متابعات- نبض السودان

كشفت دراسة حديثة، نشرت تفاصيلها شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، عن ارتباط تناول النيكوتيناميد، وهو أحد أشكال فيتامين 'ب3″، بانخفاض خطر الإصابة بثلاثة أنواع من سرطان الجلد، مما يفتح الباب أمام إمكانيات جديدة في الوقاية من هذا المرض واسع الانتشار.

تحليل بيانات آلاف المرضى على مدى 25 عاماً

اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات صحية شاملة لأكثر من 33 ألفاً من المحاربين القدامى في الولايات المتحدة، بين عامي 1999 و2024، باستخدام سجلات شؤون المحاربين القدامى كمصدر أساسي للمعلومات. وقد تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين؛ تناول نحو 12 ألف مريض النيكوتيناميد فموياً بجرعة 500 ملغ مرتين يومياً لمدة تجاوزت 30 يوماً، في حين لم يتناول الـ21 ألف مريض الآخرون هذا المكمل الغذائي.

انخفاض ملحوظ في خطر الإصابة بسرطان الجلد

بعد الأخذ في الحسبان عدة عوامل مؤثرة مثل العمر والجنس والعرق والتاريخ الطبي للإصابة بسرطان الجلد والمشكلات الصحية المصاحبة، أظهرت النتائج أن المرضى الذين استخدموا النيكوتيناميد كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان الجلد بنسبة بلغت حوالي 14 في المائة مقارنةً بغيرهم. هذا الانخفاض يمثل مؤشراً طبياً مشجعاً في مجال الوقاية الأولية.

نتائج قوية في الوقاية من عودة الإصابة

لم تقتصر الدراسة على الوقاية من الإصابة الأولية، بل تناولت أيضاً احتمالات عودة المرض. ووجد الباحثون أن المرضى الذين بدأوا باستخدام النيكوتيناميد مباشرة بعد تشخيصهم الأول بسرطان الجلد شهدوا انخفاضاً كبيراً في خطر عودة المرض، بنسبة وصلت إلى 54 في المائة، ما يدل على تأثير وقائي طويل المدى عند استخدام هذا الفيتامين بعد الإصابة الأولى.

النيكوتيناميد يفتح آفاقاً جديدة في الوقاية

كتب الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة «جاما» الطبية أن النتائج تدعم بوضوح فعالية النيكوتيناميد في تقليل خطر الإصابة الأولية بسرطان الجلد وكذلك خطر عودة الإصابة. واعتبروا أن تأثير الفيتامين عند البدء بتناوله بعد التشخيص الأولي كان 'مؤثراً جداً'، الأمر الذي قد يغير بعض استراتيجيات الوقاية الطبية المتبعة حالياً.

سرطان الجلد… أكثر الأنواع انتشاراً وإمكانية الوقاية قائمة

بحسب تقديرات الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) التابعة لمنظمة الصحة العالمية، يُعتبر سرطان الجلد من أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم، حيث يتم تسجيل أكثر من 3 ملايين حالة جديدة سنوياً. إلا أن الجانب الإيجابي يتمثل في أن هذا النوع من السرطان يُعدّ من أكثر الأنواع التي يمكن الوقاية منها، خصوصاً في حال الالتزام بإجراءات الوقاية من الأشعة فوق البنفسجية والفحص المبكر المنتظم.