متابعات – نبض السودان

كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت عبر موقع 'ساينس آليرت' أن التعرض المستمر للضوء الصناعي ليلًا في المدن الكبرى، مثل أضواء الشوارع والمباني، قد يضاعف من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، في نتيجة تُسلط الضوء على خطر بيئي صامت لم يُحسب له حساب من قبل.

عينة واسعة ومتابعة طويلة

أُجريت الدراسة على أكثر من 88 ألف شخص ارتدوا أجهزة استشعار ضوئية في معصمهم لرصد مدى تعرضهم للإضاءة الليلية على مدار أسبوع كامل، وتمت متابعة حالتهم الصحية بشكل منتظم على مدى 9.5 سنة، مما يمنح نتائج الدراسة دقة وموثوقية عالية.

وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعات وفقًا لمستويات الضوء الذي تعرضوا له خلال الليل، لتقييم العلاقة بين شدة الضوء الليلي ومعدلات الإصابة بأمراض القلب.

أمراض قلبية أكثر انتشارًا بين المتعرضين للضوء

وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين تعرضوا لأعلى مستويات من الإضاءة الصناعية ليلًا، كانوا أكثر عرضة للإصابة بعدد من الأمراض القلبية الخطيرة، شملت:

مرض الشريان التاجي

النوبات القلبية

قصور القلب

الرجفان الأذيني

السكتات الدماغية

النساء والشباب أكثر تضررًا

وأوضحت الدراسة أن تأثير الضوء الليلي كان متفاوتًا حسب الفئات العمرية والجنس؛ إذ كانت العلاقة بين الضوء الليلي وخطر الإصابة بقصور القلب والشريان التاجي أكثر وضوحًا لدى النساء، بينما ظهر تأثير أكبر على الرجفان الأذيني لدى المشاركين الأصغر سنًا.

اضطراب الساعة البيولوجية هو السبب المحتمل

أرجع الباحثون هذه التأثيرات الصحية إلى اضطراب الساعة البيولوجية للإنسان نتيجة التعرض للضوء الليلي. فالساعة البيولوجية تتحكم في عدد كبير من وظائف الجسم الحيوية، مثل ضغط الدم، ونظام النوم، وتحمل الغلوكوز، وبالتالي فإن تعطيل هذه الإيقاعات اليومية يؤثر بشكل مباشر على صحة القلب.

عوامل الخطر الأخرى أُخذت في الاعتبار

لضمان دقة النتائج، قام الفريق البحثي باستبعاد تأثير العديد من العوامل الأخرى المرتبطة بأمراض القلب، مثل:

التدخين

النظام الغذائي

استهلاك الكحول

النشاط البدني

الحالة الاقتصادية والاجتماعية

الاستعداد الوراثي

دعوة لمزيد من الأبحاث

في ختام الدراسة، دعا الباحثون إلى إجراء أبحاث مستقبلية تتناول التأثيرات الطويلة المدى للضوء الصناعي الليلي على صحة الإنسان، مؤكدين أن هذه الظاهرة قد تكون أحد المحركات الخفية لوباء أمراض القلب في المدن.