الضربة الإسرائيلية لإيران.. هل اقتربت؟

أشارت تقديرات إسرائيلية مختلفة إلى أن تل أبيب باتت أقرب من أي وقت إلى المضي في مسار إجباري يقود لتوجيه ضربة عسكرية تستهدف البرنامج النووي الإيراني، مع تقدم طهران نحو تطوير قدرات صناعة سلاح نووي. وأدى إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اكتشاف يورانيوم مخصب بنسبة 84% في مواقع لم تعلن عنها إيران من قبل، وغياب أفق العودة إلى الاتفاق النووي الذي كانت ترفضه إسرائيل بصيغته السابقة، إلى ازدياد مؤشرات إقدام تل أبيب على استهداف إيران بعمل عسكري.

وفي حين ترفض الولايات المتحدة الأمريكية حتى اللحظة، تلبية مطالب إسرائيل بضرورة وضع خيار عسكري لوقف البرنامج النووي على الطاولة، شارك الجيشان الأمريكي والإسرائيلي الشهر الماضي في تدريبات ومناورات واسعة، حاكت سيناريوهات عدة من بينها تعزيز قدرات عملياتية تحتاجها إسرائيل في حال شنت هجوماً عسكرياً على إيران.

مسار حتمي وبحسب صحيفة 'جيروزاليم بوست' الإسرائيلية فإن برنامج إيران النووي على بعد أسابيع فقط من قدرته على إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع أول قنبلة نووية تعمل بكامل طاقتها، مضيفة 'يجب أن تكون هذه الأخبار المقلقة قد وضعت إسرائيل وواشنطن في حالة تأهب قصوى'.

OPINION: The Iranian regime is preparing for the day after a potential Israeli strike on its nuclear facilities. And so should the US government.

Read more>>>https://t.co/hVjdra3UIQ — The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) March 22, 2023 وقالت الصحيفة: 'لسنوات كان قادة إيران منفتحين بشأن رغبتهم في محو إسرائيل من الخريطة، وقد يكون لديهم قريباً الوسائل للقيام بذلك، بينما تعهدت إسرائيل بمنع النظام الإيراني من الحصول على أخطر سلاح في العالم من خلال الدبلوماسية والعقوبات'.

ولفتت الصحيفة إلى أنه وبعد فشل الدبلوماسية في إحباط طموحات طهران النووية، فإن تل أبيب التي كانت تستعد أيضاً لتنفيذ ضربة عسكرية أخيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية، ستجد نفسها مضطرة لهذا الخيار، لافتة إلى أن طهران باتت تستعد لهذا السيناريو.

وأشارت تقديرات إسرائيلية سابقة إلى ما قد يدفع تل أبيب لتسريع تحركها ضد إيران، هو التعاون الروسي الإيراني الذي يحدث بالفعل في تطوير طائرات بدون طيار انتحارية هجومية دقيقة للغاية، وربما تطوير صواريخ باليستية برأس حربي مناور، والصواريخ التي تفوق سرعة الصوت، التي يصعب اعتراضها من قبل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية. تحرك إسرائيلي ونقل موقع 'إكسيوس' الأمريكي عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن 'إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والعديد من الدول الأوروبية أن إيران ستدخل منطقة خطرة قد تؤدي إلى ضربة عسكرية إسرائيلية إذا قامت بتخصيب اليورانيوم فوق مستوى 60٪'.

وأضاف أن 'إسرائيل في الأشهر الأخيرة صعدت من تهديداتها الخاصة والعلنية بعمل عسكري ضد طهران في محاولة واضحة لردع الدولة عن تصعيد برنامجها النووي إلى أبعد من ذلك'.

وقال المسؤول الإسرائيلي بحسب إكسيوس إن 'الحكومة الإسرائيلية لا تحدد خطاً أحمر علنياً في الوقت الحالي، كما فعل نتانياهو في خطابه أمام الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) 2012'.

وبحسب الموقع الأمريكي 'قال مسؤولان إسرائيليان إن نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت طلبا من وزير الخارجية الأمريكي لويد أوستن، خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل الإسراع في تسليم أربع ناقلات من طراز KC-46 اشترتها إسرائيل من الولايات المتحدة العام الماضي'، مؤكدين أن إسرائيل بحاجة إلى الناقلات، التي تستخدم للتزود بالوقود الجوي، استعداداً لضربة عسكرية محتملة في إيران.

قلق أمريكي وأشارت صحيفة 'يديعوت أحرنوت' في وقت سابق، إلى أن إدارة الرئيس بايدن، أبدت قلقاً بشأن التحركات التي قد تتخذها الحكومة الإسرائيلية التي قد تشن هجوماً على إيران بسبب تخصيب اليورانيوم إلى مستوى قنبلة تقريباً، وربما أيضاً للخروج من الأزمة السياسية الداخلية.

وأوضحت أن واشنطن، أوفدت اثنين من كبار الشخصيات في البنتاغون، هما رئيس الأركان الأمريكي مارك ميلي ووزير الدفاع لويد أوستن إلى إسرائيل، للتوضيح وإجراء محادثات للتنسيق مع كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية، ومع كبار المسؤولين السياسيين في إسرائيل.

وبحسب الصحيفة، فإن البيت الأبيض والبنتاغون يخشيان أن تفاجئ الحكومة الحالية الولايات المتحدة وتجرها إلى صراع عسكري في الشرق الأوسط، في حين أن أمريكا وحلفاؤها يستثمرون معظم مواردهم للحرب في أوكرانيا، وفي 'الحرب الباردة' مع الصين.

وتقول الصحيفة: 'من وجهة نظر أمريكية، الوضع الآن مشابه لما كان عليه في 2010-2012، عندما كان باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة، وخطط رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ثم وزير الدفاع إيهود باراك لمهاجمة إيران'.