اخبار الإمارات
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢١ كانون الأول ٢٠٢٣
لندن - الخليج أونلاين
واصلت الإمارات، في 2023، تحقيق نمو اقتصادي وأرقام متميزة في مسيرتها التجارية، كما هو الحال في العام الماضي.
كان العام 2023 في الإمارات عام الاقتصاد والقمم العالمية بامتياز، ولعل أبرزها احتضان قمة المناخ العالمي كوب 28، التي انتهت باتفاق تاريخي.
كما واصلت الإمارات، في 2023، تحقيق نمو اقتصادي وأرقام متميزة في مسيرتها التجارية، كما هو الحال في العام الماضي.
وفي هذه السطور نستعرض أبرز المحطات التي عاشتها الدولة الخليجية خلال العام الذي شارف على طي صفحاته.
اتفاق تاريخي
احتضنت الإمارات ما بين 30 نوفمبر و12 ديسمبر، مؤتمر المناخ العالمي 'كوب 28'، الذي انتهى باتفاق تاريخي يساهم في الحد من الأخطار التي تواجهها الدول الأكثر عرضة لتداعيات التغير المناخي بما يحقق التوازن بين متطلبات التنمية والعمل المناخي.
وتوصل المشاركون في المؤتمر إلى 'اتفاق الإمارات'، الذي من شأنه أن يدفع دول العالم نحو التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري، وفقاً لرئيس المؤتمر الإماراتي سلطان الجابر.
وتضمن الاتفاق الموافقة على التحول باتجاه التخلي تدريجياً عن الوقود الأحفوري، ومن ضمن ذلك الفحم والنفط والغاز.
وأكد رئيس المؤتمر، سلطان الجابر، أن الاتفاق 'يمثل حزمة تاريخية من التدابير التي تقدم خطة قوية للتمكن من تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية.
من جانبه قال رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: 'أشكر كل الوفود التي عملت بروح التعاون والعمل الجماعي ومن منطلق الوعي بالمسؤولية تجاه الأجيال المقبلة، على الخروج باتفاق الإمارات التاريخي الذي يدشن مرحلة نوعية جديدة في مسار العمل المناخي الدولي'.
في ختام (كوب28) أشكر كل الوفود التي عملت بروح التعاون والعمل الجماعي ومن منطلق الوعي بالمسؤولية تجاه الأجيال المقبلة، على الخروج بـ 'اتفاق الإمارات' التاريخي الذي يدشن مرحلة نوعية جديدة في مسار العمل المناخي الدولي. كما أشكر فرق العمل الوطنية والأممية التي أسهمت في إنجاح هذا…
كما أكد في تغريدة له قائلاً: 'حققنا نتائج مهمة، لكن الطريق لا يزال ممتداً والتحدي لا يزال كبيراً'، لافتاً إلى أن 'الإمارات ستواصل مع مختلف الأطراف متابعة مخرجات المؤتمر والبناء عليها، وستكون إلى جانب دول العالم في هذه الرحلة من أجل مستقبل البشرية'.
وقال رئيس مؤتمر 'كوب 28'، في المؤتمر الصحفي: 'عملنا خلال الليل على التوصل إلى توافق، وأظهرت الوفود مرونة وكشفت الجهود من أجل الوصول لاتفاق'.
وأضاف: 'لكن يجب أن نكون حذرين؛ فالاتفاقية جيدة حينما يتم تطبيقها، نحن ما نفعل وليس ما نقول، ويجب علينا اتخاذ الخطوات لتحويل الاتفاقية إلى أفعال واقعية'.
كما رحب رئيس الوفد السعودي في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، المتحدث باسم المجموعة العربية، توفيق البراء، باتفاق 'كوب28' ونجاح مخرجاته، معتبراً أنها 'تؤكد تعدد المسارات والنهج، بما يتماشى مع ظروف وأولويات كل دولة، في سبيل تحقيق التنمية المستدامة'.
وقال خلال الجلسة الختامية لمؤتمر 'كوب28'، التي أقر خلالها الاتفاق، أن المجموعة العربية تؤكد ضرورة تفعيل مبدأ العدالة والمسؤولية المشتركة.
ويمثل الاتفاق كسر الجمود في العمل المناخي والتوصل إلى إجماع وتوافق بين الدول الأطراف على عدد كبير من الملفات الرئيسية التي ظلت عالقة لفترات طويلة في المؤتمرات السابقة.
كما نجح أيضاً في تمهيد الطريق لتحقيق إنجازات في مؤتمرات الأطراف القادمة، والربط بين مختلف مؤتمرات الأطراف التابعة للأمم المتحدة في مجالات المناخ وحماية الطبيعة.
الممر الاقتصادي
في 10 سبتمبر 2023، أعلن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، خلال قمة مجموعة العشرين في الهند، توقيع مذكرة التفاهم بشأن مشروع إنشاء ممرٍ اقتصادي جديد يربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا، ما يعزز الترابط الاقتصادي مع الدول الأخرى.
وذكر بن سلمان أنه 'تتويجاً لما تم العمل عليه خلال الفترة الماضية، أعلنت السعودية، والولايات المتحدة، والهند، والإمارات، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، والاتحاد الأوروبي، عن توقيع مذكرة تفاهم بشأن مشروع إنشاء ممر اقتصادي جديد يربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا'.
لكن السر وراء إنجاح التوصل إلى المشروع كان دور الإمارات العربية المتحدة، التي كان لها دور أساسي في بلورة فكرة الممر الاقتصادي، الذي سيزيد التبادل التجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وسيعمل على مد خطوط أنابيب لتصدير الكهرباء والهيدروجين.
كما أن المشروع سيسهم في تطوير وتأهيل البنى التحتية التي تشمل سككاً حديدية، وربطاً للموانئ لزيادة مرور السلع والخدمات، وتعزيز التبادل التجاري'.
وينطلق المشروع بحراً من الهند إلى الإمارات، ثم براً خلال السعودية، ومنها إلى الأردن، فـ'إسرائيل' عبر خط سكة حديد، ثم المحطة التالية بحراً، وصولاً إلى اليونان، ومنها إلى أوروبا براً، ومن المقرر أن يشمل كابلاً بحرياً جديداً، وبنية تحتية لنقل الطاقة.
وخلال القمة، أعرب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن شكره للشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات، لدى الإعلان عن مشروعات 'الممر الاقتصادي' الجديد، الذي يهدف إلى ربط الهند بمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا.
وخاطب بايدن الشيخ محمد بن زايد، قائلاً: 'أود أن أقول: شكراً شكراً شكراً، محمد بن زايد.. لا أعتقد أننا كنا نستطيع تحقيق ذلك من دونك'.
كما قال الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، في أكتوبر الماضي، إن 'الإمارات تغلب الخطاب الجيواقتصادي على الجيوسياسي، وتهتم بتعزيز الاقتصاد والتنافسية، وتعزيز الشراكات الاقتصادية مع الدول'.
ولفت إلى أن 'الإمارات لعبت دوراً أساسياً في بلورة فكرة الممر الاقتصادي، ولن يكون الوحيد، حيث هناك طموح بتدشين ممرات أخرى، تصل بتركيا وتمر عبر إيران، وأخرى تصل لأفريقيا'.
السر في الاقتصاد
وواصلت الإمارات وتركيا خطواتهما نحو تعزيز العلاقات أكثر بعد أن عادت لمجراها العام الماضي 2022، حيث شهد العام 2023، قفزات أكبر من بوابة الاقتصاد والتعاون التجاري.
والتقى زعيما البلدين عدة مرات خلال 2023، لكن اللقاء الأبرز كان في يوليو الماضي، حيث شهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إبرام سلسلة اتفاقيات مشتركة بقيمة 50.7 مليار دولار، وذلك خلال زيارته إلى أبوظبي.
كما جرى خلال الزيارة إعلان اتفاق مشترك لإنشاء 'لجنة استراتيجية عليا' بين البلدين، وتوقيع سلسلة اتفاقيات بحضور الزعيمين، تستهدف تنويع مجالات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين وتوسيع آفاقها بما يحقق تطلعات البلدين إلى النمو الاقتصادي والازدهار المستدامين.
وشملت الاتفاقيات أيضاً المشتركة بين البلدين، اتفاقية لتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، وإعلاناً مشتركاً لإنشاء لجنة اقتصادية وتجارية مشتركة'.
كما وقّعت تركيا والإمارات العربية المتحدة، في مارس الماضي، اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة، سيتم بموجبها إلغاء الرسوم الجمركية أو إلغاؤها عن 93% من المبادلات التجارية غير النفطية بين البلدين، وبذلك تصل قيمة هذه المبادلات إلى 40 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.
وبحسب رئيس مكتب الاستثمار بالرئاسة التركية براق داغلي أوغلو، فإن دولة الإمارات أصبحت ضمن قائمة أكثر 10 دول استثماراً في بلاده، خلال العامين الماضيين.
كما أكد وزير المالية والخزانة التركي، محمد شيمشك، أن استثمارات الإمارات الجديدة في تركيا من المقرر أن تبدأ نهاية العام الجاري (2023).
نمو مستمر
وأظهرت التوقعات الاقتصادية العالمية أن الاقتصاد الإماراتي واصل النمو خلال العام 2023، حيث توقع البنك الدولي نمو اقتصاد دولة الإمارات بنسبة 3.4% خلال العام الجاري، على أن يرتفع إلى 3.7% في العام المقبل 2024.
كما أكد صندوق النقد الدولي في تقريره الصادر في أكتوبر 2023، أن النمو الاقتصادي للإمارات يأتي مدفوعاً بقوة النشاط المحلي، بالإضافة إلى مكانتها ملاذاً آمناً لرؤوس الأموال والعمالة الأجنبية.
ومن المتوقع - بحسب التقرير - نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي الكلي في حدود 3.5% خلال العام 2023، وسوف يظل التضخم في الإمارات قيد السيطرة في حدود 3% في المتوسط في عام 2023، منخفضاً من 4.8% في 2022.
كما من المتوقع أن يبلغ رصيد المالية العامة حوالي 5% من إجمالي الناتج المحلي في 2023، مدفوعاً بالإيرادات النفطية والنشاط الاقتصادي القوي.
ومن المتوقع أيضاً أن يواصل الدين العام انخفاضه، بحيث ينخفض بقوة إلى أقل من 30% من إجمالي الناتج المحلي في 2023، وفق صندوق النقد.
كما توقع البنك المركزي الإماراتي أيضاً نمو اقتصاد البلاد 3.3% في 2023، ونمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في الإمارات 4.5%، كما توقعت أيضاً وكالة موديز للتصنيف الائتماني، نمو اقتصاد الإمارات 2.5% في 2023.
الأفضل للمعيشة
وخلال 2023، أصبحت الإمارات 'البلد المفضل' للعيش بالنسبة للشباب العربي، وفق نتائج الاستطلاع الذي أجرته شركة 'أصداء بي سي دبليو'، وذلك للعام الـ12 توالياً كـ'بلد مفضل للإقامة والعمل'.
رئيس شركة 'بي سي دبليو' في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سونيل جون، قال في يونيو الماضي: إنه 'لا تزال الإمارات الوجهةَ المفضّلة للشباب العربي الباحث عن الوظائف وفرص الحياة الكريمة والحرية لتحقيق تطلعاتهم'.
ووفقاً لاستطلاعات سابقة، فإن اختيار الإمارات بلداً مفضلاً للعيش يعود إلى أسباب عدة: هي 'البيئة الآمنة (41%)، والاقتصاد المتنامي (28%)، والقيادة الحكيمة ذات الرؤية الثاقبة (24%)، والبيئة النظيفة (22%)، وسهولة بدء الأعمال (20%)'.
وتعدّ الإمارات من أفضل الدول التي تستقطب الراغبين في العمل بها من مختلف أنحاء العالم؛ وذلك لما تقدمه من حوافز ومزايا وفرص عمل مستقرة.
وأشاد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي، بما حققته الإمارات للعام الـ12 على التوالي، ضمن الاستطلاع.
للعام الثاني عشر على التوالي وضمن استطلاع لرأي الشباب العربي في 53 مدينة من 18 دولة عربية، أكثر الشباب العربي يرون دولة الإمارات هي الدولة المفضلة للعيش والعمل تليها الولايات المتحدة ثم كندا .. ويرونها أيضاً النموذج الأنجح الذي يتمنون لدولهم أن تقتدي به..
ونحن نكرر رسالتنا…
وقال، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي 'تويتر': 'أكثر الشباب العربي يرون دولة الإمارات هي الدولة المفضلة للعيش والعمل، تليها الولايات المتحدة ثم كندا. ويرونها أيضاً النموذج الأنجح الذي يتمنون لدولهم أن تقتدي به.. ونحن نكرر رسالتنا الدائمة للشباب العربي'.
وأضاف بن راشد: 'الإمارات دولة عربية.. يدها ممدودة للعرب كل العرب.. وأرضها ستبقى مفتوحة لتحقيق أحلام الشباب العربي.. وطموحاتنا أن تنهض المنطقة بأكملها لتعود أرضاً لتحقيق الأحلام وصنع الحضارة'.
