وُلد مارك أنطوان باروا في بلدة موفو شمالي فرنسا، وهو مصمّم أزياء راقية ومُخرج إبداعي. وقبل أن يبلغ سنّ الواحدة والعشرين، كان قد شقّ طريقه بالفعل كاسم واعد في عالم الخياطة الراقية، يُبشّر بمسيرة استثنائية عنوانها الإتقان والأناقة بحروف من ذهب.

وقد لمع اسمه لأول مرة في إحدى مسابقات المصمّمين الشباب في مدينة ليل الفرنسية، حيث لفت أنظار المصمّم الشهير دومينيك سيروب، الذي منحه أولى فرصه الذهبية للعمل ضمن دار أزياء عريقة. وبعد عامَين فقط، التحق باروا بفريق العمل لدى جان بول غوتييه، حيث بدأ رحلة مهنية صقلت موهبته، وقرّبته أكثر من المدير الفني لدار 'هيرميس'. ورغم ما يحمله عالم الأزياء الجاهزة من جاذبية وتشويق، فقد عزّز لدى باروا قناعته الراسخة بأنّ الإبداع الحقيقي يكمن في ابتكار قطع فريدة مُفصّلة حسب الطلب، تُجسّد فنّ الخياطة الراقية وتُكرّس فرادة كل مَن يرتديها.

استند مارك أنطوان باروا إلى خلفيّته الأكاديمية في هندسة النسيج، وإلى الخبرة الواسعة التي اكتسبها بجانب كبار رموز عالم الموضة، مدفوعاً بقناعاته البيئية الراسخة، ليؤسّس داره الخاصة عام 2009. ومنذ اللحظة الأولى، كانت رؤيته واضحة، ألا وهي دعوة عملائه لاستهلاك أقل، لكن بدرجة أكبر من الوعي، وجودة لا تُضاهى. ومنذ ذلك الحين، بات اسم مارك أنطوان باروا يُجسّد رؤية متفرّدة يرسمها الحِرفيّ بأنامله البارعة. ينبهر باروا بفنّ خياطة البدلة الرجّالية الكلاسيكية، حيث تتجلّى روعة التصميم في التنفيذ المُتقن للكمّ والكتف.

تكمن موهبة مارك أنطوان باروا في قدرته على إعادة ابتكار قطع الأزياء الكلاسيكية من القرن العشرين، ومنحها حياة جديدة تواكب القرن الحادي والعشرين، حيث يدمج في تفاصيلها لمسات من أسلوب الشارع والأناقة الكاجوال.

هذا الحسّ الحديث والخلّاق، النابع دائماً وأبداً من الأناقة البعيدة عن المغالاة، يمنح تصاميمه طابعاً خالداً نادراً وعصياً على الزمن. فبالنسبة الى باروا، الموضة ليست مجرّد عنصر جمالي سطحي، بل أداة تعبير حيّ، هدفها أن تُحرّض، وتُخاطب، وتوقظ الشاعر الكامن في داخل كلٍّ منّا.

عام 2025، يستعدّ مارك أنطوان باروا لطرح أول مجموعة له ضمن خطّ الأزياء الجاهزة، بتصميمات تنطلق من القميص الأبيض الأيقوني، وتُعيد ابتكار القطع الكلاسيكية الخالدة من خلال قصّات غير متوقّعة وأناقة تواكب العصر. وصحيح أنّه كرّس اسمه كخياط يتمتّع برؤية إبداعية استثنائية، إلّا أنّه أثبت نفسه أيضاً كـمخرج فني حدسيّ، يقوده شغف لا يهدأ نحو الجمال في أدقّ تجلّياته.

تصاميم استثنائية صادقة تحمل بين طيّاتها الاحترام

منذ عام 2016، وسّع مارك أنطوان باروا رؤيته الإبداعية لتشمل عالم العطور، حيث كانت البداية مع إصدار B683، ثمرة تعاون مُلهِم مع خبير العطور كوينتن بيش. ومن خلال هذا التحالف الفني، أبصرت مجموعة من العطور النور، سرعان ما حقّقت نجاحاً واسعاً، لتُكرّس مكانة الدار كاسم بارز في عالم العطور الراقية. كل عطر من عطور باروا هو دعوة إلى رحلة حسّية، تلتقي فيها الطبيعة بالأناقة في تناغم فريد. من Ganymède إلى ENCELADE، ومن TILIA إلى العطر المنتظَر ALDEBARAN الذي سيصدر في ربيع 2025، تُقدّم هذه المجموعة تجربة عطريّة لا مثيل لها، تتجاوز الحواس وتفتح أبواب الخيال. ويعكس كل تفصيل في هذه العطور، بدءاً من تصميم العبوة وصولاً إلى التغليف، التزاماً صارماً بالرقيّ والدقّة، انسجاماً مع معايير باروا العالية، ووفاءً لقيمه الإنسانية والبيئية في آن.

واللافت أنّ السعي نحو الكمال الذي يُميّز مارك أنطوان باروا، هو الذي يهوى ارتداء الكنزات الكحلية، وسراويل الجينز، وانتعال الحذاء الرياضي الأبيض، لا يتوقّف عند حدود الأزياء. بل تمتدّ رؤيته لتشمل خط مجوهرات أنيقاً، وشموعاً عطريّة فاخرة، وعمّا قريب، مجموعة من قطع الأثاث الداخلي. وفي تعاون إبداعي مع المصمّم أنطوان بويّو، يستعد باروا لإطلاق مجموعة مقاعد بتصاميم نقية وطبيعية، ستُعرض ضمن فعاليات 'أسبوع ميلانو للتصميم' عام 2025. فبالنسبة إلى باروا، الفنّ يتجاوز الموضة، ويبلغ ذروته حيث يلتقي الشغف بالسحر، فتنبثق منهما لغة الإبداع الحقيقي.

من خلال إبداعاته، يستحضر مارك أنطوان باروا تعلّقه بعالم الطفولة، بكل ما فيه من براءة وصفاء، تلك البراءة التي تتسرّب بهدوء إلى تركيبات عُطوره، وإلى هندسة بوتيكاته، وحتى إلى التجارب الغامرة التي يبتكرها في المناسبات الترويجية لعلامته. لا تكتفي أعماله بإثارة المشاعر، بل تنسج حكايات غنيّة، تُجسَّد فيها الأناقة بكل تفصيل، وتدعونا إلى أن نشعر، ونحلم، ونندهش. سواء في عالم الموضة، أو العطور، أو الأثاث، لا يكتفي مارك أنطوان باروا بابتكار الأشياء، بل يُبدع بصياغة المشاعر والأحاسيس. فكل مشروع يحمل توقيعه، هو بحث صادق وخالد عن الجمال، حيث يتحوّل كل تفصيل إلى قصيدة صامتة.

تواريخ مفصلية في مسيرة مارك أنطوان باروا

1983

2004

2009

2016

2020

2021

2022

2023

2024

2025