القنيطرة المغربية.. مدينة «اللّقالق» البيضاء

محمد نجيم (الرباط)

ينبهر من يزور مدينة القنيطرة التي تبعد نحو 40 كيلومتراً عن العاصمة المغربية الرباط، بالأعداد الكبيرة لـ «اللّقالق» البيضاء العملاقة التي تستوطن منذ سبعينيات القرن الماضي، مآذن المساجد وأعمدة الكهرباء وأسطح المباني. فقد اختار طائر اللّقلاق البقاء في المدينة ليكون رمزاً من رموزها، بالرغم من أنها تتوسع يوماً بعد يوم، ما يشكل خطراً عليه لأنه يحب العيش في المساحات الخضراء.

ومن المعروف أن مدن فاس وتطوان والرباط، تُعد مستقراً لطائر اللّقلاق الذي يقصدها من المناطق الباردة ليقضي الشتاء في دفئها. وتحتضن مدينة القنيطرة أكبر عدد من «اللّقالق» التي تجذب عشاق السياحة البيئية وطلبة الجامعات العالمية، لمراقبة سلوكها والاستمتاع بمشاهدتها.

أليف ومسالم

وذكرت عائشة وديع، التي يستوطن «اللّقلاق» الأبيض سطح منزلها القديم، أنها سعيدة بتواجد هذا الطائر الأليف والمسالم، وتستمتع بمراقبته يومياً مع أسرتها، لافتة إلى أنه استطاب البقاء في المدينة ضارباً بعرض الحائط عادات الهجرة.

وقال محمد أبطاش، مهندس كهربائي: بالرغم من أن طائر اللّقلاق يتواجد في الكثير من المدن المغربية، فإن مدينة القنيطرة أصبحت موطنه المفضل، لأنها توفر له بيئة مناسبة للعيش والتكاثر، وقد ألفنا العيش معه حيث نحميه ونضمن استقراره وسلامته. أضاف: أسباب كثيرة جعلت أسراب «اللّقالق» تختار البقاء في المدينة، بينها تغير المناخ. وتنشط في القنيطرة الجمعيات المدنية التي تدافع عن هذا الطائر الذي يتغذى على الأسماك والضفادع والطحالب والأعشاب النهرية.