اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشفت ثلاثة مصادر متطابقة من مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور عن قيام مليشيا الدعم السريع بإنشاء معتقلات سرية داخل عدد من أحياء المدينة، تُدار بإشراف ضباط نافذين في القوة، وتُخصص لاحتجاز مدنيين وعسكريين سابقين خارج أي إطار قانوني.
احتجاز خارج القانون داخل منازل سكنية
وقال شاهد عيان فضّل حجب اسمه إن أحد أقاربه دخل في خلاف مع أفراد من الدعم السريع داخل حوش المرور شمال المدينة، فبادر أحد العناصر باتهامه بالانتماء لجهاز نظامي والتعاون مع الجيش السوداني، ليتم اعتقاله فورًا. وأضاف أن ذوي المعتقل بحثوا عنه لستة أيام قبل أن يعثر عليه ضابط نافذ محتجزًا داخل منزل بحي الرياض شمال نيالا، في ظروف وصفت بالغامضة، بحسب “دارفور24”.
انتشار مراكز احتجاز داخل أحياء متعددة
وبحسب الشاهد، تُحتجز أعداد من المدنيين داخل منازل تقع في أحياء التضامن والثورة والرياض والمستقبل والمطار، وتتولى الحراسات عناصر يرتدون الزي المدني ويحملون أسلحة خفيفة. وأوضح أن ذوي بعض المعتقلين يُخاطَبون أحيانًا بعروض لتسوية التهم مقابل دفع مبالغ مالية.
اختطاف من المنازل ونقل إلى معتقلات سرية
وفي سياق متصل، أفاد قريب أحد المعتقلين بحي التضامن بأن عنصرًا في استخبارات مليشيا الدعم السريع يُدعى خضر اعتقل زوج شقيقته من داخل منزله ونقله إلى معتقل داخل أحد منازل حي المستقبل. وبيّن أن المعتقل هو ضابط شرطة برتبة ملازم أول، وأن طلب ضمه للشرطة الفيدرالية التابعة للدعم السريع كان قد رُفض سابقًا، ليتم اعتقاله لاحقًا. وأضاف أن الأسرة بحثت عنه في كل المعتقلات المعروفة دون جدوى، قبل أن يُرشدهم أحد الضباط إلى مكان احتجازه، مؤكداً أنه لا يزال رهن الاعتقال.
شهادات من داخل القوة تكشف طبيعة هذه المراكز
من جهته، كشف مقاتل سابق بالدعم السريع ” أن ضباطًا في القوة أنشأوا هذه المعتقلات داخل منازل بالأحياء السكنية، ويُحتجز فيها كل من يعترض طريقهم أو يرفض أوامرهم، سواء من المدنيين أو العسكريين السابقين، تحت تهم “الانتماء للجيش” أو “التعاون مع القوة المشتركة”. وأضاف أن عشرات المنازل تُستخدم كمواقع للاحتجاز والتعذيب والتحقيق قبل نقل المحتجزين إلى معتقلات دقريس غرب نيالا أو إلى مقار جهاز المخابرات العامة والشرطة الأمنية شرق المدينة.
دقريس.. أحد أسوأ مراكز الاحتجاز في دارفور
وأكد المصدر أن أحياء التضامن والرياض والمستقبل والمطار والثورة تُعد الأكثر احتضانًا لهذه المعتقلات، ويُحتجز داخل كل منزل ما بين أربعة إلى عشرة أشخاص، مشيرًا إلى أن قيادة مليشيا الدعم السريع على علم تام بهذه الممارسات، إلى جانب ضباط نافذين وآخرين من الرتب المتوسطة. ويُعد معتقل دقريس، الواقع على بُعد 20 كيلومترًا جنوب غربي نيالا، من أسوأ مراكز الاحتجاز في مناطق سيطرة الدعم السريع بدارفور، حيث يُحتجز داخله آلاف المدنيين والعسكريين في أوضاع إنسانية قاسية وفق روايات معتقلين سابقين.


























