متابعات – نبض السودان

شهدت أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني، اليوم الإثنين، ارتفاعًا ملحوظًا في عدد من البنوك السودانية، في ظل تصاعد حدة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد واستمرار الحرب المستعرة منذ أبريل 2023.

أعلى سعر في بنك النيل.. وتفاوت واضح بين المصارف

سجل بنك النيل أعلى سعر صرف للدولار الأمريكي، حيث بلغ 2200 جنيه للشراء و2216.5 جنيه للبيع، متصدرًا بذلك قائمة البنوك من حيث التسعير.

فيما ارتفع السعر في بنك العمال الوطني إلى 2000 جنيه للشراء و2015 جنيهًا للبيع، وهو ما يعكس منحى تصاعديًا مستمرًا مقارنة بالأيام الماضية.

أما بنك الخرطوم فقد ثبت سعر الشراء عند 2140 جنيهًا وسعر البيع عند 2156.05 جنيهًا، بينما حافظ كل من بنك فيصل الإسلامي وبنك أمدرمان الوطني على أسعار متقاربة بلغت 2150 جنيهًا للشراء، و2166.13 و2166.125 جنيهًا للبيع على التوالي.

وفي السياق ذاته، سجل البنك السعودي السوداني سعرًا متوسطًا بلغ 2020 جنيهًا للشراء و2035.15 جنيهًا للبيع، ليحتل مرتبة وسطى بين باقي المصارف.

السوق الموازي: استقرار هش وأسعار قياسية

وفي السوق الموازي، استهلت تداولات اليوم على استقرار نسبي في أسعار العملات الأجنبية، دون تغيّر كبير في الساعات الأولى، إلا أن الأسعار لا تزال عند مستويات تاريخية مرتفعة.

وبحسب مصادر مطلعة لموقع “أخبار السودان”، فقد بلغ سعر الدولار في السوق الموازي نحو 2753 جنيهًا سودانيًا، مقارنة بـ560 جنيهًا فقط في الفترة ذاتها قبل عامين، ما يعني تدهورًا بأكثر من 390% خلال 24 شهرًا.

أسباب التدهور: الحرب، وانعدام الثقة، والسوق الموازية

وأرجع محللون هذا الانهيار السريع إلى ارتفاع الطلب على العملات الأجنبية مقابل شح المعروض، وتزايد اللجوء إلى التحويلات غير النظامية، في ظل تراجع الثقة في النظام المصرفي الرسمي وغياب الرقابة الفاعلة على سوق الصرف.

وقالت مصادر مصرفية إن البنوك تحاول تحديث أسعار الصرف بشكل متسارع لمجاراة السوق الموازي، لكنها تواجه صعوبات هيكلية، من أبرزها حالة السحب النقدي الواسعة من البنوك، والمخاوف من تهريب الأموال إلى الخارج.

تحذيرات من الانفجار الاقتصادي

وأطلقت مؤسسات مالية دولية تحذيرات شديدة اللهجة من أن استمرار الحرب والعقوبات الغربية، خصوصًا الأميركية، قد يدفع سعر الدولار إلى تجاوز حاجز 3,000 جنيه في السوق الموازي خلال الفترة المقبلة، ما ينذر بـموجة تضخم مفرطة وانهيار متسارع للقدرة الشرائية للمواطن السوداني.

ودعا خبراء الاقتصاد الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإعادة الثقة في النظام المصرفي، وضبط السوق السوداء للعملات، وتعزيز احتياطات النقد الأجنبي قبل الوصول إلى نقطة اللاعودة.