اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
تعيش إسرائيل في مرحلة دقيقة من المداولات الأمنية والسياسية بعد إعلان مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مساء الاثنين، عن تسلّم رفات أسير إسرائيلي جديد عبر طواقم الصليب الأحمر الدولي، في إطار الاتفاق القائم مع حركة حماس بشأن الأسرى. وبهذا التسليم الجديد، ترتفع حصيلة ما تم الإفراج عنه منذ بدء الاتفاق إلى 20 أسيرًا إسرائيليًا حيًا، إضافة إلى رفات 17 آخرين من أصل 28، وفقًا لما أكده بيان رسمي صادر عن الحكومة الإسرائيلية.
تفاصيل عملية التسليم والارتباك الإسرائيلي
رغم إعلان تل أبيب عن استلام 17 جثة، أكدت السلطات الإسرائيلية أن إحدى الجثث لا تتطابق مع بيانات أي من الأسرى لديها، مما يعني أن عدد الجثث المؤكدة لا يتجاوز 16. وتأتي هذه التطورات في وقت تتهم فيه جهات إسرائيلية رسمية حركة حماس بالمماطلة في تسليم بقية الجثث، مشيرة إلى أن الحركة تمتلك معلومات مؤكدة عن مواقع ثمانية جثث على الأقل، بينما تصر حماس على أن العملية معقدة للغاية بسبب الظروف الميدانية الصعبة في غزة.
تعقيدات ميدانية داخل قطاع غزة
وأكدت حماس أنها تبذل جهدها للوصول إلى مواقع الجثامين رغم الصعوبات الهائلة الناجمة عن تدمير البنية التحتية ووجود كميات ضخمة من الركام، إضافة إلى مقتل عدد كبير من العناصر الميدانيين الذين كانت لديهم معرفة دقيقة بأماكن احتجاز الأسرى. هذه التعقيدات، وفق مصادر الحركة، تجعل من عملية البحث عملية شاقة تحتاج إلى وقت وتنسيق ميداني دقيق.
إسرائيل تبحث عن خيارات بديلة
وفي ظل هذه المماطلة من وجهة نظرها، تعمل إسرائيل على دراسة خمسة خيارات بديلة للتعامل مع الملف، كما نقلت صحيفة 'جيروزالم بوست' عن خبراء أمنيين. وتتمثل هذه الخيارات في توسيع نطاق السيطرة الميدانية داخل غزة، والتصعيد العسكري المباشر، وإنهاء اتفاق وقف إطلاق النار القائم، إلى جانب تنفيذ عمليات ميدانية خاصة لانتشال الرفات بالقوة، فضلاً عن اللجوء إلى الضغط الدبلوماسي المكثف على الأطراف الإقليمية والدولية.
الضوء الأخضر من واشنطن
وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية أن إسرائيل تدرس توسيع سيطرتها العسكرية على مناطق جديدة في قطاع غزة كإجراء عقابي ضد حركة حماس، لكنها لم تتخذ قرارًا نهائيًا بعد، في انتظار الضوء الأخضر من واشنطن. وأوضحت الصحيفة أن المهلة التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن هذا الملف انتهت مؤخرًا، ما يفتح الباب أمام احتمالات التصعيد في حال لم تتمكن حماس من تقديم معلومات جديدة حول الجثث المفقودة.
استمرار تسليم الجثث والتنسيق مع الصليب الأحمر
وكان مكتب نتنياهو قد أعلن أن الصليب الأحمر سلم جثة رهينة جديدة من غزة إلى الجيش الإسرائيلي، ليصبح عدد الجثث المتبقية في القطاع 12 جثة في حال تأكدت الهوية. وبحسب البيان، فإن عملية التسليم تمت في إطار جهود إنسانية مشتركة مع الأمم المتحدة لضمان استمرار التعاون بشأن ملف المفقودين والأسرى.
جهود مصرية تدخل على الخط
في خطوة لافتة، سمحت إسرائيل بدخول فريق فني مصري بالتنسيق مع الصليب الأحمر، للمساعدة في تحديد مواقع الجثث داخل غزة. وسيتولى الفريق المصري استخدام جرافات وآليات بحث ثقيلة في المناطق الواقعة خلف ما يُعرف بالخط الأصفر، وهو الخط الذي انسحبت خلفه القوات الإسرائيلية في المراحل الأولى من تطبيق خطة الرئيس ترامب الخاصة بترتيب الوضع في غزة.
خطة ترامب بين التعثر والتطبيق
وتشير مصادر مطلعة إلى أن ملف استخراج وتسليم رفات الأسرى المتوفين في غزة يُعد من أبرز العقبات التي تواجه خطة ترامب لإعادة ترتيب الأوضاع في القطاع، وهي الخطة التي بدأ تنفيذها فعليًا في العاشر من أكتوبر الجاري. ويخشى مراقبون أن يؤدي تعثر هذا الملف إلى انهيار التفاهمات الهشة بين الأطراف المعنية، خصوصًا في ظل تصاعد التوتر الميداني واشتداد الضغط السياسي على الحكومة الإسرائيلية من الداخل.
أبعاد سياسية وأمنية معقدة
يرى محللون أن هذه الأزمة الجديدة تضع نتنياهو أمام خيارات صعبة، فبينما يسعى لإظهار الحزم أمام الرأي العام الإسرائيلي، فإنه يدرك أن أي تصعيد غير محسوب قد يهدد التفاهمات الدولية ويعيد الصراع في غزة إلى نقطة الصفر. وفي المقابل، تحاول حماس الموازنة بين الضغوط الميدانية والتحديات الإنسانية التي تواجهها بعد سنوات من الحرب والحصار، مما يجعل من الملف الإنساني أداة تفاوضية بامتياز.


























