ما أهم القطاعات التي تجمع بين الإمارات وهولندا؟

كمال السلامي - الخليج أونلاين

- ما جديد العلاقات الثنائية بين الإمارات وهولندا؟

رئيس وزراء هولندا مارك روته يزور الإمارات ويلتقي الشيخ محمد بن زايد، ويعقد اجتماعاً لتطوير العلاقات التجارية والاستثمارية.

- كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين الإمارات وهولندا؟

معدل التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين وصل خلال العام الماضي 2022، إلى 4.6 مليارات دولار بنسبة نمو 7.2% عن العام السابق.

- كم عدد الشركات الهولندية العاملة في الإمارات؟

هناك 350 شركة هولندية تعمل في عدة مجالات بدولة الإمارات.

واحد وخمسون عاماً مرت من عمر العلاقات الثنائية بين الإمارات ومملكة هولندا، شهدت الكثير من التعاون والشراكات في مختلف المجالات، خصوصاً المجال الاقتصادي، حيث أصبحت الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لهولندا على مستوى المنطقة العربية.

واليوم يسعى البلدان إلى تطوير علاقاتهما الثنائية لتصل إلى آفاق أبعد في مختلف المجالات، خصوصاً في ظل حالة الانسجام والتطابق في العديد من القضايا والمواقف، كما هو حال قضايا البيئة والمناخ والطاقة والاستدامة.

وتأتي زيارة رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، إلى الإمارات ولقائه برئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومسؤولين إماراتيين آخرين، لتضع أساساً لمزيد من التقدم في العلاقات.

مصالح مشتركة

الاستثمار والاقتصاد، والتعليم والثقافة والتكنولوجيا والطاقة المتجددة، والتنمية المستدامة والبيئة والمناخ، كلها مجالات تسعى الإمارات وهولندا إلى تعزيز وتوسيع الفرص والشراكة فيها.

وخلال لقاء الرئيس الإماراتي ورئيس وزراء هولندا جرى بحث أوجه الصداقة والتعاون الاستراتيجي، وإمكانية تنميته وتعزيزه، فضلاً عن مناقشة مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.

كما أعرب محمد بن زايد عن تطلعه إلى أن تسهم الزيارة في دفع مسار العلاقات 'الإماراتية – الهولندية' إلى الأمام في جميع المجالات الحيوية التي يطمح إليها البلدان، وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية 'وام'.

وشدد الجانبان خلال اللقاء على 'أهمية تعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام والأخوة الإنسانية بين الشعوب، والعمل المشترك من أجل دعم المبادئ العالمية للتسامح والتعايش السلمي لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة للجميع'.

وتعليقاً على اللقاء، قال الشيخ محمد بن زايد، في حسابه على منصة 'إكس'، إنه بحث مع رئيس وزراء هولندا العلاقات الثنائية والفرص الواعدة لتنميتها في جميع المجالات.

وأضاف: 'تربطنا بهولندا علاقات تعاون بناء نمضي إلى تعزيزها لخدمة مصالحنا المشتركة وتطلعات شعبينا نحو التنمية والازدهار'.

وفي ظل اهتمام الدولتين بقضايا البيئة والمناخ والطاقة المتجددة والاستدامة، بحث الزعيمان مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ 'cop28' الذي تستضيفه الإمارات نهاية العام الجاري.

رئيس وزراء هولندا أكد بدوره حرص بلاده على تعزيز التعاون مع الإمارات فيما يتعلق بالتنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة والأمن الغذائي والعمل المناخي وغيرها من المجالات.

كما أكد مارك روته، خلال اجتماعٍ عقده مع وزير التجارة الخارجية الإماراتي، ثاني بن أحمد الزيودي، أن الإمارات وهولندا 'تربطهما الكثير من القواسم المشتركة، فالدولتان اشتهرتا تاريخياً بكونهما مركزين تجاريين منفتحين على العالم، إضافة إلى أن لكل منهما تأثيراً عالمياً كبيراً كعضو فاعل في المجتمع الدولي'.

وتُعد الشركات الهولندية من أكبر العاملين في التجارة والصناعة وخاصة في مجالات النفط والغاز والموانئ وبناء الجزر واستصلاح الأراضي الزراعية في الإمارات، في حين تتركز الاستثمارات الإماراتية في هولندا، في قطاع الطاقة والموانئ وقطاع الطيران.

التبادل التجاري

أصبحت الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لهولندا على المستوى العربي، حيث استحوذت على 15% من إجمالي تجارة هولندا مع الدول العربية خلال عام 2022، وفقاً لموقع 'الإمارات اليوم'.

ولفت رئيس دولة الإمارات خلال لقائه برئيس الوزراء الهولندي إلى أن معدل التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين وصل، خلال العام الماضي 2022، إلى 4.6 مليارات دولار بنسبة نمو 7.2%، مقارنة بعام 2021.

وتعد هولندا الوجهة الأولى للصادرات الإماراتية غير النفطية على مستوى دول الاتحاد الأوروبي، باستحواذها على ما يقرب من ثلث صادرات الإمارات غير النفطية إلى دول الاتحاد الأوروبي خلال عام 2022، وفقاً لوكالة 'وام' الإماراتية.

وحالياً يوجد في الإمارات قرابة 350 شركة هولندية تعمل في مجالات حيوية، في حين أكد وزير الدولة للتجارة الخارجية بالإمارات، ثاني بن أحمد الزيودي، أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين 'تنمو بوتيرة متسارعة نحو مستويات أكثر زخماً، وبما يصب في تحقيق أهداف الأجندة التنموية لكلا البلدين'.

ولفت الوزير الزيودي، خلال لقائه روته، إلى أن التجارة البينية غير النفطية بين البلدين وصلت، خلال النصف الأول من عام 2023، إلى أكثر من 11.2 مليار درهم (3.05 مليارات دولار)، بنسبة نمو بلغت 20.4% مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2022.

وخلال الاجتماع أيضاً جرى مناقشة سبل 'زيادة حجم التبادل التجاري غير النفطي بينهما، وتعزيز الشراكات الاقتصادية القائمة، واستكشاف شراكات جديدة، وتنويع وتوسيع مظلة التعاون الاستثماري في القطاعات الاستراتيجية ومن بينها الطاقة المتجددة وصناعة الفضاء والذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال والتكنولوجيا المالية والزراعية والتنقل الذكي'.

كما بلغت قيمة الاستثمارات الهولندية في الإمارات، وفقاً لوزير التجارة الخارجية الإماراتي، 14.6 مليار درهم (3.97 مليارات دولار) حتى نهاية 2020، فيما بلغت قيمة الاستثمارات الإماراتية في هولندا نحو 55 مليار درهم (14.97 مليار دولار) حتى نهاية 2021.

اقتصاد المستقبل

ويبدو الاهتمام أكبر بتنمية فرص الاستثمار في اقتصاد المستقبل بين البلدين، وفي هذا السياق أكد رئيس الوزراء الهولندي أنه 'من المنطقي أن تركز العلاقات بين البلدين بقوة على التعاون البناء في التجارة والاستثمار في قطاعات اقتصاد المستقبل، خصوصاً أن الدولتين لديهما طموحات كبيرة فيما يتعلق بالهيدروجين الأخضر، ولهذا السبب نعمل على تعزيز العلاقات الثنائية لإنشاء ممر للهيدروجين الأخضر في المستقبل'.

وفي منتصف يناير الماضي، وقعت شركة 'مصدر' الإماراتية اتفاقيات مع ميناء أمستردام، وشركات 'سكاي إن آر جي' و'آيفوس أمستردام' و'زينيث إنرجي'، لاستكشاف سبل تطوير سلسلة توريد الهيدروجين الأخضر بين أبوظبي وأمستردام، بهدف دعم احتياجات السوق الهولندية وأوروبا.

وبموجب تلك الاتفاقيات الجديدة ستتعاون كل من الشركة الإماراتية والشركات الهولندية لتطوير سلسلة توريد الهيدروجين الأخضر، مع التركيز على الإنتاج في أبوظبي والتصدير لهولندا عبر ميناء أمستردام، وفقاً لمجلة 'الطاقة'.

بدوره دعا وزير التجارة الخارجية الإماراتي الشركات الهولندية إلى الاستفادة من المزايا والحوافز التي يقدمها الاقتصاد الوطني، للنمو والتوسع في أسواق الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ومن بينها برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعتها الإمارات، مؤكداً أنها 'تسعى لتوقيع المزيد'.

علاقات تاريخية

خلال استقباله رئيس وزراء هولندا، مارك روته، في أبوظبي، أكد رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد على متانة العلاقات التي تجمع دولة الإمارات ومملكة هولندا، مشيراً إلى أن البلدين احتفلا خلال العام الماضي بمرور 50 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية.

وتعود العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وهولندا إلى العام 1972 بعد تأسيس اتحاد دولة الإمارات، حيث عينت المملكة الهولندية أول سفير لها غير مقيم في 24 مايو 1972، في حين عينت الإمارات أول سفير لها غير مقيم لدى هولندا عام 1973.

وفي 1977 افتتحت هولندا سفارتها في أبوظبي، وعينت أول سفير مقيم في أبوظبي عام 1987، في حين ظلت الإمارات معتمدة على السفراء غير المقيمين إلى سبتمبر 2002، حيث تم افتتاح سفارة دولة الإمارات في لاهاي رسمياً، في حين سلّم علي السويدي أوراق اعتماده سفيراً مقيماً لدولة الإمارات لدى هولندا في نوفمبر 2003.

وقبل هذا كانت هناك علاقات ثنائية بين هولندا والإمارات إلى حقبة القرن الخامس عشر، وفقاً لموقع 'وزارة الخارجية الإماراتية'، وفي خمسينيات القرن الماضي، وقعت شركة 'شل' عدداً من العقود للتنقيب عن النفط في إمارة أبوظبي، وبعد نشوء دولة الإمارات، زادت حركة الاستثمار والتجارة بين البلدين.