متابعات- نبض السودان

في مشهد مأساوي ينذر بكارثة إنسانية، رفع عشرات الأطفال في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان، ثاني أكبر مدن الولاية، قصاصات ورقية تطالب بفتح ممرات إنسانية آمنة لإدخال المساعدات الطارئة، وسط تصاعد مؤشرات الجوع بين السكان منذ ما يقارب ثلاثة أسابيع.

طريق مغلق.. مساعدات محاصرة ومجاعة تلوح في الأفق

الطريق الوحيد الذي يربط مدينتي كادوقلي والدلنج مع شمال كردفان أصبح تحت سيطرة عسكرية مشتركة بين قوات الدعم السريع والحركة الشعبية، ما أدى إلى منع وصول القوافل التجارية والإغاثية، وفرض عزلة خانقة على المدينتين الواقعتين جنوبًا. ولم تتمكن أي مساعدات من اختراق هذا الحصار منذ اندلاع التوتر الأمني الأخير في المنطقة.

المدنيون يدقون ناقوس الخطر ووسوم تطلق نداء استغاثة

في محاولة يائسة لإيصال صوتهم إلى العالم، أطلق متطوعون وسومًا على شبكات التواصل الاجتماعي تطالب بإنقاذ المدنيين من خطر الجوع والموت، خاصة في ظل النقص الحاد في السلع الغذائية الأساسية، والأدوية، بسبب استمرار الحصار.

وتُعد هذه الطرق المحاصرة بمثابة الشريان الرئيسي الذي كان يغذي المدينتين، والآن بات مغلقًا تمامًا أمام المساعدات الإنسانية.

الأمم المتحدة تحذر من تفجر الأوضاع في كردفان

وصنفت الأمم المتحدة مناطق ولاية جنوب كردفان، بالإضافة إلى شمال وغرب كردفان، كمناطق نشطة عسكريًا، بسبب الحشود الكبيرة للطائرات المسيّرة والقوات البرية من طرفي النزاع، مما زاد من خطورة الوضع الإنساني.

أوامر طوارئ في كادوقلي وتوتر في الأسواق

على خلفية هذه الأوضاع المتأزمة، أصدر والي جنوب كردفان أوامر طارئة يوم الأربعاء 23 يوليو 2025، تقضي بمنع التجمعات، وذلك بعد أن شهد سوق كادوقلي أحداث عنف إثر مداهمات من قوات متحالفة مع الجيش، كانت تبحث عن سلع غذائية يعتقد أنها مخزنة لدى بعض التجار.

طوابير جوع.. ونساء وأطفال يعودون خالي الوفاض

وقالت عاملة في المجال الإنساني  إن الأطفال والنساء في كادوقلي يصطفون يوميًا في طوابير طويلة بانتظار حصص غذائية لا تكفي، وغالبًا ما يعودون إلى منازلهم بأيادٍ فارغة بعد نفاد الكميات المحدودة التي يقدمها المتطوعون، بحسب'الترا سودان'.

دعوة إلى تدخل حكومي عاجل.. وربما إسقاط جوي

وأكدت العاملة الإنسانية أن إنقاذ أكثر من مليون شخص في كادوقلي والدلنج يتطلب تحركًا عاجلًا من الحكومة الولائية والاتحادية، ولو عبر الإسقاط الجوي للمساعدات. وقالت: 'يجب على مجلس الوزراء في بورتسودان الدعوة لاجتماع طارئ يبحث سبل منع مجاعة محتملة، خاصة إنقاذ الأطفال الذين يواجهون خطر الموت جوعًا'.

أزمة إنسانية صامتة تهدد آلاف الأرواح

تتزايد المؤشرات على وقوع كارثة إنسانية في ظل غياب حلول عملية من السلطات، واستمرار السيطرة العسكرية على المعابر. ومع تفاقم الأزمة، ترتفع نداءات الناشطين والجهات الإنسانية بضرورة توفير ممرات آمنة، أو اللجوء إلى حلول بديلة عبر تدخل إقليمي أو دولي عاجل.

معاناة مستمرة وسيناريوهات قاتمة في الأفق

تُجمع التقارير الواردة من الولاية أن الوضع في كادوقلي والدلنج لم يعد يحتمل التأخير، خصوصًا مع تفشي المجاعة ونقص الدواء، وسط مؤشرات على فقدان السيطرة على الأوضاع إذا استمر الحصار دون تدخل حاسم.