اخبار الإمارات
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
طه العاني - الخليج أونلاين
- ما الهدف من 'دبي بودفست 2025'؟
تعزيز بيئة حوارية تجمع المبدعين وصنّاع القرار.
- ما القيمة التي تضيفها ورش العمل إلى الحدث؟
تزويد المشاركين بأدوات عملية وخبرات دولية تساعدهم على تطوير محتوى احترافي.
تفرض التحولات الرقمية في المشهد الإعلامي واقعاً جديداً يفتح المجال أمام البودكاست ليصبح من أسرع القطاعات نمواً في العالم العربي؛ فقد تحول المحتوى الصوتي خلال سنوات قليلة إلى مساحة للتأثير وتبادل الأفكار، مدفوعاً بانتشار المنصات الرقمية وزيادة تفاعل الجمهور الشاب مع أشكال الإعلام الجديدة.
وفي هذا السياق، يواصل 'دبي بودفست' ترسيخ مكانته كأكبر تجمع عربي يخصص برامجه لمناقشة مستقبل البودكاست وسبل دعمه ليواكب متطلبات الصناعة الإعلامية الحديثة.
صناعة البودكاست
ويشكّل 'دبي بودفست 2025'، الذي انطلق في 30 سبتمبر الماضي، منصة سنوية ينظمها نادي دبي للصحافة، بهدف متابعة التطورات المتسارعة في صناعة المحتوى الصوتي عربياً.
وأوضحت نائبة رئيس مجلس دبي للإعلام والمديرة العامة للنادي، منى غانم المرّي، في تصريح لوكالة الأنباء الإماراتية 'وام'، في 28 سبتمبر 2025، أن أجندة هذا العام جاءت لطرح 'المسائل الجوهرية' التي تهم العاملين في المجال، سواء من حيث الفرص الاستثمارية أو التحديات التنظيمية والتقنية، وصولاً إلى صياغة مسارات واضحة تضمن استدامة هذا القطاع.
وتؤكد المرّي أن البودكاست يمثل واحداً من أكثر القطاعات الإعلامية نمواً واهتماماً لدى الجمهور العربي، مشيرة إلى أن الهدف من الحدث هو تعزيز بيئة حوارية تجمع المبدعين وصنّاع القرار، بما يسمح بتوسيع نطاق التأثير الإيجابي للمحتوى الصوتي محلياً وإقليمياً ودولياً.
من جهتها أشارت مديرة نادي دبي للصحافة، مريم الملا، لـ'وام' إلى أن الأجندة الحالية تستلهم دور دبي كمنصة للإبداع ومركز للتطوير الإعلامي، حيث لا يقتصر عمل النادي على متابعة التحولات، بل يسعى إلى المشاركة في صياغة مستقبل الإعلام عبر تمكين المبدعين ودعم مشاريعهم.
أما مديرة 'دبي بودفست'، محفوظة عبد الله، فبيّنت أن نسخة 2025 ضمّت إلى جانب الجلسات النقاشية ورش عمل متخصصة يقودها خبراء ومسؤولو منصات كبرى، تهدف إلى إشراك الجمهور في تجربة عملية تتيح الاطلاع على قصص نجاح واقعية، وتقدم نصائح مباشرة حول كيفية تطوير محتوى احترافي قادر على المنافسة.
ويتوزع برنامج الحدث على جلسات رئيسية غطت مختلف جوانب الصناعة، من بينها جلسة 'أرباح خارج الصندوق' بمشاركة رئيس 'بودكاست موفمنت'، برايان بارليتا، والرئيس التنفيذي لمنصة 'بوديو'، ستيفانو فلاحة، إلى جانب جلسة 'إعلام يصنع الوعي' التي يستعرض خلالها عمار تقي تجربته مع بودكاست 'الصندوق الأسود'.
كما تناولت جلسات أخرى قضايا مستقبل البث المباشر ودور المنصات الرقمية والإعلانات في دعم صناعة البودكاست.
ويولي الحدث كذلك اهتماماً للجانب الاجتماعي والإنساني من خلال جلسات تناقش دور البودكاست في رفع الوعي بالصحة النفسية، إضافة إلى ورش عمل حول بناء الشبكات العربية الجديدة وتجارب صُنّاع محتوى تمكنوا من تحويل أفكارهم إلى مشاريع مؤثرة تخطت حدود المنطقة.
واختتم 'دبي بودفست' فعالياته بجلسة بعنوان 'الفن والإبداع بين الصوت والكاميرا'، التي تسلط الضوء على التفاعل المتزايد بين الإنتاج الصوتي والمرئي في ظل تكامل المنصات الإعلامية.
مستقبل الإعلام
ويقول الخبير التقني وصانع المحتوى، المهندس أحمد طه طاهر، إن 'دبي بودكاست' يمثل نقطة مفصلية في تطور المحتوى الصوتي العربي، مؤكداً أن استضافة هذا الحدث الضخم تعزز من رؤية ومصداقية القطاع.
ويرى طاهر أن تجميع صناع المحتوى من مختلف الدول يرسل إشارة واضحة بأن البودكاست العربي بات يستحق أن يؤخذ على محمل الجد في المشهد الإعلامي الدولي.
ويضيف لـ'الخليج أونلاين' أن المؤسسات العربية بدأت تهتم بـ 'البودكاست' وتسلط الأضواء على استراتيجيات التوسع والابتكار في مجالات متعددة، حيث إن هذا الحدث يساهم في جذب الانتباه الدولي واستضافة خبراء من منصات عالمية، مما يفتح الباب أمام انتقال المحتوى العربي إلى منصات دولية، ويسلط الضوء على قصص النجاح المحلية.
ويوضح طاهر أن لورش العمل دوراً أساسياً في نقل المعرفة والخبرات العملية، حيث تتيح للمشاركين التجربة الفعلية التي تتجاوز مجرد الشرح النظري. ويرى أن هذه الورش توفر خبرة عملية في إنتاج الحلقات، واستخدام أدوات التحرير، وصولاً إلى مناقشة استراتيجيات التسويق والنمو.
ويشير إلى أن ورش العمل تساهم بشكل كبير في بناء شبكات العلاقات المهنية الضرورية لضمان عدم عشوائية العمل، مع إمكانية وجود جوانب تخصصية (مثل سرد القصص الصوتية أو استراتيجيات التسويق) لتعزيز كفاءة المشاركين.
كما يعتقد المهندس طاهر أن الحدث يخلق أرضية مناسبة لجذب الاستثمارات عبر إبراز الفرص التجارية بنماذج ناجحة وواقعية للمستثمرين.
ويلفت إلى أن الحدث يخلق حلقات وصل فعّالة بين المبدعين والمستثمرين، ويرى أن إطلاق مبادرات دعم للشباب (مثل منصة 'انسات') يهدف إلى بناء منظومة دعم فني وتسويقي متكاملة للمجتمع الصوتي العربي، مما يسهم في رفع القيمة السوقية الإعلامية العربية ككل.
ويقول طاهر إن الحدث يعزز التكامل عبر التحول من البودكاست الصوتي إلى المرئي المختلط، وهو ما يمثل مرحلة تطور كبيرة في الإنتاج الإعلامي. ويشدد على ضرورة وجود شراكات بين المنصات الصوتية والفيديوهات، مستدلاً بدخول شركات كبرى مثل 'نتفليكس' إلى مجال البودكاست.
ويختتم بالقول: 'هذا التطور يؤكد أن البودكاست هو مستقبل الوسائط المتعددة، حيث يتم دمج الصوت والصورة معاً، بعكس ما كان سائداً سابقاً، وهو توجه تتبناه الآن أغلب الدول العربية'.
ورش العمل
وتمثل ورش العمل ركناً محورياً في برنامج 'دبي بودفست 2025'، إذ حرص نادي دبي للصحافة على تخصيص مساحة واسعة للتدريب العملي واستعراض الخبرات الدولية ضمن النسخة الخامسة من الحدث.
ويأتي تنظيم هذه الورش في إطار الجهود الرامية إلى تمكين صناع المحتوى الصوتي في المنطقة، وتعزيز مكانة دبي كمركز إقليمي للإعلام الرقمي، خاصة مع تزامن انعقاد الملتقى مع اليوم العالمي للبودكاست الذي يحتفي به صنّاع المحتوى حول العالم.
وأوضحت مديرة 'دبي بودفست'، في 16 سبتمبر 2025، أن مشاركة كبرى الشركات والمنصات الإعلامية في هذه الورش تمثل قيمة مضافة للحدث، مؤكدة أن الهدف منها هو تقديم خبرات عربية ودولية ملهمة، وتزويد المشاركين بالأدوات العملية التي تساعدهم على بناء محتوى احترافي قابل للاستمرار والانتشار.
ولفتت، في تصريحها لـ'وام'، إلى أن هذه الجلسات التدريبية صُممت بحيث تكون امتداداً لمساعي نادي دبي للصحافة لدعم المواهب الإعلامية الناشئة، ومنحها الفرصة للتفاعل المباشر مع خبراء عالميين.
وشارك في ورش العمل شركات ومنصات رائدة من بينها 'يوتيوب'، و'تيك توك'، و'بوديو'، و'الورشة'، و'دولبي'، و'مايكس'، و'بود هيروز'، و'بودكاست تحت الضغط'، و'شبكة الإذاعة العربية'، و'TVC'، ما يعكس اتساع شبكة الشركاء الذين يسهمون في تطوير الصناعة على المستويين العربي والدولي.
وتوزعت الورش على 3 مسارات رئيسية، تتمثل في المهارات الإبداعية لسرد القصص، والأعمال والاستراتيجية التي تتناول أسس تطوير المشاريع الصوتية عبر فهم سلوك الجمهور وتحليل البيانات، وتعلّم آليات الترويج وكسب التغطية الإعلامية وغير ذلك.
وسلّط مسار التقنية والإنتاج الضوء على أدوات متقدمة لإنتاج محتوى عالي الجودة، ومن ذلك توظيف الذكاء الاصطناعي في الكتابة والتحرير باستخدام التقنيات الحديثة، إلى جانب تصميم الصوت والبث المباشر لتعزيز التفاعل مع الجمهور.
وسعت الورش إلى تقديم رؤية شاملة تغطي مختلف مراحل صناعة البودكاست، من تطوير الفكرة وتقديمها بأسلوب مبتكر، وصولاً إلى بناء استراتيجيات نمو مدروسة واستخدام أحدث الأدوات التقنية لتقديم محتوى قادر على المنافسة إقليمياً وعالمياً.
يذكر أن دبي كشفت، في يناير 2025، عن المقر الرئيسي للمبدعين في أبراج الإمارات، بدعم من صندوق دعم منشئي المحتوى بقيمة 40.8 مليون دولار، بهدفاستقطاب واحتضان المؤثرين وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات البث الرقمي، وصناع المحتوى الصوتي 'البودكاست' والعاملين في الفنون البصرية، وغيرهم.