شمال كردفان- نبض السودان

أكدت وزارة الصحة بولاية شمال كردفان استقرار الأوضاع الصحية بالولاية رغم استمرار تفشي وباء الكوليرا، في وقت أعلنت فيه تسجيل 82 حالة إصابة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، مما رفع العدد التراكمي للإصابات إلى 6075 حالة منذ بدء الانتشار.

وأوضحت وزيرة الصحة بالولاية، الدكتورة إيمان مالك،، أن 'الأوضاع الصحية بشمال كردفان مستقرة تمامًا'، على الرغم من الضغوط المتزايدة التي فرضها المرض، خصوصًا في المناطق التي تشهد انقطاعًا مستمرًا للكهرباء، مما أدى إلى توقف محطات مياه الشرب النقية عن العمل، وهو ما يُعدّ من الأسباب الرئيسة لزيادة الإصابات، بحسب 'الترا سودان'.

استمرار العلاج وارتفاع عدد المتعافين

وأشارت الوزيرة إلى أن هناك حاليًا 275 حالة تتلقى العلاج في مراكز العزل الصحية المنتشرة في الولاية، بينما بلغ عدد المتعافين من الكوليرا حتى الآن 5326 حالة، في مؤشر إيجابي يعكس فعالية التدخلات الصحية المستمرة.

ورغم التحسن النسبي في عدد حالات الشفاء، فإن عدد الوفيات المسجلة نتيجة تفشي المرض ارتفع إلى 457 حالة، ما يعكس حجم الخطر الذي ما يزال يهدد صحة السكان في الولاية، خاصة مع محدودية الموارد وضعف البنية التحتية الصحية.

تفشي الكوليرا في ولايات متعددة

ولا تقتصر الكارثة الصحية على شمال كردفان وحدها، إذ تشهد أجزاء واسعة من السودان انتشارًا حادًا لوباء الكوليرا، بما في ذلك ولاية الخرطوم وسنار والجزيرة وجنوب دارفور، ما تسبب في إصابة آلاف المواطنين ووفاة مئات الحالات، وفقًا لبيانات وزارة الصحة السودانية.

وتُواجه هذه الولايات ظروفًا إنسانية وصحية صعبة بسبب الانهيار المتواصل في الخدمات، والنقص الحاد في المياه الصالحة للشرب، وانعدام الصرف الصحي الملائم، إضافة إلى ضعف حملات التوعية في المجتمعات المحلية.

وصول شحنة من لقاحات الكوليرا

وفي تطور مهم لمجابهة الأزمة، أعلنت وزارة الصحة السودانية أنها تسلّمت يوم الخميس 19 يونيو الجاري، شحنة من لقاحات الكوليرا تُقدَّر بثلاثة ملايين جرعة، وهي مقدمة من لجنة التنسيق الدولية لتنسيق مكافحة الكوليرا، في خطوة تهدف إلى السيطرة على انتشار المرض عبر إطلاق حملات تطعيم تستهدف المناطق الأكثر تأثرًا.

وتُعد هذه الشحنة جزءًا من المساعدات الدولية التي تعمل على دعم جهود السودان في مواجهة الأزمات الصحية المتكررة، خاصة في ظل الحرب والانهيار المؤسسي الذي يشل مفاصل الدولة.

تحذيرات ومناشدات عاجلة

في ظل هذه الظروف، ناشدت منظمات إنسانية وهيئات طبية بضرورة توفير دعم عاجل لنظام الرعاية الصحية في السودان، وتوفير مياه الشرب النظيفة، ورفع مستوى حملات الوقاية والتطعيم، لمنع مزيد من انتشار الكوليرا، خاصة مع دخول موسم الأمطار الذي عادةً ما يزيد من مخاطر الأمراض المنقولة بالمياه.

كما دعا أطباء ومسؤولون محليون إلى ضرورة الإسراع في إعادة تشغيل محطات المياه وتوفير التيار الكهربائي، وفتح ممرات آمنة لوصول الفرق الطبية والمواد العلاجية إلى المناطق المتضررة.