لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ١٩ أيار ٢٠٢٥
تخيل أن جسمك يبدو في كامل عافيته بينما ينمو بداخله خطر خفي قد يفتك بصحتك على المدى الطويل. هذا هو الواقع المرير الذي يواجهه الكثيرون ممن يحملون فيروسات التهاب الكبد B و C.
غالبا ما تكون هذه الفيروسات صامته في المراحل الأولى من الإصابة، فلا تظهر أعراض واضحة تدل على وجودها. ونتيجة لذلك، قد يعيش الأشخاص المصابون سنوات طويلة دون أن يدركوا حقيقة حملهم لهذا العدو الخفي الذي يفتك بالكبد وينشر العدوى إلى الآخرين دون علمهم.
من هنا، تبرز أهمية يوم فحص التهاب الكبد، الذي يتم الاحتفاء به في 19 مايو كل عام. يسعى هذا اليوم إلى تسليط الضوء على هذه المشكلة الصحية الخفية والخطيرة. إنه نداء موجه للجميع للإقبال على إجراء الفحص الطبي البسيط الذي يمكن أن يكشف عن حقيقة الإصابة ويمنح راحة البال لمن هم سليمون.
أسباب التهاب الكبد
إن الكشف المبكر عن الإصابة بفيروسات التهاب الكبد يحدث فرقا جوهريا في مسار العلاج والوقاية من المضاعفات. لكن قبل كل ذلك، من المهم التعرف على ما هي أسباب التهاب الكبد؟
الفيروسات
تتسبب بعض الفيروسات التي تصيب الكبد مباشرة في الإصابة بالتهاب الكبد. ويعتبر هذا هو السبب الشائع والرئيسي للإصابة.
التهاب الكبد الكحولي
ينتج التهاب الكبد الكحولي عن الإفراط في تناول الكحول على مدى فترة طويلة. ويعد أحد الأسباب الرئيسية أيضا للإصابة بالتهاب الكبد.
التهاب الكبد الدهني غير الكحولي
يرتبط هذا السبب بتراكم الدهون في الكبد وليس بسبب الكحول. غالبا ما يرتبط بالسمنة والسكري وارتفاع الكوليسترول.
التهاب الكبد المناعي الذاتي
يحدث هذا عندما يهاجم الجهاز المناعي في الجسم خلايا الكبد عن طريق الخطأ.
التهاب الكبد الناتج عن الأدوية والسموم
يمكن أن ينتج هذا النوع من الالتهابات عن بعض الأدوية والمواد الكيميائية أن تلحق الضرر بالكبد وتسبب التهابه.
اضطرابات التمثيل الغذائي
بعض الأمراض الوراثية التي تؤثر على كيفية معالجة الجسم للمعادن أو المواد الأخرى يمكن أن تؤدي إلى التهاب الكبد.
أعراض التهاب الكبد
للأسف، تبين أن ملايين الأشخاص كانوا يحملون فيروسات التهاب الكبد B أو C دون علمهم، وأن الكثيرين لم يلاحظوا أعراض التهاب الكبد حتى وصلت حالتهم إلى مراحل متأخرة. لذلك، نستعرض معكم ما هي أعراض التهاب الكبد؟
الإرهاق والتعب الشديد
يعد الشعور بالتعب والإرهاق غير المبرر من الأعراض الشائعة لالتهاب الكبد. قد يشعر الشخص بضعف عام ونقص في الطاقة حتى بعد الراحة الكافية.
اليرقان
سيتمثل في اصفرار الجلد وبياض العينين. وينتج اليرقان عادة عن تراكم مادة البيليروبين في الدم نتيجة لعدم قدرة الكبد على معالجتها بشكل فعال.
البول الداكن
يمكن أن يصبح لون البول داكنا بشكل غير طبيعي. غالبا ما يوصف هذا اللون بلون الشاي أو الكولا، وذلك بسبب زيادة إفراز البيليروبين في البول.
البراز الشاحب أو فاتح اللون
على العكس من البول الداكن، يمكن أن يصبح لون البراز شاحبا أو فاتحا جدا نتيجة لانخفاض إفراز الصفراء في الأمعاء.
آلام البطن
يمكن أن يشعر الشخص بألم أو انزعاج في الجزء العلوي الأيمن من البطن، حيث يقع الكبد. قد يكون هذا الألم خفيفا أو حادا ومستمرا أو متقطعا.
الغثيان والقيء
يمكن أن يعاني بعض الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد من الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ.
فقدان الشهية
قد يؤدي التهاب الكبد إلى فقدان الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام.
الحكة الجلدية
يعاني بعض الأشخاص من حكة في الجلد، والتي قد تكون ناتجة عن تراكم البيليروبين أو مواد أخرى في الدم.
آلام المفاصل والعضلات
في بعض أنواع التهاب الكبد، خاصة الأنواع الفيروسية، قد يعاني الأشخاص من آلام في المفاصل والعضلات.
الحمى الخفيفة
يمكن أن يصاحب بعض حالات التهاب الكبد ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم.
تشخيص التهاب الكبد
على الرغم من عدم وجود علاج شاف له حتى الآن، إلا أن التشخيص المبكر يتيح السيطرة على نشاط الفيروس وتجنب تطور مشاكل صحية خطيرة في المستقبل. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي التحاليل المطلوبة لالتهاب الكبد؟ أو بشكل عام ما هي الفحوصات التي تدل على التهاب الكبد؟
التاريخ الطبي والفحص البدني
يقوم الطبيب بالاستفسار عن الأعراض التي يعاني منها المريض، والتاريخ الطبي وعوامل الخطر المحتملة.
اختبارات الدم
تقيس هذه الاختبارات مستويات إنزيمات الكبد، والتي تكون مرتفعة عادة في حالة التهاب الكبد. يمكن أيضا استخدام اختبارات الدم لتحديد نوع التهاب الكبد الفيروسي.
فحوصات مهمة
تتمثل هذه الفحوصات في الموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي. ويمكن أن تساعد هذه الفحوصات التصويرية في تقييم حجم وشكل الكبد والكشف عن أي تشوهات.
خزعة الكبد
في بعض الحالات، يمكن أن يتم أخذ عينة صغيرة من أنسجة الكبد لفحصها تحت المجهر لتحديد مدى تلف الكبد وسبب الالتهاب.
علاج التهاب الكبد
نشأ يوم فحص التهاب الكبد كمبادرة لمكافحة هذه المشكلة الصحية الصامتة والخطيرة التي تهدد حياة الملايين. ولكن ما هو علاج التهاب الكبد؟ مع التأكيد على أن العلاج يرتبط بنوع التهاب الكبد.
التهاب الكبد الفيروسي الحاد A و E
عادة ما يشفى من تلقاء نفسه مع الرعاية الداعمة، والتي تشمل الراحة وشرب الكثير من السوائل وتجنب الكحول والأدوية التي يمكن أن تضر الكبد.
التهاب الكبد الفيروسي المزمن B و Cو D
تتوفر علاجات مضادة للفيروسات يمكن أن تساعد في السيطرة على الفيروس وتقليل تلف الكبد. بالنسبة لالتهاب الكبد C، يمكن للعلاجات الحديثة أن تحقق الشفاء في معظم الحالات.
يتطلب هذا النوع في البداية التوقف عن شرب الكحول. وقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من التهاب كبد كحولي حاد إلى دخول المستشفى.
يركز علاج هذا النوع على تغيير نمط الحياة، مثل فقدان الوزن واتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
يتم علاج هذا النوع بأدوية تثبط الجهاز المناعي.
يتضمن التوقف عن تناول الدواء، أو تجنب السم المسبب للالتهاب.
في النهاية، من المهم التأكيد على إن فحص التهاب الكبد ليس مخصصا فقط لمن يشعرون بأعراض المرض، بل هو إجراء وقائي ضروري للجميع، لأن أي شخص معرض لحمل الفيروس دون أن تظهر عليه أية علامات. لذلك، يوصي الأطباء بضرورة إجراء فحص التهاب الكبد مرة واحدة على الأقل لكل شخص بالغ.