متابعات – نبض السودان

سجّلت المنظمة الدولية للهجرة عودة نحو 1.1 مليون نازح ولاجئ إلى 898 موقعًا داخل السودان، في الفترة الممتدة بين 18 ديسمبر 2024 و28 مايو 2025، وهي زيادة تمثل 89% مقارنة بالتحديث السابق.

وتأتي هذه العودة الكبيرة في أعقاب استعادة القوات المسلحة السودانية السيطرة على مناطق واسعة من البلاد، بما في ذلك الجزيرة والخرطوم وسنار، ما شجع آلاف الأسر على العودة إلى ديارهم رغم استمرار التحديات الأمنية والإنسانية.

نحو 803 ألف لاجئ يعودون من دول الجوار

بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عاد ما يقارب 803 ألف لاجئ إلى السودان من دول الجوار، وعلى رأسها جنوب السودان ومصر وإثيوبيا.

ورغم مشاعر الأمل التي صاحبت هذه العودة، إلا أن المنظمات الدولية تُشير إلى أن الأوضاع في الداخل لا تزال بعيدة عن الاستقرار، وأن معظم العائدين يواجهون نقصًا في الخدمات الأساسية.

أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

لا تزال البلاد تشهد أكبر أزمة نزوح داخلي على مستوى العالم، حيث تفيد تقارير المنظمة الدولية للهجرة بأن عدد النازحين داخليًا وصل إلى 10.1 مليون شخص موزعين في جميع ولايات السودان الـ18.

وفي المقابل، لجأ أكثر من 4.1 مليون شخص إلى دول مجاورة، أبرزها تشاد، جنوب السودان، ومصر، مما يُضاعف الضغط على المجتمعات المستضيفة.

تحذيرات من كارثة إنسانية ونداء عاجل للتمويل

رغم عودة آلاف السودانيين إلى مناطقهم الأصلية، تحذر (وكالات) الإغاثة من أن الوضع الإنساني لا يزال خطيرًا، وقد يتدهور بشكل كبير.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي عن حاجته إلى 776 مليون دولار أمريكي لتغطية استجابته الطارئة في الأشهر الستة القادمة، منها 575 مليون دولار مخصصة للسودان، بينما تحتاج الدول المستضيفة للاجئين السودانيين إلى 201 مليون دولار، حيث تذهب 74% من هذه المبالغ إلى تشاد وجنوب السودان.

حرب نيسان.. بداية الأزمة الكبرى

اندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وسط انهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية.

ورغم عودة بعض النازحين، لا يزال الملايين محاصرين في مناطق النزاع أو عالقين في مخيمات اللاجئين، يواجهون نقصًا في الغذاء، والدواء، والمساعدات الأساسية، في ظل تراجع الدعم الدولي.