اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٠ حزيران ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
مع انقضاء أول أسبوع من الحرب بين إسرائيل وإيران، لم تهدأ بعد الهزات التي ضربت الأسواق العالمية والإقليمية، حيث هيمنت المخاوف الجيوسياسية على تعاملات البورصات، وأعادت صياغة أولويات المستثمرين وسط اضطراب إمدادات الطاقة وارتفاع العلاوات التأمينية والتوجه نحو الملاذات الآمنة. في هذا التقرير، نسلط الضوء على الرابحين والخاسرين في السوق بعد سبعة أيام من التصعيد، ونرصد الاتجاهات المالية التي طبعت المرحلة الأولى من النزاع الإسرائيلي الإيراني.
الرابحون من حرب إسرائيل وإيران
ارتفاع أسعار النفط والغاز
سجلت أسعار النفط قفزات ملحوظة منذ اندلاع المواجهات، حيث ارتفع خام برنت بنسبة 13% ليتجاوز 78 دولارًا للبرميل. وعلى الرغم من تذبذبه بين الارتفاع والانخفاض خلال الأسبوع، ظل سعره أعلى بكثير من مستوياته قبل اندلاع القتال. ويُعزى جزء من الاستقرار النسبي إلى تلميحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بشأن تأجيل أي قرار بضرب إيران، ما خفف مؤقتًا من وتيرة المخاوف.
وحذّرت وكالة 'فيتش ريتينغز' من أن أي اتساع في نطاق الحرب أو تعطيل الملاحة في مضيق هرمز – الذي يمر عبره نحو سدس الإنتاج النفطي العالمي – قد يؤدي إلى موجة جديدة من الارتفاعات في الأسعار. وذهب 'سيتي غروب' إلى توقع وصول برميل برنت إلى 90 دولارًا حال إغلاق المضيق.
أسهم شركات الطاقة تقفز
ارتفعت أسهم شركات الطاقة الكبرى على وقع الحرب. فقد صعد سهم 'شل' بنسبة 1.7%، و'بي بي' بنحو 1.3%، كما قفزت أسهم شركات النفط الآسيوية مثل 'أويل إنديا' و'ONGC' بنسبة وصلت إلى 3%. وفي أسواق العقود الآجلة، جرى تداول آلاف العقود لشراء برنت تسليم أغسطس بأسعار تنفيذ تراوحت بين 80 و101 دولارًا للبرميل، ما يعكس التوقعات المتزايدة بارتفاع الأسعار.
الذهب والمعادن النفيسة تتألق
ارتفع سعر الذهب بنسبة 1.6% ليصل إلى 3457 دولارًا للأونصة، واستمر عند مستويات مرتفعة طوال الأسبوع، قبل أن يتراجع إلى 3370 دولارًا نتيجة قرار الفيدرالي الأميركي بالإبقاء على أسعار الفائدة. ومع ذلك، يرى محللون من 'يو بي إس' و'ساكسو بنك' أن الذهب سيظل مستفيدًا من استمرار الحرب، مؤكدين تفاؤلهم بشأن أدائه في 2025 إذا استمر التوتر.
شركات الدفاع في الصدارة
مع تصاعد الحرب، ارتفعت أسهم شركات السلاح والدفاع بشكل واضح. فقد ارتفعت 'لوكهيد مارتن'، و'آر تي إكس'، و'نورثروب غرومان' بأكثر من 3%، كما صعدت 'جنرال دايناميكس' بفضل اهتمام المستثمرين بمنصاتها البرية والبحرية. وفي أوروبا، قفز سهم 'راينميتال' الألمانية بأكثر من 5%، كما تلقت 'بي إيه إي سيستمز' البريطانية طلبات متزايدة وسط توقعات بإبرام عقود في الشرق الأوسط.
ويرى محللو 'مورنينغ ستار' أن هذه القفزات تعكس خليطًا من القلق الجيوسياسي وسلوك التحوط، مرجحين استمرار الأداء الإيجابي لشركات الدفاع على المدى القصير.
الشحن البحري والتأمين يقفزان
شهدت أسعار الشحن الآجلة قفزة بنسبة 15% لتصل إلى 12.83 دولارًا للطن المتري، نتيجة المخاوف من استهداف السفن في الخليج. كما ارتفعت أسهم ناقلات النفط مثل 'فرونتلاين'، و'تشاينا ميرشانتس'، و'كوسكو' بين 5% و7.9% في جلسة واحدة. كما ارتفعت علاوات التأمين على الشحنات، وتوقع تقرير لـ'رويترز' زيادة أقساط التأمين بمقدار 3 إلى 8 دولارات لكل برميل حال استهداف منشآت نفطية أو الممرات الملاحية.
ارتفاع الدولار والعملات المرتبطة بالطاقة
ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.5%، مدعومًا بالإقبال على الملاذات الآمنة وقرار الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة. وحققت عملات مثل الكرونة النرويجية والدولار الكندي مكاسب بفعل ارتباطها المباشر بأسعار النفط المرتفعة.
الخاسرون من تداعيات التصعيد
تراجعات حادة في أسواق الأسهم
تكبدت البورصات العالمية والإقليمية خسائر كبيرة، خاصة يوم الجمعة الماضي عقب أنباء الضربات العسكرية. فقد هبط مؤشر 'تاسي' السعودي بنسبة 2.1% مسجلًا أكبر خسارة أسبوعية منذ أبريل، فيما انخفض مؤشر 'EGX30' المصري بنسبة 4.6% وسط موجة بيع حادة.
وتأثرت الأسواق الخليجية الأخرى أيضًا، حيث فقدت بورصات قطر والكويت والإمارات نقاطًا مهمة نتيجة القلق من احتمال انتقال الصراع إلى نطاق إقليمي أوسع. وعلى الصعيد العالمي، تراجعت مؤشرات 'داو جونز' و'ناسداك' و'ستوكس 600″ بنسب متفاوتة تراوحت بين 1% و2.3%.
شركات الطيران تواجه الضغوط
تضررت شركات الطيران من ارتفاع أسعار الوقود ومخاوف تأمين الرحلات الجوية فوق مناطق النزاع. وألغت عدة شركات أوروبية وآسيوية رحلات إلى الشرق الأوسط، مما أثر على أدائها المالي وتوقعات إيراداتها في الربع الثالث من العام. كما ارتفعت تكاليف التأمين على الطيران المدني، وتزايدت المخاوف من حدوث اضطرابات في المسارات الجوية.
بنوك ومؤسسات مالية تحت الضغط
تراجعت أسهم البنوك في الشرق الأوسط نتيجة توقعات بتزايد المخاطر الائتمانية، خاصة تلك التي لها انكشاف على أسواق متقلبة. كما أثرت موجة التسييل والتحول نحو السيولة على أداء المؤسسات المالية، وسط قلق المستثمرين من توسيع دائرة الحرب وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.
انخفاض في ثقة المستثمرين
أدت حالة الغموض الجيوسياسي إلى تراجع شهية المخاطر، واتجه المستثمرون إلى تقليص مراكزهم في الأصول عالية المخاطر، وهو ما انعكس سلبًا على صناديق الأسهم والأسواق الناشئة. وازدادت التدفقات الخارجة من البورصات النامية، كما تراجع حجم التداولات اليومية في عدة أسواق.
ختامًا.. سوق تحت رحمة المدافع
لا تزال الأسواق رهينة لتقلبات الحرب الإسرائيلية الإيرانية، حيث تتغير التوقعات المالية بتغير المواقف العسكرية والدبلوماسية. ومع استمرار التهديدات بإغلاق المضائق أو تصاعد الحرب، يبقى المستثمرون في حالة ترقب مستمر، وسط توازن دقيق بين الخوف والطمع.