«المسمار الأخير» في «نعش الرحيل»!

عمرو عبيد (القاهرة)

خسر ليونيل ميسي المباراة الثالثة على التوالي في «الكلاسيكو»، أمام غريمه ريال مدريد، خلال منافسات «الليجا»، للمرة الأولى في مسيرة «البرغوث» مع برشلونة، حيث لم يسبق له التعرض لهذا السقوط المتتالي أمام «الملكي» في الدوري الإسباني، بل إنه لم يخسر 3 مباريات متعاقبة أمامه في مختلف البطولات، حتى عندما فشل في قيادة «البلوجرانا» للفوز أو التعادل عدة مرات، في مواجهة «الريال» خلال موسم 2012-2013، لم يتحقق هذا الرقم السلبي أبداً وقتها، حيث خسر مرتين في كأس الملك، لكنه فاز في «الليجا»، وعندما سقط قبلها في السوبر الإسباني، أدرك التعادل في الدوري، ويبدو أن «الميرنجي» يريد أن يضع المسمار الأخير في نعش الرحيل المرتقب لـ «ساحر كتالونيا»، إذا قرر مغادرة أبواب ناديه المفضل في الصيف المقبل!

الغريب أن البداية جاءت مختلفة تماماً، مقارنة بالوضع الراهن، لأن ميسي كان حاضراً فوق مقاعد البدلاء، ابن 17 عاماً، عندما فاز «البارسا» في «الكلاسيكو» خلال نوفمبر عام 2004، بثلاثية نظيفة وقّع عليها رونالدينيو وإيتو وفان برونكهورست، وبعد عام كامل، بدأ ليو أساسياً أمام «الملكي» في نوفمبر 2005، ليشهد فوزاً مكرراً بالنتيجة ذاتها في «الليجا»، إلا أنه شارك هذه المرة بإيجابية، صانعاً الهدف الأول للكاميروني إيتو، بجانب تقديم أداء هجومي رائع، قبل أن يسجل البرازيلي الساحر، رونالدينيو، ثنائية بارعة وقتها، وانطلق بعدها قطار ميسي بنجاح، ليبلغ محطته رقم 45 في تاريخ مواجهاته أمام «الريال»، مُسجلاً 19 انتصاراً و11 تعادلاً، مقابل الخسارة 15 مرة، ولا يزال «البرغوث» يحمل الرقم القياسي في عدد الأهداف التي أحرزها أي لاعب خلال «الكلاسيكو»، بإجمالي 26 هدفاً، وكذلك لقب «أفضل صانع» بـ14 تمريرة حاسمة.

والطريف أن الرئيس «المُنقذ»، خوان لابورتا، بدأ عهده الحالي مثلما استهل فترته الأولى عام 2003، بخسارة «الكلاسيكو» أيضاً، وبنفس النتيجة، حيث تولى مقعد الرئاسة الكتالوني للمرة الأولى، في يونيو 2003، قبل 6 أشهر من مواجهة ريال مدريد في الدوري، التي خسرها برشلونة في عقر داره، بنتيجة 1-2، بعدما سجل الثنائي البرازيلي التاريخي، روبرتو كارلوس ورونالدو «الظاهرة» هدفين، بينما اكتفى الهولندي كلويفرت بإحراز هدف وحيد قبل النهاية بـ8 دقائق، وعاد لابورتا بعد 18 عاماً ليشهد «السيناريو المكرر»، بالخسارة ذاتها في «الليجا»، لكن في ملعب «الريال» هذه المرة.

ويشير التاريخ إلى احتلال «البارسا» وصافة الدوري خلال موسم 2003-2004، وهو ما لا يتمناه لابورتا أبداً هذه المرة، لأن فقد لقب «الليجا» الحالي، قد يُعجل باتخاذ أسطورة الفريق، ليو ميسي، قرار الرحيل نهاية الموسم، لاسيما أن مواجهة الأسبوع المقبل في نهائي كأس الملك، أمام أتلتيك بلباو، ليست سهلة على الإطلاق، لأن «الأسود» خسر لقب النسخة الماضية المؤجلة أمام سوسيداد، وسبق له الإطاحة بـ «البلوجرانا» من السوبر الإسباني في بداية العام الجاري، ومن المؤكد أن خروج برشلونة «صفر اليدين» من الموسم الجاري، لن يكون في مصلحة «ملف تجديد البرغوث»، الذي يضعه لابورتا في المقام الأول من أجل مشروعه الجديد الخاص بـ «القلعة الكتالونية».