متابعات – نبض السودان

كشف المدير المكلف لهيئة البحوث الزراعية في السودان، عن حجم الدمار الممنهج الذي طال مقر الهيئة، لا سيما 'بنك الجينات'، أحد أهم أصول البلاد في حفظ التنوع الوراثي للنباتات، وذلك في ولاية الجزيرة التي شهدت في الآونة الأخيرة عمليات تخريب ونهب واسعة النطاق.

نهب ثروات وراثية نادرة

وأوضح المسؤول، بحسب ما نقلته وكالة السودان للأنباء (سونا)، أن قوات تتبع لمليشيا الدعم السريع قامت بنهب 33 ثلاجة مخصصة لحفظ الجينات والسلالات الوراثية، كانت تحتوي على أكثر من 17 ألف نوع من السلالات النباتية النادرة، تشمل محاصيل استراتيجية مثل القمح، الذرة، الفول، السمسم، البقوليات، وغيرها.

وأشار إلى أن هذا البنك الوراثي كان يمثل كنزًا وطنيًا وموردًا استراتيجيًا للأجيال القادمة، حيث تُستخدم محتوياته في عمليات البحوث الزراعية، تحسين المحاصيل، مقاومة الآفات، والتكيف مع التغير المناخي.

كارثة علمية وزراعية

وأكد المدير المكلف أن ما حدث يمثل كارثة علمية وزراعية بكل المقاييس، إذ فقدت البلاد مرجعية وراثية استُغرِق في جمعها وتوثيقها عقودًا من العمل البحثي المضني، مشيرًا إلى أن هذا الفقد لا يمكن تعويضه بسهولة، كونه يتصل مباشرة بالأمن الغذائي والسيادة الزراعية الوطنية.

وأضاف أن التعدي على بنك الجينات يكشف عن نهج تدميري يستهدف البنية التحتية للبلاد ومؤسساتها العلمية الحيوية، مطالبًا المنظمات الدولية ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بالتدخل العاجل لتوثيق ما حدث، ودعم الهيئة في إعادة بناء ما تم تدميره.

سياق متصاعد من الفوضى

وتشهد ولاية الجزيرة، الواقعة وسط السودان، تدهورًا كبيرًا في الوضع الأمني والاقتصادي، بعد سيطرة المليشيات على أجزاء واسعة منها منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، حيث طال النهب والتدمير مؤسسات حكومية، جامعات، مستشفيات، ومراكز بحثية، ما يهدد مستقبل التنمية في البلاد.