اخبار الإمارات
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٤ أيار ٢٠٢٣
يوسف حمود - الخليج أونلاين
متى قامت الوحدة اليمنية؟
عام 1990.
ما الذي يطالب به الانتقالي الجنوبي؟
الانفصال عن شمال اليمن.
ماذا عن المواقف الدولية؟
أكدت وقوفها إلى جانب الوحدة اليمنية.
أصبحت الوحدة اليمنية بين شمال البلاد وجنوبه، الضحية الأبرز للنزاع الدائر منذ ثمان سنوات في البلد العربي، حيث يتجه أحد أهم منجزات الشعب اليمني في التاريخ الحديث للتلاشي شيئاً فشيئاً، وليصبح أقرب إلى اسمٍ على ورق، وسط غموض دولي حول ما يُحاك لهذا البلد ووحدته.
وقبل ثلاثة أيام من الذكرى الـ33 لوحدة اليمن، كانت علامات الاستفهام المطروحة حول بيان القمة العربية الأخيرة في السعودية، الذي تجاهل ضمنياً طلب الحكومة اليمنية إدراج مصطلح 'الالتزام بوحدة اليمن وسيادته'، واكتفت بالتأكيد على 'دعم كل ما يضمن أمن واستقرار الجمهورية اليمنية' دون الإشارة لبند الوحدة.
ويتزامن حلول ذكرى الوحدة خلال الأعوام القليلة الأخيرة مع انتكاسةٍ مستمرة وغير مسبوقة لآخر ما تبقى من ملامح الدولة اليمنية، حيث إن حضور المجلس الرئاسي والحكومة الشرعية يقتصر على المحافظات الجنوبية، وهو شكلي، مع تصعيد الانتقالي خطواته نحو إعلان مطلبه بالانفصال.
تهنئة ولكن..
حظيت ذكرى الوحدة اليمنية في الذكرى الـ33 لتحقيقها في 22 مايو 1990، بدعم دولي، تجلى في التهنئة التي بعثها الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، بمناسبة العيد الوطني عيد الوحدة اليمنية.
وفي برقية مماثلة نشرتها سفارة باريس في اليمن عبر 'تويتر'، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن 'اليمن مِلْك لكل اليمنيين، وعودة الاستقرار تتطلب إعادة بناء دولة في خدمة جميع مواطني هذا البلد، واستقراره مهم للمجتمع الدولي بأسره'.
كما تلقى العليمي برقية تهنئة من كل من قادة دول الخليج، وتزينت العديد من العواصم العربية بألوان العلم اليمني، أبرزها على أبراج لوسيل في دولة قطر، وبرج خليفة في مدينة دبي، ومبنى أدنوك في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وأبراج الكويت، وجسر عبدون في الأردن.
لكن اللافت للنظر تجاهل البيان الختامي للقمة العربية الـ32 التأكيد على وحدة وسلامة أراضي اليمن، والذي طلبته الحكومة اليمنية في مسودة قدمتها للقمة العربية، واكتفى بالقول: 'التأكيد على دعم كل ما يضمن أمن واستقرار الجمهورية اليمنية، ويحقق تطلعات الشعب اليمني الشقيق، ودعم الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية'.
وكان 'إعلان قمة الجزائر'، في نوفمبر 2022، أكد على 'دعم الحكومة الشرعية'، وشدد على ضرورة 'تحقيق تسوية سياسية شاملة تضمن وحدة اليمن وسيادته واستقراره وسلامة أراضيه'.
عاصفة الانتقالي.. وخطاب صادم
يحكم الانفصاليون قبضتهم العسكرية والسياسية على عدن ومحافظات لحج والضالع وسقطرى وشبوة وأجزاء واسعة من أبين، فيما تحافظ حضرموت المهرة على خيطٍ رفيع مع الوحدة اليمنية في الوقت الحالي، وسط تنامي النزعات الانفصالية المتسلحة بالثروة النفطية والمواقع الاستراتيجية.
لكن مؤخراً بدأ عيدروس الزبيدي، رئيس ما يسمى بـ'المجلس الانتقالي الجنوبي'، تحركاته بشكل أوسع لكسب الشخصيات الجنوبية المؤثرة، حيث أعلن في ختام مؤتمر عقد في عدن (8 مايو 2023)، توقيع رؤساء وممثلي مكونات سياسية جنوبية 'ميثاقاً وطنياً' يمهد للانفصال عن شمال البلاد، فيما قاطعها ورفضها مكونات جنوبية أخرى.
ومتجاهلاً منصبه كعضو في المجلس الرئاسي اليمني الذي رعته السعودية، أعلن خلال زيارته إلى حضرموت (20 مايو) إصدار قرارات بصفته رئيساً للانتقالي، بإعادة هيكلة المجلس الانفصالي، وتعيين شخصيات موالية له ضمن قيادات المجلس.
ولعل ما أثار حفيظة اليمنيين، هو ما تضمنه خطاب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، في كلمته بمناسبة ذكرى الوحدة، حينما برر فيه سلوك الجماعات الساعية للانفصال، بوصفهم أنهم، اليوم، 'محقون في الالتفاف خلف قضيتهم، بعد أن انحرف مسار المشروع الوحدوي، وأفرغ من مضمونه وقيمته التشاركية بعد حرب 94'.
تحديات كبيرة
يؤكد الباحث السياسي نجيب السماوي، أن تحديات كبيرة تعيشها الوحدة كرمز وطني والدولة اليمنية بشكل عام، مشيراً إلى وجود ما أسماه بـ'الانهيار المتسارع للدولة وللشرعية الممثلة لها'.
وفي حديثه لـ'الخليج أونلاين'، يؤكد أن أي تفكير من الانتقالي باللجوء إلى 'الانفصال بالقوة، سيكلفه تكاليف باهظة مالية وبشرية، ناهيك عن أن سلوك هذا المنحى سيفقد دعاة الانفصال المشروعية السياسية لمطالبهم'.
ويضيف: 'لا يمكن أن يحصلوا على الانفصال مالم يكن لديهم رعاية ومساندة خارجية لمشروعهم، بشكل معلن في المحافل الإقليمية والدولية، وهو ما لم نجده في البيانات الدولية المهنئة بذكرى الوحدة'.
ويوضح: 'تعتبر تهنئة روسيا والصين وفرنسا تحديداً للعليمي بمناسبة الوحدة، صفعة كبيرة للانتقالي الذي عمل خلال السنوات الأخيرة على تكثيف زياراته خصوصاً لبكين، في محاولة للتذكير بالشيوعية التي كانت تسيطر جنوب البلاد'.
وفي ذات السياق لا يستبعد أن تتحول اليمن إلى إقليمين شمالاً وجنوباً، وحينها قد يكسب الانفصاليون مرادهم بالتهيئة للانفصال كلياً، إلا أنه في الوقت ذاته يرى ذلك غير متوقعاً لأسباب منها 'أن الحوثيون كمكون رئيسي في المعادلة السياسية التي يعمل عليها المجتمع الدولي، لن يوافقوا على ذلك، حتى لو دفعهم الأمر ربما للدخول بقواتهم مرة ثانية إلى جنوب البلاد'.
ومع ذلك يقول السماوي: 'كافة المؤشرات تؤكد أن تقرير مصير اليمن، سواء بشكل الدولة المرتقبة أو طريقة إنهاء الحرب وتقاسم السلطة، قد أصبح كله في أيدي لاعبين إقليميين ودوليين، وسط غموض واسع حول الصورة النهائية المرسومة لليمن'.
