اخبار الإمارات
موقع كل يوم -سي ان ان عربي
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يفتتح معرض 'فن أبوظبي' أبوابه الشهر المقبل، ويستقبل فنانين ومعارض فنية من جميع أنحاء العالم.
انطلق المعرض لأول مرة في العام 2007، تحت اسم 'ArtParis Abu Dhabi'. ومنذ ذلك الحين، أصبح ركيزة أساسية في التقويم الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ففي شهر نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام، يتحوّل مركز منارة السعديات الثقافي، في جزيرة السعديات، إلى ملتقى للفنون، حيث يضمّ صالات عرض، وفنوناً تكليفية وتجهيزات فنية خاصة بالمكان، ويجمع بين الأسماء البارزة والمواهب الناشئة من المنطقة وخارجها.
لكن قبل وصول الزوّار وكشف الأعمال الفنية، تدور خلف الكواليس عملية دقيقة تمتد لأشهر عدة من التخطيط والشحن والتنسيق، لتحويل المكان إلى نقطة التقاء عالمية بين الفنانين والقيّمين على المعارض وجامعي المقتنيات الفنية.
وقالت عفراء المطيري، رئيسة وحدة برامج 'فن أبوظبي'، لـCNN: 'تستغرق تحضيراتنا عاماً كاملاً، وتبدأ باختيار الفنانين خلال الأشهر الأولى من كلّ عام.'
بعد ذلك، يكلّف الفريق الفنانين بابتكار وتطوير أعمال جديدة للمعرض، مع توفير التمويل والدعم الإشرافي لهم.
وأوضحت: 'تتضمّن المرحلة التالية زيارات ميدانية لمواقع مختلفة في الإمارة، حيث يستلهم الفنانون من خلالها أفكارهم من البيئة والثقافة المحلية.'
وبمجرد الانتهاء من تحديد المفاهيم، يشرع الفنانون في تطوير وتنفيذ أعمالهم، وتستمر هذه المرحلة أشهرًا عديدة.
وبحلول شهر أكتوبر/ تشرين الأول، تكون معظم الأعمال الفنية أصبحت في مراحلها النهائية، جاهزة للشحن والتركيب وعرضها أمام الجمهور قبل افتتاح المعرض.
وأوضحت المطيري أن ما يراه الزوار خلال بضعة أيام، 'يُمثّل عاماً كاملاً من التعاون والتخطيط والتفاني' من جانب فريق العمل والفنانين.
ويُعدّ ضمان وصول كل عمل فني في الوقت المُحدّد أحد أكبر التحدّيات.
وأوضحت المطيري: 'يُقيم العديد من الفنانين خارج الإمارات، وفي هذا العام وحده، تصل أعمال من دول مختلفة مثل كولومبيا وأستراليا وألمانيا والبحرين'.
ولفتت إلى أنّ لوجستيات النقل والتأمين والجمارك تشكّل جزءًا أساسيًا من عملية التخطيط، مشيرة إلى أنّ 'جميع الأعمال الفنيّة مغطاة بتأمين شامل من نقطة الاستلام إلى نقطة التسليم، يحميها في كل مرحلة من مراحل التعامل معها، من التجميع والشحن إلى التركيب والعرض'.
ويلعب تصميم المكان دورًا مهمًا في استقبال الزوار، حيث يضم مركز منارة السعديات 5 صالات رئيسية، يتم تنسيق مواضيع كلّ منها بعناية لضمان تجربة سلسة ومترابطة.
وقالت المطيري: 'يتّسع تصميم المعرض هذا العام لـ140 صالة عرض، إضافة إلى معرضي Beyond Emerging Artists وGateway'.
ويدعم برنامج 'Beyond Emerging Artists' ثلاثة فنانين ناشئين مقيمين في الإمارات من خلال الإرشاد وتكليف أعمال جديدة، بينما يقدّم معرض 'Gateway' أعمال فنانين محليين ودوليين.
'عملية حية'
يعتبر التحضير مهمًا بالنسبة لعصام كرباج، وهو فنان مشارك في برنامج 'Beyond Emerging Artists' للعام 2025.
ولد عصام كرباج في سوريا، وتلقّى تدريبه في الفنون الجميلة والعمارة وتصميم المسرح بدمشق وسانت بطرسبرغ ولندن، ويعمل ويعيش في مدينة كامبريدج بالمملكة المتحدة.
وقد عُرضت أعماله على المستوى الدولي، بدءًا من المتحف البريطاني ومتحف فيكتوريا وألبرت في لندن، إلى متحف بروكلين في نيويورك، وغالبًا ما تتناول أعماله مواضيع النزوح، والذاكرة وتراكم الزمن.
وقال لـCNN: 'بدأ التخطيط للمعرض في وقت مبكر.. تم التواصل معي في وقت سابق من هذا العام لأكون مرشدًا، الأمر الذي منحني مساحة واسعة للتفكير في دوري، ليس فقط كمرشد، بل أيضًا كمساهم في المشهد الفني العام للمعرض.'
ووصف منهجيته كالتالي: 'بالنسبة للعمل الذي كُلِّفت به، كانت الزيارة الميدانية إلى دولة الإمارات ضرورية.. فقد سمحت لي باستيعاب الفروق المكانية والبيئية، وهو ما يؤثر مباشرة على كيفية تصوّر عملي وتنفيذه.'
وأضاف أنّ التجهيز الفني 'عملية حية.. فلكلّ مساحة إيقاعها وعمارتها وأجواءها الخاصة، وأُرحب بالفرصة للتفاعل مع هذه الخصائص.'
كما شدّد كرباج على أهمية التعاون، بالقول: 'أُقدّر كثيرًا تبادل الأفكار المفتوح مع المنسّقين والمنظّمين، وأعتبر هذه العلاقات إبداعية مشتركة وليست مجرد علاقات تجارية بحتة.'


































