شهد الموسم الغنائي الحالي منافسة قوية بين نجوم الصف الأول، مع طرح عدد من الألبومات التي لاقت صدى واسعًا لدى الجمهور، وشكّلت محطات بارزة في المشهد الفني العربي.

ألبومات صيف 2025

فقد طرح الفنان عمرو دياب ألبومه الجديد 'ابتدينا'، الذي حمل بصمته المعتادة في التجديد الموسيقي، من خلال ألحان متطورة وكلمات بسيطة سهلة الانتشار، ليواصل بذلك ترسيخ أسلوبه الخاص القائم على مزج البوب الحديث بالموسيقى الإلكترونية.

أما الفنانة أصالة نصري، فعبّرت عن مشاعر الفقد والحنين في ألبومها 'ضريبة البعد'، الذي تميّز بطابع درامي شرقي، اعتمد على مقامات طربية ثقيلة وتوزيعات غنية بالوتريات والبيانو، ما منح العمل بُعدًا وجدانيًا عميقًا، وأعادها إلى مناطقها الغنائية المحببة لدى جمهورها.

من جهتها، عادت نجوى كرم بقوة إلى الساحة بألبوم 'حالة طوارئ'، الذي مزج بين روح الفلكلور اللبناني والإيقاعات العصرية، فظهرت الأغاني بتوزيعات حيوية تحافظ على الهوية المحلية مع مراعاة التجديد ومواكبة الأذواق الحديثة.

في المقابل، اختار وائل كفوري الاستمرار في تقديم لونه الغنائي الرومانسي الكلاسيكي، من خلال ألبوم يركز على الأبعاد العاطفية والصوتية، فيما طرحت لطيفة التونسية عملًا غنائيًا متنوعًا جمع بين اللهجات والإيقاعات المختلفة، في محاولة للوصول إلى شرائح جماهيرية متعددة، مع الحفاظ على طابعها الفني الخاص.

عمرو دياب أم أصالة

في قراءة نقدية قدّمها الناقد أحمد مختار لموقع 'فوشيا'، أشار إلى أن ألبوم 'ابتدينا' لعمرو دياب اتسم بطابع عصري بحت، وابتعد بشكل شبه كامل عن الكلاسيكيات الشرقية، مع اعتماد واضح على البساطة والتكرار اللحني الذكي والإيقاعات الراقصة، مؤكدًا استمرار 'الهضبة' في تقديم بصمته الموسيقية الخاصة.

كما أوضح مختار أن ألبوم أصالة 'ضريبة البعد' يُعد توليفة درامية شرقية بامتياز، تعكس حالة وجدانية عالية، فيما رأى أن ألبوم نجوى كرم 'حالة طوارئ' يعكس روحًا لبنانية أصيلة محدثة بأسلوب عصري، دون التفريط بالجوهر الشعبي.

وتُبرز هذه الألبومات مجتمعة ملامح موسم غنائي متنوع، تتوزع فيه الاتجاهات ما بين التجديد الإنتاجي والعودة إلى الجذور الشرقية، في مشهد يعكس ثراء الساحة الغنائية العربية وتعدّد توجهاتها الفنية.