الأسهم الأميركية تستعيد ذاكرة الأداء الإيجابي

شريف عادل (واشنطن)

هدَّأت البيانات الاقتصادية الصادرة حديثاً في أميركا من روع المستثمرين، بعد أن أرسلت للأسواق إشارات تستبعد إجراء رفع مبالغ فيه لمعدلات الفائدة، فارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية محققةً أرباحٍ أسبوعية، وشهد مؤشر إس آند بي 500 أفضل أيامه منذ شهر مايو 2020، الذي شهد بداية انتعاش الأسواق في أعقاب صدمة ظهور فيروس كوفيد-19 وانتشاره في الأراضي الأميركية التي عصفت بأسواق الأسهم والسندات وقتها.

وفي تعاملات آخر أيام الأسبوع، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من ثمانمائة نقطة، وتسارعت مكاسبه خلال الساعة الأخيرة من التعاملات، ليبتعد عن أدنى مستويات تم تسجيلها خلال تعاملات الأسبوع السابق، ويسجل أول مكاسب أسبوعية منذ شهر مايو.

وخلال الأسبوع المنتهي بلغت مكاسب مؤشر داو جونز الصناعي إلى 5.4%، وارتفع مؤشر إس آند بي 500 الصناعي بنسبة 6.5%، بينما تجاوزت مكاسب مؤشر ناسداك، الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا التي عانت كثيراً خلال الأشهر الأخيرة، نسبة 7.5%.

وجاءت التحركات الإيجابية للأسهم الأميركية في آخر أيام الأسبوع الذي تلا أسوأ أسابيع الأسهم الأميركية منذ شهر مايو 2020، والذي شهد تراجع المؤشر العام للأسهم الأميركية بنسبة تجاوزت 5.8%.

وشهدت المؤشرات الرئيسية خلال الأسبوع المنتهي أول مكاسب أسبوعية في الأسابيع الأربعة الأخيرة، ليزداد عدد المحللين الذين يعتقدون أن الأسوأ قد مضى، بينما تمسك البعض الآخر بنظرتهم التشاؤمية فيما يخص أسعار الأسهم في الفترة المقبلة.

وفي مذكرة لعملائه، قال كريس سنيك، محلل الأسواق بمركز الأبحاث وولف ريسيرش إنه ما زال يعتقد أن ارتفاعات الأيام الأخيرة لا تعدو أن تكون «ارتفاعات مؤقتة في سوق هابطة، بعد أن زادت عمليات البيع بصورة مبالغ فيها خلال الفترة الأخيرة»، مؤكداً احتفاظ شركته بنظرتها المرتبطة بتوقعات انخفاض أسعار الأسهم على المدى المتوسط «على أن يكون ذلك على وقع أخبار ارتفاع احتمالات دخول الاقتصاد الأميركي في ركود ومراجعة الشركات لتوقعات الربحية فيها».

وتراجعت أسعار الأسهم مطلع الشهر الجاري بسبب مخاوف من تسبب سياسات البنك الفيدرالي الهادفة لكبح جماح أكبر تضخم في أكثر من أربعين عاماً في دخول الاقتصاد الأميركي في ركود. لكن الانخفاضات الكبيرة دفعت متصيدي الصفقات لشراء الأسهم منخفضة السعر.

وفي حالة غريبة، اعتُبرت الأخبار السيئة فيها أخباراً جيدة، عززت بعض الأرقام الاقتصادية الأسوأ من المتوقع آمال المستثمرين في ابتعاد البنك الفيدرالي عن التشدد الذي ظهر في المؤتمر الصحفي التالي لاجتماع مجلس إدارته الأخير.

ورغم مكاسب الأيام الأخيرة، ما زال مؤشر إس آند بي 500 أقل من مستواه عند بداية العام بنحو 18%، بينما اقتربت خسائر مؤشر ناسداك من 27%، ومؤشر داو جونز الصناعي من 14% خلال نفس الفترة.