اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
27 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: عادت أربيل إلى مركز الضغط السياسي داخل بغداد بفعل نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة والتحركات التي رافقتها، مع بروز الحزب الديمقراطي الكردستاني كقوة مفصلية تضيف نقطتين أساسيتين إلى رصيدها: المقاعد البرلمانية والعلاقات الإقليمية والدولية.
وأسفرت الانتخابات عن حصول الكتل الكردية، كافة، على 58 مقعداً من أصل 329 في مجلس النواب، مع تمركز مقاعد الكرد — الأغلبية — في محافظات إقليم كردستان إضافة إلى بعض المحافظات المتنازع عليها.
ووتصدر الديمقراطي النتائج في الإقليم، بفوزها بعدد معتبر من المقاعد في أربيل ودهوك، متقدمة على الاتحاد الوطني وبقية الكتل الكردية.
وولّد هذا التمركز إقراراً متجدداً لدور أربيل كوسيط سياسي قد يُستخدم لتشكيل تحالفات برلمانية وحكومية، خصوصاً مع تأكيد بعض المحللين أن الكتل الشيعية التي لم تعد تملك أغلبية واضحة (220 مقعداً) باتت بحاجة إلى شركاء من الأكراد والسنة لتمرير ترشيح رئيس الوزراء أو تشكيل حكومة.
وأطلق مسؤول كردي بارز حديثاً حجة أن قوة الديمقراطي لا تأتي فقط من عدد المقاعد، بل من سعيه لتوسيع قاعدة الدعم لتشمل ناخبين غير كرد، ما أعطاه زخم انتخابي غير مسبوق ووضعه في موضع 'وسيط وطني' محتمل.
وأدى هذا الموقف إلى تحولات في جدول اللقاءات بين بغداد وأربيل، مع زيارات من زعامات شيعية وسنية، ما يشير إلى إعادة حساب دور الإقليم في المعادلة السياسية الوطنية، دون أن تتضمن هذه الجولة حتى الآن زيارة إلى مناطق نفوذ الاتحاد الوطني مثل السليمانية، مما يعكس تهميشاً نسبيّاً لهذا الشريك الكردي.
ووسّع محللون هذا الواقع في القول إن أربيل قد تمنح نفسها «ثلثاً ضماناً ومعطّلاً» في تشكيل الحكومة، ليس فقط عبر رئاسة الجمهورية — وهو التقليد المتبع منذ 2005 — بل أيضاً عبر لعب دور مؤثر في تحديد الكتلة الأكبر وحسم التوافقات على رئاسة الوزراء.
وتؤكد هذه الديناميكية أن القوى الشيعية، رغم ارتباطها ببعض فصائل المقاومة، لم تعارض علناً رغبة الولايات المتحدة في تعزيز أهمية الديقراطي الكردستاني، وهو ما يجعل من الحزب الكردي جسراً محتملاً لموازنة النفوذ الإقليمي والدولي، وضمان دعم غربي للحكومة المرتقبة.
وفي ضوء هذا الواقع تبدو أربيل، وليس فقط كردستان التاريخية، محط أنظار الأطراف السياسية العراقية التي تسعى لتثبيت ائتلاف حاكم قادر على تجاوز الانقسام التقليدي بين الشيعة والسنة، مع ضمان مشاركة كردية متوازنة تمنح الاستقرار.
About Post Author
moh moh
See author's posts






































