتحدة الأمريكية التي توفر مجموعة من الضمانات في مواجهة تهديدات واضطرابات سياسية وعسكرية، إضافة إلى العلاقات المختلفة للتنمية الاقتصادية لدول المجلس.

وفي ظل تقلص الاهتمام الأمريكي بمنطقة الشرق الأوسط والتحول إلى ملفات داخلية والصراع المحتدم بين روسيا وأوكرانيا منذ أكثر من عام وتداعياته الدولية المختلفة، أصبحت دول الخليج العربي تتوجه تدريجياً نحو المعسكر الشرقي؛ للحفاظ على مصالحها السياسية والاقتصادية وتعزيز دورها دولياً.

وكان الاتفاق السعودي الإيراني، يمثل خطوة مهمة نحو تفكيك أزمات منطقة الشرق الأوسط، ووجه صفعة لواشنطن وسيحوّل الصين، التي توسطت بينهما، إلى لاعب رئيس في منطقة الخليج، بل منافس، وربما بديل للدور الأمريكي في المنطقة.