وادي حلفا- نبض السودان

في مشهد إنساني يعكس تعاضد الجهود الرسمية والشعبية، استقبلت مدينة وادي حلفا، اليوم، 1400 لاجئ من السودانيين العائدين من جمهورية مصر العربية، في إطار خطة العودة الطوعية التي تنفذها الجهات المختصة بالتعاون مع منظمات دولية وسفارة السودان بالقاهرة.

قطار العودة الطوعية ينقل السودانيين من القاهرة إلى أسوان

انطلقت رحلة العودة من العاصمة المصرية القاهرة عبر قطار العودة الطوعية، الذي تم تخصيصه لنقل المئات من السودانيين الذين لجأوا إلى مصر هربًا من ظروف الحرب في السودان، وذلك بعد تنظيم قوائم العائدين وتوفير سبل الرعاية الكاملة خلال الرحلة.

وقد أشرف على التفويج عدد من المتطوعين والممثلين عن الجالية السودانية بمصر، إلى جانب منظمات إنسانية تولت تقديم الدعم اللوجستي والإنساني للعائدين طوال الرحلة.

19 حافلة نقلت العائدين من أسوان إلى معبر قسطل إشكيت

بعد وصول القطار إلى مدينة أسوان جنوب مصر، تم تفويج العائدين عبر 19 حافلة كبيرة، تم إعدادها مسبقًا لتأمين نقلهم إلى مدينة أبوسمبل الحدودية، حيث تم ترتيب دخولهم عبر معبر قسطل-إشكيت البري إلى الأراضي السودانية، ومن هناك إلى وادي حلفا، وهي أول نقطة استقبال داخل السودان.

تنسيق محكم وجهود كبيرة خلف العملية

العملية تمت بالتنسيق المشترك بين السفارة السودانية في القاهرة، السلطات المصرية، والجهات المختصة بالسودان، بما في ذلك إدارة معبر قسطل، وسلطات مدينة وادي حلفا التي جهزت مراكز الاستقبال والإيواء المؤقت للعائدين.

ويُعد هذا التفويج أحد أكبر عمليات العودة الطوعية المنظمة من مصر منذ اندلاع الأزمة السودانية في أبريل 2023، ويأتي ضمن سلسلة جهود تُبذل لإعادة السودانيين العالقين في دول الجوار.

عودة تدريجية واستعدادات في وادي حلفا

سلطات وادي حلفا أعلنت رفع حالة التأهب القصوى لاستقبال العائدين، حيث تم توفير خدمات الإيواء، والغذاء، والرعاية الصحية العاجلة، إلى جانب فرق دعم نفسي وإرشادي لمساعدة الأسر التي تعرضت لظروف قاسية أثناء اللجوء.

كما تم فتح سجل لتوثيق العائدين وتنظيم حركة انتقالهم إلى مناطق أخرى داخل السودان، في حال رغبوا بمغادرة حلفا إلى ولايات أخرى.

معبر قسطل-إشكيت البري يواصل دوره الحيوي

أكدت مصادر في إدارة المعبر أن حركة العبور من مصر إلى السودان عبر قسطل-إشكيت شهدت زيادة ملحوظة في الأيام الأخيرة، مشيرة إلى ارتفاع أعداد العائدين مع نهاية المهلة التي منحتها السلطات المصرية لبعض المقيمين السودانيين لتوفيق أوضاعهم.

ويُعد المعبر من أهم بوابات العودة للسودانيين من مصر، خاصة في ظل تعقيدات التنقل الجوي وصعوبة الأوضاع الاقتصادية.