متابعات – نبض السودان

شهد معسكر كارياري للنازحين السودانيين بشرق تشاد كارثة إنسانية مفجعة، بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الساعات الماضية في إتلاف آلاف الخيام التي تأوي أكثر من 40 ألف أسرة، وفقدان عدد كبير من ممتلكاتهم الأساسية، في ظل غياب شبه تام لأي استجابة إغاثية عاجلة.

خيام متهالكة وأمطار غزيرة.. معاناة فوق معاناة

تعيش عشرات الآلاف من الأسر السودانية النازحة في معسكر كارياري ظروفًا إنسانية بالغة القسوة منذ شهور، غير أن الكارثة الأخيرة كشفت عن هشاشة البنية التحتية للمعسكر، إذ لم تصمد الخيام أمام تدفق السيول، ما أدى إلى انهيارها بالكامل فوق رؤوس ساكنيها. وفقد النازحون ما تبقى من أغطية ومواد غذائية وملابس، إضافة إلى أوراقهم الثبوتية.

غياب المساعدات يزيد المأساة.. ونداءات استغاثة ترتفع

أطلقت منظمات حقوقية وناشطون إنسانيون نداءات عاجلة لتقديم مساعدات فورية، مشيرين إلى أن وضع النازحين بات كارثيًا، في ظل عدم تحرك ملموس من الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية الكبرى. وأكد عدد من الشهود أن الأطفال والنساء يبيتون في العراء وسط الطين والمياه، دون مأوى أو غذاء كافٍ.

مشاهد مأساوية وأوضاع صحية متدهورة

رصدت تقارير ميدانية من داخل المعسكر مشاهد مأساوية لأسر تبحث عن أي غطاء أو حائط يحتمي به أطفالها، وسط مخاوف من انتشار الأمراض بسبب تكدّس المياه الراكدة وغياب الصرف الصحي. كما حذرت منظمات طبية من احتمالات تفشي الأمراض المعدية مثل الملاريا والإسهالات نتيجة الوضع البيئي الكارثي.

تحذيرات من تفاقم الأزمة.. ومطالبات بتدخل عاجل

طالبت جهات مدنية وسودانيون في الشتات مفوضية اللاجئين والمنظمات الدولية بالتدخل الفوري لتوفير مأوى بديل وآمن للأسر المتضررة. كما دعت لإرسال فرق طبية ومساعدات غذائية عاجلة للنازحين الذين يعانون من الإنهاك والتعب النفسي بعد سلسلة متوالية من النزوح والمعاناة.

خلفية الأزمة.. استمرار تدفق النازحين من السودان

يُعد معسكر كارياري أحد أكبر معسكرات النزوح السوداني في تشاد، ويضم عشرات الآلاف من الفارين من النزاع المسلح في دارفور ومناطق أخرى، منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. ويواجه سكان المعسكر ظروفًا معيشية صعبة، وسط ضعف الإمكانات وتضاؤل الاستجابة الدولية.