اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٤ كانون الأول ٢٠٢٥
بقلم : الأستاذ / نجم الدين السنوسي
في زمنٍ اختلطت فيه الأصوات، وتراجعت فيه القيم، واشتدت فيه المحن على السودان، برزت شخصيات وطنية اختارت أن تعمل في صمت، بعيدًا عن الأضواء، لكنها كانت حاضرة في قلب المعركة، مؤثرة في مسارها، وصانعة لفارقها الحقيقي.
ومن بين هؤلاء يبرز اسم عبدالرحمن خضر عبدالرحيم، رئيس الهيئة الشعبية لنصرة القوات المسلحة السودانية بدولة اليابان، كأحد أهم رجال الظل في معركة الكرامة.
لم يكن عبدالرحمن خضر مجرد داعمٍ عابر، بل كان رافعة حقيقية لمعركة الدفاع عن الدولة السودانية، إذ جمع بين الدعم الإعلامي، والإسناد اللوجستي، والعمل الإنساني في وقتٍ كانت فيه القوات المسلحة تخوض واحدة من أخطر المعارك في تاريخ السودان الحديث.
الإعلام… سلاح المعركة الأهم
أدرك عبدالرحمن خضر مبكرًا حقيقةً لا يختلف عليها أهل الوعي والخبرة، وهي أن المعركة الإعلامية تمثل 90% من الصراع، بينما لا يتجاوز الميدان 10%.
ومن هذا الفهم العميق، ساند الإعلام الوطني بكل ما يملك، ودعم الهيئة الشعبية بالأجهزة والمعدات الحديثة، ووفّر منصات وأدوات مكّنت الخطاب الوطني من الوصول إلى الرأي العام، داخليًا وخارجيًا، في مواجهة آلة التضليل والتشويه.
لقد كان حضوره في معركة الوعي هادئًا، ذكيًا، ومؤثرًا؛ لم يبحث عن تصفيق، ولم يسعَ إلى شهرة، بل عمل بإيمانٍ راسخ بأن كسب الرواية هو الطريق لكسب المعركة.
دعم يتجاوز الشعارات
لم يقتصر دور رئيس الهيئة الشعبية في اليابان على البيانات أو المواقف الرمزية، بل امتد إلى دعم المستشفيات، والمساهمة في توفير احتياجات إنسانية وطبية، في لحظة كان فيها الجرحى والمدنيون في أمسّ الحاجة لكل يدٍ صادقة.
هذا الدور الإنساني يعكس فهمًا شاملًا لمعنى النصرة، حيث لا تنفصل المعركة العسكرية عن المعركة الإنسانية.
رجل الظل… حين يكون الصمت بطولة
في زمن التسابق على الظهور، اختار عبدالرحمن خضر أن يكون رجل ظل.
الصمت عنده لم يكن غيابًا، بل حضورًا فاعلًا بلا ضجيج، والعمل بصمت كان جزءًا من أخلاقيات المعركة، وإيمانًا بأن الوطن لا يُخدم بالضوضاء، بل بالفعل.
رسالة من المهجر… ووفاء للوطن
من أقصى الشرق، من دولة اليابان، قدّم عبدالرحمن خضر نموذجًا مشرفًا للسوداني في المهجر، الذي لم تنقطع صلته بوطنه، ولم تُغره المسافات، فكان مثالًا حيًا على أن الوطن لا يُقاس بالجغرافيا، بل بالانتماء والموقف.


























