اخبار الإمارات
موقع كل يوم -مباشر
نشر بتاريخ: ٢٦ كانون الأول ٢٠٢٥
مباشر- يعاني مديرو الإدارة الوسطى من تهميش قيمتهم الحقيقية، رغم دورهم المحوري في قيادة قاطرة تبني الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات. ووفقاً لتقرير صادر عن 'إم آي تي سلون مانجمنت ريفيو'، يؤكد 91% من قادة البيانات في الشركات الكبرى أن المعوقات الثقافية وإدارة التغيير هي العقبة الكبرى أمام التحول الرقمي الشامل، بينما لا تتجاوز التحديات التقنية 9%. ومع تحول الذكاء الاصطناعي من أداة للتجربة إلى بنية تحتية تشغيلية لا غنى عنها، يجد المديرون أنفسهم وسط إعصار من التحولات المتسارعة التي تفوق قدراتهم الحالية على التأقلم والاستعداد.
والحقيقة هي أن الدور الحقيقي للمديرين الناجحين خلال العام المقبل لا يقتصر فقط على الخبرة في تعلم مجال تعلم الآلة، بل أيضاً إدراك كيف يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً جذرياً في العمل البشري، والقدرة توجيه فرقهم خلال هذا التحول بوضوح وتفهم وتواضع.
وفيما يلي خمس طرق سيُغير بها الذكاء الاصطناعي دور المدير في 2026.
1. صناعة قرارات أخلاقية:
تتخذ أنظمة الذكاء الاصطناعي آلاف القرارات الصغيرة يومياً، التي تتعلق بترتيب أولويات العملاء، وتخصيص الموارد، وتحسين سير العمل، وفرص الموظفين. وهذه قرارات قد تؤثر بشكل مباشر على حياة الأفراد، ومساراتهم المهنية، وتجاربهم مع المؤسسة.
ويكمن دور المديرين في التركيز على ثلاثة مجالات حيوية:
الكشف عن التحيز قبل أن يتفاقم
إدراك التوقيت المناسب للتدخل اليدوي وإيقاف الأتمتة
صياغة أطر عمل لضبط المساءلة
2. إدارة عملية التحول الثقافي:
تتمحور إدارة التغيير حول العمليات والجداول الزمنية ومؤشرات التبني. أما التحول الثقافي فيتعلق بالهوية والمعنى وكيفية إدراك الأفراد لقيمتهم. ويؤدي تبني الذكاء الاصطناعي إلى تحولات على مستوى الهوية المهنية. فعندما تستطيع أداة ما إنجاز ما كان يستغرق ساعات في ثوانٍ، فإنها تثير تساؤلات وجودية حول الدور والقيمة والملاءمة. وتتطلب هذه التساؤلات مهارات قيادية ثقافية، ليس مجرد تدريب. وتتمثل هذه المهارات في:
التعلم المستمر
إعادة صياغة مقترحات القيمة: فمساعدة الموظفين على فهم أن الذكاء الاصطناعي لا يقلل من قيمتهم.
معالجة الواقع العاطفي: فالقلق والمقاومة والخوف هي ردود فعل طبيعية لهذا المستوى من التغيير.
3. التعاون بين الموظف والذكاء الاصطناعي:
مستقبل العمل ليس صراعاً بين الإنسان والآلة، بل هو ذكاء هجين يجمع بين سرعة الذكاء الاصطناعي ودقته وبين عاطفة الإنسان وحكمته وإبداعه. وستكون بيئات العمل الأكثر فعالية هي تلك التي تكتشف كيفية إنجاح هذا المزيج. وإليك أربع خوات لإنجاح هذا المزيج:
توضيح صلاحيات اتخاذ القرار
إعادة هيكلة مسارات العمل بناءً على نقاط القوة
تطوير آليات التقييم والاستجابة
الحد من الاتكال الزائد
4. العمل المشترك بين الإدارات والوظائف المختلفة:
قد يحدث تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال التسويق نقلة نوعية في سير العمل في العمليات، والمالية، ودعم العملاء، وتطوير المنتجات. وغالبًا ما تكون آثاره غير متوقعة، ما يعني أن المديرين لم يعد بإمكانهم العمل بمعزل عن بعضهم البعض. فالنجاح يتطلب مديرين قادرين على التنسيق بين الفرق المختلفة، ما يعني:
التواصل الاستباقي
حل المشكلات بالعمل التشاركي
تعزيز مبدأ المساءلة المشتركة
5. الإشراف على جيل جديد من الموظفين المطورين:
أتاح الذكاء الاصطناعي التوليدي إمكانية الابتكار من القاعدة إلى القمة على نطاق غير مسبوق. فبإمكان الموظفين غير التقنيين الآن بناء الأدوات، وأتمتة العمليات، وحل المشكلات دون الحاجة إلى دعم تقني. إلا أن هذا يخلق مخاطر جديدة تتعلق بالأمن والامتثال وحوكمة البيانات. لذا، يتعين على المديرين تحقيق التوازن الأمثل بين تشجيع التجريب والحفاظ على الضوابط اللازمة.


































