في فاجعة هزّت الوسط الرياضي العالمي، لقي النجم البرتغالي دييغو جوتا، مهاجم نادي ليفربول الإنجليزي، مصرعه عن عمر ناهز 28 عامًا، إثر حادث سير مروّع في شمال غرب إسبانيا، أودى بحياته وحياة شقيقه الأصغر أندريه سيلفا، البالغ من العمر 26 عامًا.

وكان الشقيقان يستقلان سيارة من طراز لامبورغيني حين انحرفت عن الطريق بالقرب من مدينة ثامورا الإسبانية، قبل أن تشتعل فيها النيران، لتتحول الرحلة التي كان من المفترض أن تكون بداية فصل جديد في حياة النجم المتألق إلى نهاية مأساوية.

رحلة عودة لم تكتمل

جوتا، الذي تزوج حديثًا من شريكة حياته روت كاردوزو، وترك خلفه ثلاثة أطفال، كان في طريقه للعودة إلى ليفربول بعد قضاء فترة راحة في بلده الأم، البرتغال، وبدلاً من السفر جوًا، اختار السفر بحرًا عبر ميناء سانتاندير الإسباني، بناءً على توصية طبية بعد خضوعه لجراحة دقيقة في الرئة لعلاج حالة 'استرواح الصدر' (انهيار جزئي للرئة اليمنى).

وكان من المقرر أن يستقل الشقيقان العبّارة إلى بورتسموث، ومنها إلى ليفربول، حيث كان جوتا يستعد للانضمام إلى تدريبات ما قبل الموسم الجديد، والمقررة في الثامن من يوليو.

احترافية حتى اللحظة الأخيرة

وبحسب تصريحات أخصائي العلاج الطبيعي ميغيل غونسالفيش، الذي تابع حالة جوتا الصحية، فإن اللاعب أصرّ على تأجيل الجراحة حتى نهاية الموسم، حرصًا على دعم فريقه في سباق الدوري الإنجليزي، كما شارك مؤخرًا كبديل في نهائي دوري الأمم الأوروبية، الذي حسمته البرتغال أمام إسبانيا بركلات الترجيح.

وأكد غونسالفيش، الذي ودّع الشقيقين قبل ساعات من الحادث، أن جوتا كان متفائلًا، ومتحمسًا للعودة، وقد أظهر التزامًا استثنائيًا بخطة التعافي.

كما نفى بشكل قاطع الشائعات التي تداولتها بعض المنصات حول وجود سلوك غير مسؤول قبيل الحادث، مؤكدًا أن الرحلة كانت منظمة وهادئة، وأن أندريه رافق شقيقه بدافع الدعم والمرافقة.

من فرحة الزفاف إلى مأساة الرحيل

وقبل 11 يومًا فقط من الحادث، احتفل جوتا بزفافه في مدينة بورتو، وسط أجواء عائلية دافئة، حيث شارك صورًا مؤثرة مع زوجته وأطفاله الثلاثة، وكتب تعليقًا على إحدى الصور: 'نعم إلى الأبد – 22 يونيو 2025'.

وفي الليلة ذاتها التي سبقت الحادث، أجرى جوتا مكالمة هاتفية مع رئيس ناديه الأول 'غوندومار'، ألبارو سيركيرا، الذي وصفه بأنه 'نموذج للتواضع والالتزام'، مضيفًا: 'كان يعيش لحظة سعادة حقيقية، وكان يخطط للعودة إلى ليفربول بكل حماس'.

وداع حزين في مسقط الرأس

من المقرر أن يُقام عزاء الشقيقين اليوم، 4 يوليو، في بلدة ساو كوزمي، على أن تُشيّع الجنازة صباح الغد في كنيسة 'إيغريجا ماتريز دي غوندومار'، وسط حالة من الحزن العميق بين الأهل والأصدقاء والجماهير التي تابعت مسيرة جوتا منذ بداياته وحتى تألقه في الملاعب الأوروبية.

برحيل دييغو جوتا، يفقد عالم كرة القدم أحد أبرز نجومه في السنوات الأخيرة، لاعبًا جمع بين الموهبة والانضباط، وبين الحلم والواقع، قبل أن يخطفه القدر في لحظة لم يكن فيها سوى الأمل في الأفق.