اخبار الإمارات
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
كمال صالح - الخليج أونلاين
تطبيق 'كي 2 ثينك - K2 Think' الإماراتي و'علام' السعودي يمثلان رأس حربة تقدم الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط.
يتعزز حضور دول الخليج في سباق الذكاء الاصطناعي، مع إطلاق الإمارات والسعودية نماذج رائدة تمثل نقلة نوعية في هذا القطاع الحيوي، الذي أصبح اليوم ركيزة أساسية في خطط التنمية الوطنية والاستراتيجيات المستقبلية، لتسجل حضورها بين أبرز المواقع مثل 'تشات جي بي تي' و'غروك'.
في الإمارات أعلنت شركة 'G42' للذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، إطلاق نموذج 'كي 2 ثينك - K2 Think'، الذي يعتبر من أكثر نماذج الاستدلال مفتوحة المصدر تطوراً على مستوى العالم.
في حين أطلقت السعودية، في أغسطس الماضي، نموذج 'علام' باللغة العربية الأول من نوعه في عالم الذكاء الاصطناعي، في تطور يعكس قدرة المنطقة على الابتكار، ويساعد في تعزيز مكانتها الإقليمية والعالمية في صناعة المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة.
'كي 2 ثينك'
أحدث تلك المبادرات أو النجاحات في عالم الذكاء الاصطناعي هو نموذج 'كي 2 ثينك - K2 Think' الإماراتي، الذي يقدم 'أكثر نماذج الاستدلال مفتوحة المصدر تطوراً على مستوى العالم'، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية 'وام'.
وقال الشيخ طحنون بن زايد، نائب حاكم أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، ورئيس مجلس إدارة مجموعة 'G42' للذكاء الاصطناعي، إن النموذج الجديد الذي سيطلق قريباً 'يجمع بين كفاءة النماذج الأصغر، والأداء العالمي، وسرعات استدلال فائقة'.
وأشار إلى أن هذا النموذج 'يضع معياراً دولياً جديداً في مجال الذكاء الاصطناعي'، كما أن هذا الإنجاز التقني 'يعكس رؤية القيادة الإماراتية نحو التقدم التكنولوجي والابتكار، ويعزز ريادة الدولة في دمج البحث العلمي مع التطبيقات العملية'، حسب قوله.
ويمثل هذا النموذج خطوة أساسية نحو تحويل الإمارات إلى مركز عالمي للذكاء الاصطناعي، لا سيما في ظل شراكة جامعة محمد بن زايد مع 'G42'، التي أثبتت فعالية التعاون بين القطاعين الأكاديمي والخاص، وفق ما أشار إليه الشيخ طحنون في تدوينة على منصة 'إكس'.
وفق وكالة 'وام' فإن نموذج 'كي 2 ثينك' يتميز بأدائه المتفوق وحجمه المضغوط مقارنة بالنماذج الرائدة الأخرى، مع إمكانية التطبيق العملي في المجالات الصناعية والبحثية والخدمية.
الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد بدوره قال إن هذا النموذج يمثل إضافة نوعية للمشهد التقني العالمي، ويعزز قدرة الدولة على المساهمة في تطوير الابتكار المفتوح المصدر على نطاق عالمي.
نموذج 'علام'
وفي المقابل كشفت المملكة العربية السعودية، في أغسطس الماضي، عن نموذجها العربي الأول للذكاء الاصطناعي 'علّام'، الذي صُمّم وتدرب بالكامل داخل المملكة.
ويهدف 'علّام' إلى تلبية الاحتياجات المحلية والعربية بدقة متناهية، حيث جرى تدريبه على مجموعات بيانات خاصة غير متاحة للعامة، مما يمنحه عمقاً استثنائياً في المعرفة ودقة عالية في الفهم، بحسب شركة 'هيوماين' التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي.
التطبيق مستمد من تاريخ العالم العربي العريق في العلم والثقافة، ومن المفترض أن يحقق ثورة في الذكاء الاصطناعي باللغة العربية، ووفق الشركة فقد طور على أيدي خبراء سعوديين داخل المملكة.
يُركز نموذج 'علّام' على اللغة العربية بجميع لهجاتها، ويتميز بدمج حواجز أمان ثقافية وسياسية مخصصة للمنطقة، مما يجعله أكثر توافقاً مع القيم والثقافة العربية مقارنة بالنماذج العالمية.
ووفق تقرير لموقع 'الجزيرة نت' (4 سبتمبر)، فقد طور 'علام' بسرية تامة فريق سعودي مكون من 40 باحثاً، ويُعتبر خطوة تاريخية نحو تعزيز السيادة التكنولوجية العربية في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويتيح النموذج تطبيقات عملية تشمل اللغة العربية الفصحى واللهجات المحلية، ويستهدف الاستخدام في القطاع الحكومي والخاص، بما يعزز التحول الرقمي ويخدم احتياجات أكثر من 350 مليون ناطق بالعربية حول العالم.
ويعد 'علّام' نموذجاً مثالياً للذكاء الاصطناعي المسؤول، حيث صمم وفق معايير ثقافية وأخلاقية لضمان توافقه مع القيم المحلية، وفق تصريحات أدلى بها الرئيس التنفيذي لشركة 'هيوماين' طارق أمين لصحيفة 'الشرق الأوسط'، في أغسطس الماضي.
ويظهر المشروع بوضوح قدرة السعودية على المنافسة عالمياً، من خلال بنية تحتية متطورة، واتفاقيات استراتيجية مع شركات مثل 'غروك' لتسريع معالجة البيانات، ما أدى إلى خفض التكاليف وزيادة كفاءة استنتاج الذكاء الاصطناعي.
كما يخطط الفريق السعودي لإطلاق 'هيومين وان' و'حاسوب هيومين'، لتوفير منصة موحدة لمعالجة المهام المعقدة عبر الذكاء الاصطناعي محلياً، دون الاعتماد على البنى التحتية الأجنبية.
'هيوماين تشات'
وفي 25 أغسطس الماضي، أطلقت 'هيومن' تطبيق 'هيوماين تشات'، وهو تطبيق محادثة تفاعلي باللغة العربية من الجيل التالي، مدعوم بنموذج 'علّام 34B'.
تطبيق 'هيوماين تشات' سيتوفر على الويب وأنظمة 'أي أو إس' و'آندرويد'، وسيطرح في السعودية أولاً ثم سيتوسع في منطقة الشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم.
وبحسب بيان شركة 'هيومن'، فإن تطبيق 'هيوماين تشات'، المصمم في المملكة خصوصاً للمتحدثين باللغة العربية، يمثل خطوة مهمة نحو بناء تقنية ذكاء اصطناعي محلية تراعي العمق الثقافي، وتضمن التكافؤ اللغوي، وتعزز التنافسية عالمياً.
ويستخدم التطبيق نموذج 'علّام 34B' لسد فجوة تاريخية في الشمول الرقمي وتعزيز التكافؤ اللغوي، حيث يقدم تطبيق 'هيوماين تشات' ردوداً تراعي النواحي الثقافية وتستند إلى اللغة والقيم والتراث والتاريخ السعودي والعربي.
ويتميز هذا التطبيق بعدة مميزات، منها 'بحث فوري على الإنترنت للحصول على أحدث المعلومات والإدخال الصوتي باللغة العربية مع دعم لهجات متنوعة، والتحويل السلس بين اللغتين العربية والإنجليزية في المحادثة الواحدة، ومشاركة المحادثات مما يسهل التعاون والاستفادة منها مرة أخرى'.
كما يلتزم التطبيق بشكل كامل ببنود نظام حماية البيانات الشخصية السعودي، إذ يستضاف بالكامل على البنية التحتية لشركة 'هيوماين' داخل المملكة.
توسع وريادة
ويشكل نموذجا 'علام' و'كي 2 ثينك'، وأيضاً 'هيوماين تشات'، حجر زاوية في نشاط دول الخليج في الذكاء الاصطناعي، الذي يتوسع بسرعة، ويغطي مجالات متعددة من الصحة والطاقة إلى الخدمات الحكومية والتجارة.
وقد أبرمت الإمارات والسعودية اتفاقيات دولية لتعزيز الابتكار، تشمل شراكات مع شركات عالمية لتبادل البيانات والتقنيات، فضلاً عن الاستثمار في مراكز أبحاث متقدمة وبنية تحتية حوسبية قوية.
وتشير التقديرات إلى أن سوق الذكاء الاصطناعي في الخليج قد يصل إلى عشرات المليارات، خلال السنوات المقبلة، ما يعكس حجم الفرص الاقتصادية والوظيفية التي توفرها هذه التقنية.
وتعكس هذه التحركات استراتيجية خليجية موحدة للذكاء الاصطناعي، تسعى إلى تحويل المنطقة من مستهلك للتقنيات العالمية إلى مبتكر رئيسي، قادر على المنافسة على المستوى الدولي.
وتؤكد الإمارات والسعودية من خلال 'K2 Think' و'علّام' أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على الابتكار التقني، بل يمتد ليشمل بناء القدرات البشرية، وتعزيز البحث العلمي، وإرساء إطار تنظيمي يضمن الاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة.
كما تفتح هذه المبادرات 'آفاقاً واسعة للشركات الناشئة والمطورين والمستثمرين في المنطقة، وتدفع نحو بناء منظومة متكاملة للذكاء الاصطناعي تشمل تطوير النماذج، وتشغيلها محلياً، وإتاحة التطبيقات العملية للقطاعين العام والخاص'، بحسب تقرير لـ'الجزيرة نت'.
وتشير المعطيات إلى أن دول الخليج تبرز اليوم كقاطرة للابتكار في الشرق الأوسط، مع مشاريع تضع المنطقة في صدارة المنافسة الرقمية العالمية، وتخلق فرصاً اقتصادية واجتماعية ضخمة على المدى الطويل.