اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ١٤ أيار ٢٠٢٥
كان محمد حمدان دقلو المعروف بـ'حميدتي' ذات يوم شخصية تثير انتباه السودانيين لم تكن خطاباته تمر مرور الكرام بل كان البعض يترقبها يستأنس ببساطة مفرداته ويبتسم لضربه للأمثال الشعبية ويجد فيه رجل قادم من عمق المجتمع قادر على التعبير عن هموم البسطاء بل إن كثيرين صدقوا وعوده واحترموه رغم خلفيته العسكرية الخارجة عن المألوف.
لكن شيئا فشيئا بدأت تلك الصورة تتشوه ثم تنهار كانت البداية مع مجزرة القيادة العامة حين انطفأت أرواح الشباب في ساحة الحلم وتلطخت الأرض بدماء من خرجوا منهم ضد نظام الانقاذ، ومنذ تلك اللحظة بدأ الشعب يرى الحقيقة بلا رتوش لم يكن حميدتي حامي لهم بل جلاد في لباس المنقذ.
ما يدفعني إلى هذه القصة هو ما جاء في الحوار الذي أجراه عدد من الزملاء الصحفيين مع قائد درع الوطن أبو عاقلة كيكل والذي أكد فيه أن المتمرد حميدتي ما زال على قيد الحياة.
لكن السؤال الحقيقي الآن لم يعد هل مات حميدتي أم لا؟
السودانيون بقلوبهم المثقلة تجاوزوا هذا السؤال منذ زمن ما عادت حياته أو وفاته تشغلهم فما فعله وقواته بالبلاد لا يُنسى ولا يُغتفر.
لقد خلف وراءه مآسي وجراح مفتوحة ملايين المشردين واللاجئين أسر مكلومة فتيات انتهكت حرماتهن أحياء نهبت منازل دمرت وقيم إنسانية سُحقت تحت أقدام مليشيات لا تعرف سوى القوة والسلاح والوحشية.
يقول البعض إن الشعب السوداني طيب وسينسى ولكن من يرددون هذا القول إما واهمون أو لا يعرفون هذا الشعب، نعم نحن شعب طيب نتسامى ونعفو ولكننا أيضا شعب حر يعرف الظلم حين يراه ويحفظ الذاكرة حين تداس كرامته كيف ينسى شعب لم يسلم فيه بيت من الأذى؟ من يستطيع أن يطالب بالعودة إلى ما قبل منتصف أبريل وكأن شيئاً لم يكن؟!
رسالة الشعب السوداني اليوم واضحة لن تعود عقارب الساعة إلى الوراء لن يُفرض علينا خيار لا نريده ولن نقبل أن يكافأ القاتل أو يغسل وجه الجلاد.
إنها كلمة الشعب
وإرادة الشعب السوداني لا تنكسر.
لن تخون دماء الشهداء، ولن تذهب أرواحهم هباء.
الشيء الوحيد الذي يمكن أن يقبله هذا الشعب هو استسلام المليشيا ومحاسبة كل من تورط في الجرائم، صغيراً كان أم كبيراً، لا مكان لهم في مستقبل السودان فالكلمة الأخيرة للشعب وقد قالها وسيظل يرددها حتى آخر رمق في آخر مدافع عن هذا الوطن.
ولنا عودة