تعتبر القرفة عنصرا أساسيا في المطبخ العالمي، حيث تستخدم في الأطباق والمشروبات الحلوة والمالحة. ومع ذلك، ظهر مؤخرًا اتجاه جديد على منصة TikTok يقترح إضافة ملعقة صغيرة من القرفة إلى قهوتك اليومية.

يدعي هذا الاقتراح قدرة هذه التركيبة الغريبة على المساعدة في حرق الدهون. ولكن هل هناك أساس علمي لهذه الادعاءات؟ هذا ما نستكشفه معكم في السطور التالية.

ليست كل القرفة متشابهة

يجب أن ندرك أن القرفة ليست جميعها متشابهة، حيث توجد نوعان رئيسيان لها: قرفة كاسيا وقرفة سيلان. وكلاهما يتم استخراجه من لحاء شجرة القرفة، ولكنهما يختلفان في تركيبتهما الكيميائية.

قرفة كاسيا، الأكثر شيوعًا في الأسواق، تتميز بطعمها المر، وتحتوي على نسبة عالية من مادة سينامالدهيد، المركب المسؤول عن نكهتها المميزة. تقدر نسبة سينامالدهيد في قرفة كاسيا بحوالي 95%. أما قرفة سيلان، فهي تتميز بطعمها الحلو، وتحتوي على نسبة أقل من سينامالدهيد، تقدر بحوالي 50-60%.

ماذا يقول العلم؟

أشارت العديد من الدراسات العلمية إلى أن تناول القرفة قد يكون له تأثير إيجابي على فقدان الوزن. وجدت إحدى المراجعات الشاملة على سبيل المثال أن تناول جرعات منخفضة من القرفة، بما يعادل أقل من 1.5 جرام يوميًا، يمكن أن يساعد في تقليل محيط الخصر. كما أظهرت عدة تحليلات تجميعية أن القرفة قد تساهم في خفض مؤشر كتلة الجسم والوزن الإجمالي.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن تأثير القرفة على فقدان الوزن محدود. أظهرت الدراسات أن فقدان الوزن الناتج عن تناول القرفة يكون عادة طفيفا، ولا يتجاوز بضعة كيلوغرامات. كما أن القرفة لا تؤثر بشكل كبير على تكوين الجسم، سواء فيما يتعلق بنسبة الدهون أو العضلات.

هل تساعد القهوة على إنقاص الوزن؟

يعتقد الكثير من الناس أن القهوة يمكن أن تساعدهم على إنقاص الوزن، ولكن لا يوجد دليل قوي يدعم هذا حتى الآن. على سبيل المثال، توضح توصلت حديثة أن شرب كوب واحد من القهوة العادية، يمكن أن يساهم في انخفاض الوزن، ولكن بكمية صغيرة جدًا، بمعدل 0.12 كجم على مدار 4 سنوات.

ما هي المخاطر؟

على الرغم من أن القرفة تعتبر آمنة للاستخدام في الطهي، قد يعاني بعض الأشخاص من آثار جانبية أخرى عند تناول القرفة. يمكن أن تسبب القرفة اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الألم والغثيان. كما يمكن أن تسبب ردود فعل تحسسية لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية.

تحتوي القرفة أيضا على مادة كيميائية تسمى الكومارين، والتي يمكن أن تهدد صحة الكبد إذا تم استهلاكها بكميات كبيرة في سبيل إنقاص الوزن. خاصة القرفة الكاسيا، لأنها تحتوي على نسبة أعلى من الكومارين

بناءً على هذه النتائج، يمكن القول إن القرفة والقهوة قد يحتويان على عناصر مفيدة بشكل عام، كجزء من نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة المنتظمة. لكن في الوقت نفسه لا يعتبر حلاً سحريًا لفقدان الوزن كما يحاول أن يروج مستخدمو تيك توك.