أكد خبير القانون الدولي والعضو السابق في الوفد السوداني لمفاوضات حوض النيل، دكتور أحمد المفتي، أن الفيضانات التي يشهدها السودان في الآونة الأخيرة مرتبطة بشكل مباشر بسد النهضة الإثيوبي، وليست فيضانات طبيعية كما كان يحدث في السابق.

وقال المفتي، خلال مداخلة مع الإعلامي أسامة كمال، ببرنامج «مساء dmc» الذي يذاع على قناة «dmc»، إن إثيوبيا فشلت في التوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان بشأن ملء وتشغيل السد، موضحًا أن تخزين عشرات المليارات من الأمتار المكعبة من المياه، ثم تزامن ذلك مع الهطول المطري السنوي، أدى إلى فيضانات فوق المعدلات الطبيعية تسببت في أضرار واسعة.

وأضاف أن ما جرى يمثل «حجزًا عشوائيًا للمياه»، لأن إدارة السد تجري بصورة أحادية من دون تعاون أو تنسيق مع دولتي المصب، مشيرًا إلى أن السودان كان يتوقع أن يسهم السد في تقليل الفيضانات، لكن ما حدث كان العكس تمامًا.

وشدد المفتي على أن القانون الدولي يُحمّل إثيوبيا مسؤولية التعويض عن الأضرار التي لحقت بالسودان نتيجة هذه الفيضانات، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي ومجلس الأمن والاتحاد الأفريقي سبق وأن دعوا أديس أبابا إلى عدم التصرف منفردة في عمليات الملء والتشغيل، لكنها تجاهلت تلك الدعوات.

وحذر من أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى تكرار الكارثة سنويًا، مؤكدًا أن الحل الوحيد يتمثل في إدارة مشتركة حقيقية لسد النهضة بين إثيوبيا والسودان ومصر، بحيث تُتخذ القرارات بالتوافق بين الدول الثلاث.