مباشر- شهد الين الياباني ارتفاعاً ملحوظاً خلال تعاملات يوم الاثنين، 29 ديسمبر 2025، متجهاً لتحقيق مكاسب للجلسةالخامسة من أصل ست جلسات. وجاء هذا التحسن مدفوعاً بتقييم الأسواق لمستقبل السياسة النقدية في طوكيو، عقب صدور محضر اجتماع بنك اليابان الذي كشف عن مناقشات جادة بين صناع السياسة حول ضرورة مواصلة رفع أسعار الفائدة، بحسب ما ذكرته'رويترز'.

وكان البنك المركزي قد فاجأ الأسواق في وقت سابق من هذا الشهر برفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 0.75%، وهو أعلى مستوى له منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، في إشارة واضحة على عزمه التخلي عن سياسات التيسير النقدي الطويلة.

وعززت تصريحات وزيرة المالية، ساتسوكي كاتاياما، من قوة العملة اليابانية، حيث أكدت أن الحكومة تمتلك 'حرية التصرف' الكاملة للتعامل مع أي تحركات مفرطة أو غير مبررة للين.

وساهمت هذه التلميحات بالتدخل في وقف نزيف العملة أمام الدولار، رغم أن خبراء استراتيجيين يرون أن شروط التدخل الفعلي -مثل التقلبات الحادة والعنيفة- قد لا تكون متوفرة حالياً في ظل التداولات الضعيفة التي تسبق عطلة رأس السنة، مما يجعل التحركات الحالية مجرد 'عمليات فنية' في لحظات السوق الأخيرة.

مخاوف مالية وضغوط على العملة

على الرغم من التفاؤل برفع الفائدة، يرى اقتصاديون في 'أبولو جلوبال مانجمنت' أن الين لا يزال يُتداول بمستويات أضعف مما تبرره فروق أسعار الفائدة وحدها. ويعزو المحللون ذلك إلى تزايد المخاوف بشأن الوضع المالي العام لليابان في بيئة تتسم بارتفاع تكاليف الاقتراض.

وكان الين قد سجل أدنى مستوى له في شهر عند 157.77 مقابل الدولار قبل أيام، مما أعاد إلى الأذهان ذكريات تدخل يوليو 2024، عندما اضطرت السلطات للتدخل بعد وصول العملة إلى أدنى مستوى لها في 38 عاماً.

أداء العملات العالمية وبيانات الإسكان الأمريكية

وفي سوق العملات العالمي، شهد مؤشر الدولار انخفاضاً طفيفاً بنسبة 0.05% ليصل إلى 97.99، بينما استغل اليورو هذا التراجع ليرتفع بنسبة 0.08% مسجلاً 1.1781 دولار.

وفي المقابل، أظهرت البيانات الاقتصادية القادمة من الولايات المتحدة مرونة غير متوقعة، حيث قفزت مبيعات المنازل المعلقة بنسبة 3.3% الشهر الماضي، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ فبراير 2023. ورغم هذه البيانات القوية، ظل التركيز منصباً على تحركات الين والرهانات المستمرة على ما ستؤول إليه قرارات بنك اليابان في اجتماعاته الأولى لعام 2026.