متابعات- نبض السودان

تفاقمت معاناة الحجاج اليمنيين هذا العام بعد أن تعذر سفر دفعة جديدة منهم عبر مطار صنعاء الدولي، نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي الذي استهدف المدرج ودمر الطائرة اليمنية الوحيدة المتبقية.

وكان الحجاج على أهبة الاستعداد للصعود إلى الطائرة، في رحلة مجدولة إلى مدينة جدة السعودية، ضمن عمليات تفويج حجاج بيت الله الحرام لهذا الموسم، قبل أن تتحول اللحظة إلى كارثة إنسانية بسبب العدوان الإسرائيلي المفاجئ.

استهداف مباشر للطائرة قبل إقلاعها

وبحسب إفادات من مطار صنعاء، فإن الطائرة اليمنية كانت تستعد للإقلاع وعلى متنها دفعة من الحجاج، بعد حصولها على كافة التصاريح اللازمة من الجهات المعنية. إلا أن ضربة جوية إسرائيلية مباغتة أصابت الطائرة بشكل مباشر، ما أدى إلى احتراقها بالكامل وتعطيل البرنامج الزمني للرحلات.

وقد وثّقت مشاهد مصوّرة تصاعد النيران والدخان من الطائرة، بينما هرعت فرق الطوارئ في المطار لإخماد الحريق وسط حالة من الهلع بين الحجاج وذويهم.

الخطوط اليمنية تعلن توقف الرحلات حتى إشعار آخر

في أعقاب الحادث، أصدرت الخطوط الجوية اليمنية بيانًا أعلنت فيه التوقف الفوري لكافة الرحلات الجوية من مطار صنعاء الدولي 'حتى إشعار آخر'، واصفة الاستهداف بأنه انتهاك صارخ للمواثيق الدولية و'جريمة بحق المدنيين الآمنين'، خاصة أن الرحلة كانت مخصصة لنقل الحجاج.

تصعيد خطير يستهدف البنية التحتية المدنية

وتأتي هذه الضربة الإسرائيلية في سياق تصعيد مستمر منذ اندلاع الحرب في غزة، حيث كثّف الحوثيون هجماتهم الصاروخية نحو إسرائيل، ما دفع الأخيرة إلى شن غارات انتقامية على أهداف في اليمن، شملت مطارات وموانئ ومقار استراتيجية.

ويحذّر مراقبون من أن استهداف البنية التحتية المدنية، وخاصة المطارات، يفتح الباب أمام كارثة إنسانية وعرقلة العمليات الإنسانية والطبية والحج في اليمن، البلد الذي يعاني من أوضاع إنسانية متدهورة منذ سنوات.

ردود فعل محلية ودولية

لاقى الحادث تنديدًا واسعًا من الأوساط اليمنية، حيث اعتبرت الحكومة في صنعاء أن ما حدث 'استهداف متعمّد للحجاج'، فيما اتهمت جماعة الحوثي إسرائيل بـ'التصعيد الجنوني المدعوم أمريكيًا'، متوعدة بالرد.

دوليًا، طالبت منظمات إغاثية وهيئات أممية بضرورة حماية المطارات المدنية، وضمان وصول الحجاج اليمنيين إلى الأراضي المقدسة في موعدهم، دون تعريضهم للخطر.